موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت - عبدالملك الفهيدي

السبت, 21-نوفمبر-2009
عبدالملك الفهيدي -
بعض المسؤولين في الحكومة باتوا يكررون تصريحات يحاولون فيها طمأنة الناس أن وعي الشعب محصن ضد الأفكار الظلامية وفي مقدمتها أفكار عصابة الإرهاب الحوثية دون إدراك لمدى عدم اتساق مضامين هذه التصريحات مع الواقع خصوصاً حين يتعلق الأمر بقضية تحصين الشباب من أفكار الغلو والتطرف والإرهاب والتخريب .
وإذا كان صحيحاً أن جميع أبناء الشعب اليمني يرفضون فتنة التمرد الحوثية في صعدة والأهداف التي تسعى إليها ،إلا أن ذلك ليس دليلاً على أن الوعي بات محصناً ضد هكذا أفكار التطرف سواء أجاءت بعمائم دعاة الحق الإلهي ،أم بجلابيب التطرف الجهادي ،أو بأقنعة دعاة الانفصال والتمزيق.
فالحديث عن وعي شعبي محصن ضد أفكار التطرف وفي مقدمتها فتنة التمرد والإرهاب الحوثية يبدو غير منطقي، خصوصاً حين يصدر من مسؤول في الدولة لاعتبارات كثيرة أقلها أن وقود هذه الفتنة هم أناس في ريعان الشباب يساقون إلى محرقة الموت تحت تأثير أباطيل ومزاعم ما أنزل الله بها من سلطان، بل إن هكذا تصريحات تبدو أقرب ما تكون مغالطة وهروباً عن حقائق واقعية تؤكد وتبرهن أن الوعي الشعبي وتحديداً-وهو الأهم- وعي الشباب أبعد من أن يكون محصناً عن تأثيرات هذه الأفكار المتطرفة .
أعتقد - وربما مثلي الكثيرون - أن الوعي الشعبي وإن كان اليوم قادراً على التمييز بين الغث والسمين، إلا أنه أيضاً وعي هش- خصوصاً لدى أوسع شريحة سكانية وهي فئة الشباب - وقابل للتأثر بالأفكار المتخلفة والماضوية أكثر من أي وقت مضى أمام سهولة انتشار تلك الأفكار بفعل الضخ الإعلامي..
وثمة حقائق واقعية تؤكد هذا القول فمعظم -إن لم يكن جميع - الشباب المغرر بهم من قبل عصابة الحوثي لم تؤثر فيهم الحوارات الفكرية التي خاضوها مع لجنة الحوار،بل ظلوا مؤمنين بالأفكار التي استقوها من قادة التمرد ،فعادوا إلى جبال مران، حاملين الأسلحة مرة أخرى بمجرد أن أفرج عنهم من السجن.
وبالإضافة إلى ذلك سيجد المتابع أن أعمار جميع الماثلين أمام القضاء على خلفية الاشتراك في التمرد تنحصر بين سن (15-40) عاماً، الأمر الذي يعكس حقيقة أن الفئة العظمى من هذا الشعب، وهي فئة الشباب، ليست محصنة ضد العبث الفكري، بل ومن السهل على أصحاب الأفكار الظلامية أكانوا من دعاة الحق الإلهي، أم من أصحاب المشاريع الصغيرة كدعاة الانفصال والمناطقية، أو من ذوي التوجهات الجهادية كعناصر القاعدة أن يغرروا بالشباب ويحولوهم إلى أدوات مفخخة تلقي بنفسها إلى التهلكة، خصوصاً في ظل استمرار مسؤولي الدولة في إطلاق التصريحات وطمأنة الجميع بأن الوعي محصن..
إن التصريحات التي يكررها البعض لاسيما من هم في موقع المسؤولية عن تحصين الشباب ضد أفكار التطرف وأصحابها أمر يثير العجب ويجعلنا نسألهم عن السبب الذي أدى إلى استمرار قيادة العصابة الحوثية بعد مصرع حسين الحوثي عام 2004م في التغرير بالشباب للانقياد لها ولأفكارها، وتحويلهم من طلاب في ساحات المدارس والجامعات إلى قنابل بشرية تنفذ إرهاباً وتمرداً وتخريباً مسلحاً لا يستثني أحداً مواطناً كان أو مسؤولاً، مدرسة أو منزلاً، وأن نسألهم لماذا يصر شاب في مقتبل العمر على الانتحار وقتل نفسه بحزام ناسف أمام سفارة أجنبية أو منشأة عامة ، ولماذا استطاع دعاة الانفصال وأصحاب المشاريع الصغيرة أن يغرروا بالشباب ويستخدموهم أدوات لتنفيذ أعمال التخريب والفوضى؟!
ودعونا من تبرير ذلك بعامل البطالة فقط،فالشاب ذو الوعي المحصن والناضج لا يمكن أن ينقاد إلى قتل نفسه والانتحار من أجل لاشيء حتى ولو كان عاطلاً عن العمل ،لكن حين تكون عقلية هذا الشاب خالية من معاني الانتماء والولاء الوطني ولا تجد من يرسخ فيها قيم التربية الوطنية الحقيقية والفكر الديني الصحيح فإنها تصبح أقرب إلى مشروع انتحاري أو متطرف أو مجرم لاسيما حين يترافق الخواء الفكري مع البطالة وعدم الحصول على عمل .
خلاصة القول: إننا لا نريد من المسؤولين سوى الكف عن تصريحات بعيدة عن الواقع وبالذات حين يتعلق الأمر بوعي الشباب والانتماء الوطني ،وأن يقولوا للناس ماذا فعلته وزارتهم حيال المدارس الدينية، وما نفذوه من استراتيجيات لمواجهة التطرف والغلو في أوساط الشباب، وما حققوه من نجاحات في سبيل إبعاد الشباب عن مسارات التأثر بأفكار الإرهاب أياً كان نوعه،أو مصدره،أو من يقف خلفه ، وحين يفلحون في ذلك فمن حقهم الحديث بثقة عن الوعي الشعبي المحصن ضد الأفكار المتطرفة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)