منصـور الـغدره -
ينشط الطابور الخامس في الظروف غير الطبيعية، لأن المنتمين إليه يعتنقون مذهباً منحلاً أخلاقياً، يقوم أساساً على المتاجرة بكل شيء غير مشروع، والمؤمنون به لا ضمير لهم، فلا يحلو لهم العيش إلاّ بسفك دماء الأبرياء، وعلى أشلاء الضحايا.
الطابور الخامس يجد في الأوضاع المضطربة في أي بلد -كالحروب وإثارة الفتن والقلاقل - مرتعاً خصباً للثراء اللامشروع، ومناخاً ملائماً لنمو تجارتهم المحرمة التي لا يستطيعون تحقيقها في الظروف الطبيعية والمستقرة.
هؤلاء من بائعي الذمم وتجار الحروب يستغلون انشغال الجميع بمواجهة الأوضاع المضطربة في البلد، وكذا انشغال الناس بمتطلبات الحياة، فيسارعون الى تحقيق أطماعهم وإلى زيادة تجارتهم المدنسة بلقمة ودماء الأبرياء.. والحال الذي نعانيه اليوم - حرب التمرد في صعدة وأعمال قتل وتقطع وتخريب في بعض المحافظات الجنوبية -كان من صنع الطابور الخامس، وإن تنوعت أشكالهم وهيئاتهم، وتعددت انتماءاتهم ومشاربهم وتوجهاتهم إلا أنه توحدهم مصالحهم الشخصية وتفرقهم المصلحة العامة، واستقرار الوطن..!
فما يجري اليوم في بلادنا سواءً في صعدة أو أبين ولحج أو في الضالع ما هو إلا تحالف للطابور الخامس .. وهذا الطابور الذي عانت منه اليمن عقب ثورتي 26سبتمبر و 14 اكتوبر في ستينيات القرن الماضي كثيراً بإشعال الحرب ضد النظام الجمهوري لعدة سنوات.
تجار الحروب جميعهم يقاتلون اليوم إرادة الشعب اليمني ويدعمهم أصحاب المخططات والمؤامرات الخارجية.. والتي يتصدى لها ببسالة أبناء المؤسسة العسكرية والامنية وعامة الشعب في صعدة وفي كل شبر من أرض السعيدة.
فتجار الحروب وصنّاع الأزمات ومفتعلو القلاقل ومثيرو أعمال التخريب والتقطع ومرتكبو جرائم الاختطاف والقتل والنهب والاعمال الارهابية والمهربون للبشر والمواد المدعومة من قوت الشعب - سواءً أكانت مواداً غذائية أو مواداً نفطية الى خارج البلد.. أو إدخال المواد القاتلة المدمرة لصحة الشعب من سلع فاسدة منتهية الصلاحية أو الاتجار بالمخدرات والسلاح أو بيع مواد الإغاثة والمساعدات الخاصة لأهلنا النازحين بسبب فتنة التمرد بصعدة ومعهم أولئك المتاجرون بالمواقف السياسية ممن لهم سبعة وجيه.
وأيضاً مفتعلو الازمات والداعمون للفوضى والعاملون على بقاء الحالة في اليمن مضطربة على الدوام.. كل هؤلاء للأسف مرتزقة وتجار حروب تحالفوا ضد أمن واستقرار اليمن عليهم جميعاً أن يدركوا ان الشعب يخوض ضدهم معركة مصيرية.. {