نجلاء ناجي البعداني - أثبتت أحزاب اللقاء المشترك والإصلاح خاصة بأن القضايا الوطنية وفي مقدمتها قضية التمرد الحوثية في صعدة التي أشعلها المتمرد الحوثي وعصابته لاتحتل الأولوية بالنسبة لهم وهي ليست مهمة ولا تشكل خطراً عليهم بقدر قضاياهم الأساسية ذات الأولوية والاهتمام الأكبر كماهي قضايا الشيشان والعراق وغزة وأفغانستان..
نجلاء ناجي البعداني
فالإخوة في أحزاب المشترك والإصلاح خاصة يعملون جاهدين في الصحف والمساجد والمدارس لشرح تلك القضايا المهمة وتوفير الدعم اللازم لإخوانهم المجاهدين في افغانستان والشيشان والعراق وغزة وفي كل مكان، حتى الصومال لم يسقط من ذاكرتهم ويجد منهم الاهتمام والدعم والمساعدة باستثناء اليمن فقط لم تصل بعد إلى الدرجة التي يمكن من خلالها ان تحظى باهتمامهم وتلقى الدعم والمساعدة.
واللافت للنظر أن الإخوة في التجمع اليمني للإصلاح بتعز خرجوا بعد صلاة الجمعة في مسيرة تأييد لحماس واحتشدوا في منطقة دي لوكس بأغانٍ حماسية وخطب رنانة وبيانات وملصقات، وكل هذا جاء استجابة لدعوة قادة حماس اسماعيل هنية وخالد مشعل وغيرهما لجعل الجمعة يوم غضب وللتظاهر من أجل قضية غزة وتقرير جولدستون وما تتعرض له حركة حماس من هجمة شرسة من قبل الصليبيين واليهود وأعوانهم على حد قولهم.
وليت الأمر وقف عند هذا الحد إلا ان الإخوة في التجمع اليمني للإصلاح حوّلوا منابر المساجد وساحاتها إلى منابر دعم وتأييد وجمع أموال لإخوانهم في غزة والشيشان وافغانستان وفي كل بقعة من بقاع العالم.. ولكنهم لم يحركوا ساكناً ولم يتطرقوا إلى دعوة فخامة رئيس الجمهورية للاصطفاف الوطني ولم يدعوا إلى جمع الأموال لمساندة المتضررين من الحرب في صعدة اليمنية ولم يخرجوا بمسيرات ولا يدعوا لاعتصامات ولم يوزعوا بياناً ولا ملصقات عن جرائم الحوثيين ضد اخوانهم وأبنائهم ونسائهم في محافظة صعدة كماهو الحال مع جرائم اسرائيل ضد الفلسطينيين والامريكان ضد العراقيين والافغانيين، حتى الدعاء بالنصر لأبناء القوات المسلحة والأمن بخلوا به ولم يتعرضوا لما يجري في صعدة لا من قريب ولا من بعيد.. فهل هذا هو الاصطفاف من وجهة نظر أحزاب المشترك والتجمع اليمني للاصلاح وهل هذه هي الوطنية وهل هذا هو الولاء الوطني؟!
أرجو ألا يفهم البعض أنني ضد القدس ومع اسرائيل ومؤيدة للامريكان.. ولكن حبي لوطني مقدم على كل القضايا، ولا أرى أهم من قضية الوطن في ظل هذه الظروف التي نمر بها.
صحيفة الجمهورية |