كلمة الميثاق -
بيانات ومؤتمرات صحفية لأحزاب اللقاء المشترك جديدها قديم وقديمها جديد.. حلقة مفرغة ومملة لم يعد أحد يلقي لها بالاً سوى قيادات تلك الاحزاب ومن يصيغون خطابها الذي بات مكرراً ومملاً ومزعجاً كالاسطوانة المشروخة .. عاكسين بذلك مدى الاختلال والتردي البائس والمأساوي الذي وصلت اليه تلك الأحزاب، غير مستوعبة تسليعها المواقف بصورة زاد فيها العرض على الطلب، فأصبحت بائرةً وكاسدة وفاسدة، ولم تعد المؤتمرات والبيانات تؤدي غرض الترويج السياسي الذي تسعى اليه تلك القيادات حتى بالنسبة للمنتمين إليها الذين حفظوا تلك البيانات عن ظهر قلب وأصبحوا يدركون أن ما يصدر عن لقائهم المشترك ليس إلا جعجعة بدون طحين وضجيجاً فارغاً يعبر عن المتناقضات داخل ذلك الائتلاف الذي لا يمكنه إلا أن يصدر أصوات النشاز كلما ارتفعت تبينت أزمتها على نحو أكثر وضوحاً.
في هذا السياق كان بيان المشترك وردود قياداته في المؤتمر الصحفي نهاية الاسبوع الماضي هو الأسوأ، مثبتين أنهم فعلاً شر بلية هذا الوطن.. فلغة بياناتهم وخطاباتهم باتت أكثر تخشباً ولا تنتمي الى الواقع المعيش، ومنطقها غير مسؤول وخارج المسارات التي يفترض أن تكون فيها أحزاباً واعية لمشروعية وجودها المستمدة من النهج الديمقراطي التعددي ومن الدستور والقانون كنقيض للفوضى التي تعمل عليها وتدعو اليها تلك الاحزاب الهلامية بما تثيره من فتن وبما تفتعله من أزمات تتماهى فيها مع عصابات التخريب والارهاب الاجرامية الدموية في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان ومع عناصر الفرقة والتمزق من المناطقيين والانفصاليين في بعض المحافظات الجنوبية إن لم تكن أسوأ من هذا بكثير لأنها أكثر مكراً وخداعاً بمواقفها المتذبذبة والضبابية، معتقدة أنها بهذا السلوك الانتهازي تمتلك أوراق ابتزاز ستمكنها من تحقيق ما عجزت عنه عبر صناديق الاقتراع .. لكن مثل هذه الممارسة السياسية المبتذلة ما كان لها أن تأخذ مدى أطول مما أخذته، وها هي قد وصلت الى حد النهاية.. وتضع نفسها كمصدر للشرعية بدلاً من الدستور والقانون وهي تتحدث عن اتفاق فبراير الذي -كعادتها- نكثت به وأعلنت رفضها الحوار مع المؤتمر لتنفيذ مضامينه.
وبعد أن قتلت قيادة أحزاب المشترك ذلك الاتفاق من يحق له تقرير ما إذا كان يجب إجراء انتخابات لملء الدوائر الشاغرة أم لا..؟ فمن رئيس الجمهورية ومجلس النواب تستمد اللجنة العليا للانتخابات شرعيتها.. ولكن نحن نفهم هذا التطاول من أحزاب قزمية تزداد ضآلة كلما ضاقت حلقات عزلتها حتى أنها تكاد تطبق عليها وهذا واضح في تمترسها خلف بقايا الماضي المتخلف لعناصر الكهنوت العنصري الحوثية ومخلفات العهد الاستعماري السلاطيني التشطيري فيما يسمى بالحراك الانفصالي.. تمترس نجد فيه تغيراً لمواقع الاستخدام فبعد أن كانت أحزاب المشترك تنفخ في كير الفتنتين الملتقيتين في طابعهما التخريبي والارهابي الانقسامي لتستخدمهما لتحقيق غاياتها، انقلب السحر على الساحر وأضحت الفتنتان هما من يستخدم أحزاب المشترك كواجهة سياسية وإعلامية وهذا ما نتبينه من رفضهما لآخر تخريجات المشترك »وثيقة الانقاذ« مسقطين تلك الاحزاب الى الحضيض الذي ليس بعده الا الموت السياسي لها والتي قبلت بالارتهان لعناصر فاسدة تقودها مستعدة لبيع نفسها للشيطان لتحقيق مصالحها الشخصية الآنية والتي لا ترى في أحزاب المشترك سوى مشروع للاستثمار والمتاجرة.. ولا فرق لديها بين السياسة والتجارة، ما دام الاثنان يحققان نفس الغرض.