محمد الجرادي - أمام تجديد فخامة رئىس الجمهورية دعوته شركاء الحياة السياسية إلى طي صفحات الماضي، باعتبار الوطن هو الأبقى والأغلى.. وان مصلحته تقتضي ان يكون الجميع عند مستوى المهام والتحديات التي يفرضها المستقبل.. ماذا بقي ان يقوله لهؤلاء الشركاء في المعارضة وخصوصاً في أحزاب »اللقاء المشترك« ومعهم أولئك الذين تضمنتهم إشارة الرئىس دعوا إلى ثورة شعبية!!
هذه المبادرة التي يطرحها الرئىس والمؤتمر أمام شركاء الحياة السياسية تعكس بجلاء الالتزام الوطني تجاه مستقبل اليمن، كما تعكس الجدية في التفرغ لما يخدم المسار التنموي والديمقراطي.. ويعزز من قوة البناء المؤسسي للدولة، لا البقاء داخل مربعات التجاذبات السياسية ومجاراة النزوات والمناكفات الحزبية التي ضررها في كثير من الأحيان أكثر من نفعها.
لقد قالها الرئىس وهو جاد في قوله.. لنكن مع مستقبل اليمن.. ولنبدأ صفحة جديدة نحو يمن الحرية والديمقراطية والتنمية.. يستوي في ذلك المعارضة والسلطة.
فهل تعي المعارضة تحديداً، ما يوفره لها الرئىس بجديته هذه من ظروف آمنة لتلمس طريق ارتقاء أدائها وتجاوز محنة الاصرار على فكرة التعامل مع الواقع وكأنها تعيش في كوكب أرضي آخر؟!
> وبالإشارة إلى مهام الإصلاحات القادمة التي حددها بوضوح وشفافية فخامة رئىس الجمهورية وأعلن أولى بشاراتها الجمعة الماضية فيما يخص السلطة المحلية وتأكيد انتقالها في غضون الشهور القادمة إلى مرحلة جديدة، بانتخاب المحافظين ومديري عموم المديريات وأمناء المجالس المحلية.. في تجربة تعد متفردة في المنطقة..
أقول بالإشارة إلى مجمل المهام القادمة فإن من المؤسف ان تظل المعارضة في خطابها السياسي والإعلامي تواصل تعاملها مع المسألة بعقلية التشكيك في جدية التوجه نحو إنجازها وتحقيقها، هذا علاوة على أنها بدت وكأن موقفها سيكون موقف »المتفرج« مع التمسك بترصد العثرات والأخطاء، واستثمارها لخلق التأزيم السياسي فحسب..
وصار واضحاً حتى اللحظة بعد أن مُنيت المعارضة بالفشل »ديمقراطياً« نيتها في مواصلة التقليل من شأن أي إنجاز قادم في حياة الناس، طالما وهو يأتي من غيرها!!
المعارضة أيضاً تتجاهل أدوارها المفترضة في مثل هذه المهام وإن كانت في صالح البلاد والعباد! يهمها فقط ان تكون أداة معارضة لا أداة إصلاح وبناء.. وستكشف الأيام القادمة ما إذا كانت ستعيد النظر في سلوك كهذا.. أم ان حالها سيبقى تجسيداً للقول الشعري: »كفى بك داء أن ترى الموت شافياً«.
> نتفق أن مهام الإصلاحات في المستقبل مسؤولية المؤتمر الشعبي العام في المقام الأول باعتباره المتوَّج بثقة الشعب.. لكن هل تستطيع المعارضة ان تتغابى اسهاماتها المفترضة في مساندة وتدعيم مايخدم الناس وما يصب في مصلحة الوطن.
شخصياً بقدر ما أتمنى على المعارضة ان تكون عند مستوى التفاعل الإيجابي مع معطيات المرحلة القادمة، وبالذات ما يتعلق بمهام البناء والإصلاحات، بقدر ما أرى في ذلك سر فاعلية وجودها كمعارضة، وخدمة لها..
أما ما سوى ذلك فإنها تجذّر لإنتاج فشلها، وتؤسس لنفسها عروشاً من الوهم والخيبات والهزائم.
|