أمين الوائلي -
عشرات الشباب الأمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية ـ الصومالية تحديداً ـ اختفوا فجأة داخل الولايات المتحدة ولم تعد أسرهم أو معارفهم يسمعون عنهم شيئاً، وبدأت السلطات الأمنية الفيدرالية تحقيقاً هو الأكبر منذ اعتداءات 11سبتمبر 1002م حول إمكانية انتقال هؤلاء الشباب للقتال في صفوف «جماعات راديكالية» بالصومال!
>.. هذه مشكلة كبيرة وتحدٍ آخر يوضع أمام الأجهزة الاستخباراتية والسلطات الأمنية الفيدرالية داخل الولايات المتحدة، فبرغم كافة البرامج والإجراءات المشددة والرقابة المسبقة، لاتزال هناك فراغات كبيرة ولاتزال الجماعات المتطرفة قادرة على التوغل داخل الشباب الأمريكي وتجنيد العشرات منهم للقتال في جبهات متفرقة؟!
>.. التطور الجديد يثبت عدم نجاعة الإجراءات الأمنية لوحدها أو مقدرتها على محاصرة الظاهرة الإرهابية ـ عموماً ـ بمختلف أشكالها وتمثلاتها، والسيطرة على مظاهر تفريخ وإفراز وتجنيد المزيد من الأفراد وخصوصاً الشباب لصالحها.
>.. لم يعد مقبولاً العودة بالاتهامات والتهويلات على بلدان بعينها في منطقة الشرق الأوسط بوصفها بيئات قلقة ومضطربة، وبالتالي فإنها البيئة الصالحة والمناسبة لنمو وتكاثر الجماعات المتطرفة والإرهابية، وإن كان في هذه المقاربة شيء لا يمكن نكرانه من الصحة.
>.. إلا أن المقاربة إجمالاً لم تعد صالحة لتفسير وتبرير كافة الإخفاقات الدولية، والسياسات الخاطئة أو القاصرة عن إدراك الأسباب الفعلية والجذور التاريخية لنشوء الظاهرة الإرهابية وتفشيها في العالم.
>.. كما أن الاكتفاء بتوجيه اللوم وأصابع الاتهام لبلدان بعينها، أو تسليط الضوء بكثافة على الأوضاع السياسية والأمنية المضطربة في بلد ما، على أنها البيئة الوحيدة التي ينمو ويترعرع فيها الإرهاب والإرهابيون في هذه الساعة والمرحلة من عمر العالم، هو أمر فيه الكثير من التبسيط والتسطيح، ولا يهدف إلى استدعاء الحلول بقدر ما يهدف إلى التهرب من المسئولية ونفض اليد عنها؛ لأن الإف بي آي يحقق اليوم في تصدير إرهابيين من داخل امريكا!
>.. فهاهي الولايات المتحدة ـ وبرغم كل شيء ـ تخترق وتنجح الجماعات المتطرفة بتجنيد واستقطاب الشباب للقتال عبر العالم، وكأن شيئاً لم يكن! فما الذي تعاني منه أمريكا ليحدث كل هذا في أراضيها وداخل مدنها وحدودها الوطنية والقومية؟!
>.. يبدو الأمر وكأن أحداً لا يريد أن يفهم، أو أنه لا يريد فعلياً الحد من الظاهرة الإرهابية أو التخلص منها!!
شكراً لأنكم تبتسمون
[email protected]