موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الإثنين, 12-أكتوبر-2009
الميثاق نت -  أ.د. طارق المنصوب -
المتتبع لسلسلة الأحداث والوقائع الدموية التي شهدتها بلادنا في شمال وجنوب الوطن، والقوى التي تتولى بالتتابع تحريك الأحداث بتواتر ملحوظ، لاشك سيدرك حقيقة مشاريع التآمر الكبرى، لا المشاريع الصغيرة، كما يرد وصفها في خطابنا السياسي الرسمي والشعبي، استصغاراً لشأنها،‮ ‬وتهويناً‮ ‬لحجم‮ ‬التحديات‮ ‬التي‮ ‬تفرضها‮ ‬على‮ ‬شعبنا‮ ‬وقيادتنا‮ ‬السياسية،‮ ‬مع‮ ‬يقننا‮ ‬بأنها‮ ‬باتت‮ ‬أكثر‮ ‬خطراً‮ ‬على‮ ‬وطننا‮ ‬ووحدتنا‮ ‬وأمتنا‮ ‬اليمنية‮.‬
إنها بحق مشاريع تآمرية كبرى تبغي العودة بشعبنا وأمتنا اليمنية إلى ماضٍ سحيق من الاحتراب والتبعية وشق الصف الوطني، عبر التشظي والانقسام الطائفي والمناطقي، والعزلة عن العالم، تماماً كما كان الحال قبل قيام الثورة اليمنية، وإعادة اللحمة الوطنية في الثاني والعشرين من مايو المجيد.. بيد أن جميع هذه المشاريع تتناسى كثيراً من الوقائع والحقائق التاريخية التي سجلها الرجال الشرفاء من هذه الأمة عبر ملاحم الثورة على الاستبداد، والتحرر من ربقة التبعية والاستعمار في شمال الوطن وجنوبه.. ولعل الحقيقة التاريخية التي لايختلف عليها المؤرخون والباحثون لحدث الثورة اليمنية والحركة الوطنية، ممن كتبوا عن واحدية الثورة اليمنية، أن الثورة اليمنية «26 سبتمبر» كانت سبباً في قيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر، كما كانت هذه الأخيرة سبباً في بقاء وصمود ثورة سبتمبر، وكرست على أرض الواقع أنصع صور الاصطفاف الوطني، حيث انطلقت هذه الأخيرة من فكرة ثاقبة مفادها أنه لم يكن بالإمكان انتصار الثورة في شمال الوطن على السلطة المستبدة، وتثبيت دعائم النظام الجمهوري الوليد إلاّ بتحرير جنوبه من الاستعمار، وعزز من هذه القناعة حقيقة أن المحتل البريطاني كان يشكل عدواناً‮ ‬متواصلاً‮ ‬على‮ ‬ثورة‮ ‬سبتمبر‮ ‬لضمان‮ ‬تكريس‮ ‬احتلاله‮ ‬للجنوب،‮ ‬والإبقاء‮ ‬على‮ ‬الانقسام‮ ‬بين‮ ‬شطري‮ ‬الوطن‮ ‬الواحد‮.‬
ولذا هيأت ثورة سبتمبر الظروف المناسبة، وخلقت الفرص المواتية لقيام الثورة في جنوب الوطن، وهي الظروف التي كانت تفتقر إليها الحركة الوطنية اليمنية عموماً، وتلك المتواجدة في عدن بصورة خاصة، إذ وفرت معسكرات التدريب للمقاتلين عبر التطبيق العملي للقتال مع فلول الملكيين، وتجنيد المتطوعين لقتال الانجليز، ووفرت الأسلحة والدعم اللوجيستي اللازم للمقاتلين، والأهم من كل ذلك وفرت العمق الاستراتيجي المناسب لاجتماعات القيادات السياسية التي تقوم برسم الخطط وإعادة تنظيم الصفوف والانطلاق للقتال من جديد، وكذا هيأت الدعم السياسي لقضية تحرير جنوب اليمن، وهي العوامل التي ما كان بإمكان الثورة اليمنية في جنوب الوطن النجاح بدونها.. وابتداءً من الرابع عشر من أكتوبر 1963م، انطلقت جهود التحرير لجنوب الوطن عملاً بالهدف الأول من أهداف ثورة 26 سبتمبر، الذي عد القضاء على الاستعمار في جنوب اليمن‮ ‬مهمة‮ ‬عاجلة‮ ‬استكمالاً‮ ‬لجهود‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية،‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬تأتى‮ ‬للمجتمع‮ ‬اليمني‮ ‬في‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967م،‮ ‬حيث‮ ‬أعلنت‮ ‬بريطانيا‮ ‬انسحابها‮ ‬من‮ ‬عدن‮.‬
المؤكد أننا لو عدنا- كما يشير أستاذنا الدكتور عبدالعزيز المقالح- اليوم إلى المواطن اليمني العادي والبسيط، والبريئ من كل معايير الانتقاء والعشوائية، والخالي من كل عقد الانتقاص لمنجزات الآخرين وتعظيم الذات، التي تطبع عديد من القوى السياسية اليمنية، لوجدناه ينظر إلى الثورة اليمنية كنهرٍ هادرٍ عظيم واحد منابعه الصافية وبداياته الأولى سبتمبر وأكتوبر، ومحطته الفارقة يوم الثلاثين من نوفمبر 67م،89م، وأفقه الواسع الانتصار الأكبر الذي تحقق للشعب اليمني بإعادة لحمته ووحدته يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م.
ولذا ما أشد الحاجة اليوم إلى تركيز إعلامنا الرسمي والحزبي والمستقل، ومثقفينا وسياسيينا باختلاف مشاربهم الأيديولوجية على هذه الرؤية الموضوعية بوصفها المدخل الطبيعي للحفاظ على وحدة الصف الوطني، والقضاء على جميع المشاريع الكبرى التي ترسمها بعض القوى الإقليمية، وتجد لها أعواناً ومنفذين في أوساطنا، وتذكير شبابنا اليمني بتاريخ ومسيرة الكفاح والنضال الوطني لحركة التحرر الوطني من أجل التخلص من ربقة الحكم الاستبدادي في شمال الوطن، وإجلاء المستعمر من جنوبه، وصولاً إلى تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو.
وما أحوجنا اليوم إلى إعادة كتابة تاريخنا اليمني، وتدوين تاريخ نضال الحركة الوطنية اليمنية من أجل الوصول إلى تلك الغاية النبيلة، بنفس الروح العلمية والموضوعية من أجل البحث عن حلول ناجعة للقضايا التي يطرحها علينا واقعنا المعاصر، وتفرضها علينا الأزمات والتحديات‮ ‬المتعاقبة،‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬تحصين‮ ‬شعبنا‮ ‬وشبابنا‮ ‬ضد‮ ‬آفة‮ ‬النسيان‮ ‬والاختراق‮ ‬الثقافي‮ ‬وتشويه‮ ‬الحقائق‮ ‬التاريخية‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)