امين الوائلي -
جرائم القتل البشعة التي تطال حياة وأرواح المواطنين المسالمين ورجال الأمن ومستخدمي طريق الضالع، تكاثرت وتعاقبت منذ أكثر من عام، وخلالها جميعاً بقي الجناة طلقاء وإجراءات الملاحقة والمتابعة الأمنية لم تصل إلى أيٍّ من المتهمين الرئيسيين وكبار القتلة ومحترفي التصفيات بدم بارد.
> أمس الأحد سقط خمسة جنود من الأمن المركزي »شهيدان وثلاثة مصابين« في كمين مسلح واستهداف جبان وغادر عند مدخل مدينة الضالع منتصف ليل السبت، استهدف جنوداً كانوا عائدين من مشاركتهم في تشييع جنازة زميل لهم بمديرية الأزارق استشهد بمحافظة صعدة.
> فر المجرمون بجرمهم، وأمن الضالع اكتفى بتأكيد الحادثة والتحفظ على سيارة الإسعاف المعطوبة والطقم الذي كان يستقله الجنود الخمسة، ولم يقل شيئاً عن ملاحقة المجرمين وتقديم القتلة للعدالة، بينما وكيل المحافظة صرح لـ»المؤتمرنت« بأنه تم نقل المصابين إلى صنعاء لتلقي العلاج نظراً لخطورة الإصابات- ولم يزد على ذلك!!
> حذرنا مراراً من خطورة وخطأ التساهل في جرائم القتل والتصفيات المسلحة التي تنفذها عصابات إجرامية لم تجد من يردعها أو يتصدى لجرائمها ويطلق يد القانون والعدالة لملاحقتها في جحورها أينما كانت.
وها نحن نشهد ونكتوي بالمزيد من الجرائم والمزيد من حالات العنف الدموي، والقانون المكبَّل لايُمنح فرصة ولا إذناً بالعمل والتحرك لضبط المجرمين والسيطرة على الجريمة ومنع اتساعها وتحولها إلى ظاهرة تفتك بالسلم الأهلي وتقوض أمن واستقرار المجتمع وتروج للجريمة والإرهاب المنظم.
> هل نُذَكرِّ ونسأل عن مصير جرائم القتل والاعتداءات السابقة والمشابهة، قضية القباطي وأبناءه، والعتمي، الريمي، والإبي، العديني، واليافعي العائد من الغربة، إضافة إلى مقتل وإصابة ضباط وجنود آخرين في حوادث متفرقة؟!
ماذا حدث بشأنها جميعاً؟ وإلى أين وصلت التحقيقات والملاحقات الأمنية؟ ولماذا لم نسمع عن قضية واحدة منها وصلت إلى النيابة وإلى القضاء؟!
> هل مهادنة القتلة والمجرمين هي سياسة مقصودة لأسباب لانعلمها في هذه المنطقة والمحافظة على وجه الخصوص؟
وهل يعتقد البعض أن غض الطرف والرغبة بالتهدئة، لتوازي جرائم القتل العمد مع مظاهر الحراك السياسي والدعوات التصعيدية والتخريبية، هو الخيار المناسب والسليم لضمان عدم التصعيد أو ما شابه؟!
> ولكن المجرمين لم يكفوا وهم يواصلون اقتراف المزيد من الجرائم، وحوادث القتل تشهد تصعيداً خطيراً، فما علاقة كل هذا بالحراك السياسي السلمي- كما يقال ويوصف؟ وهل مهادنة الحراك رغبة بعدم التصعيد معه يعني مهادنة الجرائم الجنائية والمجرمين ومحترفي القتل و التصفيات الدموية؟!!
هل يعقل أن يكون الأمر كذلك بالفعل؟!
> وحينما تقطع عصابات مسلحة خط الضالع صنعاء، هل الإجراء المطلوب والمعقول من الأجهزة الأمنية بالضالع هو أن تستحدث نقطة أمنية عند مفرق »الضالع- لحج- تعز« لتحويل المسافرين إلى خط تعز، بدلاً من إعمال القانون وملاحقة المتقطعين وتأمين الطريق؟!!