حسن نائف - عندما تخلى حميد الأحمر عن الجبة والدسمال والجنبية «التوزة» اعتقد الكثيرون أن الرجل قد تجاوز عقلية الشيخ الذي تتملكه عقدة السيطرة على موارد الرعية لضمان عدم خروجهم عن طوعيته..
خصوصاً وأنه قد استبدل الجبة والدسمال بالبدلة وربطة العنق ما أكد أن الرجل قد أدرك حقيقة أن زمن المشيخ المتحكم بمقدرات المواطنين ولى في عهد الثورة والوحدة، وأنه واكب المتغيرات الوطنية الهادفة إلى ترسيخ المجتمع المدني.
< تعلم أبجديات السياسة وحفظ مصطلحاتها وعمل على توظيفها لتحقيق أطماعه في بناء امبراطوريته المالية على حساب موارد الشعب وأمنه الغذائي.. ولأنه تخصص في دراسته الجامعية «إدارة أعمال» أدرك أن الاقتصاد يتحكم بالسياسة فامتلك ناصية الخطابة ووجد ضالته في المعارضة التي كانت تبحث عن ممول مشاريعها العدائية للوطن فركب سفينتها.
< مكانة أسرته وقربها من مركز صنع القرار مثّل جسر عبور للحصول على تسهيلات لتنفيذ مشروعات استثمارية وتجارية وبإعفاءات ضريبية وجمركية حرمت خزينة الدولة من ملايين الريالات، إلى جانب احتكاره وكالات شركات عالمية وهو ما سهل عليه الدخول في مناقصات عالمية لتنفيذ مشروعات تنموية استراتيجية.
< أحزاب المشترك رأت في انضمام حميد إليها فرصتها، فمن خلاله يمكن لها تحقيق أهدافها الخفية في ضرب الاقتصاد الوطني وإعاقة التنمية، ولعل تسببه في إعاقة تشغيل مشروع محطة مارب الغازية أصدق دليل على ذلك.
< تأخر تشغيل محطة مارب أسقط أوراق التوت عن حميد و«مشتركه»، وكشف عن نواياهم السيئة وحرصهم على إعاقة تنفيذ المشروع الحيوي الهام الذي يعول عليه تعزيز استقرار الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين وخدمة التنمية وجذب الاستثمارات المختلفة، حيث ماطل في تنفيذ مضامين العقد المبرم مع شركته والخاص بتوريد أبراج وعوازل المشروع، واستمرأ في ابتزازه للمؤسسة العامة للكهرباء ونجح في الحصول على زيادة في القيمة التعاقدية بحجة زيادة الأسعار وبمبلغ أكثر من مليون وتسعمائة ألف دولار حصل عليها دون وجه حق وواصل تعنته لإعاقة المشروع دون وازع من ضمير.
< لم يكتفِ حميد بذلك، وعملاً بالمثل القائل «إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت» سعى وبتحريض من قيادات المشترك إلى الانتقاص من الجهد الحكومي لتنفيذ المشروع واتهام الحكومة بالتقصير وتأليب الرأي العام عليها من خلال تمويله لصحف صفراء عملت على تنفيذ حملة شعواء اعتبرت أن الحكومة هي السبب في تأخير تنفيذ مشروع المحطة الكهربائية.
< لذلك نستغرب أن يطل علينا حميد بصورة الطفل الوديع وأنه وقيادات وأعضاء ما يسمى بالمشترك ضحايا الفساد، بينما الواقع يؤكد أن حميد هو الجلاد وأن حزبه ومن تحالف معه هو منبع الفساد وموطنه والواجب استئصالهما لما يشكلهما من خطر على المجتمع وأمنه واقتصاده الوطني.
< والحق أن حميد أراد أن يطفئ نور الوطن من خلال إعاقة تنفيذ مشروع المحطة تنفيذاً لأجندة المشترك الذي يريد أن يشعل الفتنة بين أفراد المجتمع.
< لم يعد اليوم بمقدور حميد أو «مشتركه» أن يخدع المواطن المغلوب على أمره بعد أن اتضح جانباً من حقيقتهما والمتمثلة بالسعي الدؤوب للمتاجرة بقضايا الوطن واحتكار قوت الشعب والاستيلاء على المال العام بطرق غير مشروعة.
ـ سنضيء شموع الوطن من نور محطة مارب قريباً وليخسأ الخاسئون وليمت الحاقدون بغيظهم.
عن صحيفة الجمهورية
|