عبدان دهيس -
نفذت الأجهزة الأمنية اليمنية، الخميس الفائت، عملية عسكرية نوعية خاطفة وناجحة، استهدفت ضرب تجمع لعناصر القاعدة، في إحدى مناطق أبين، وتمت بالتزامن مع عملية وحملة مداهمة أخرى، قامت بها الأجهزة الأمنية أيضاً في أرحب وأمانة العاصمة، تمكنت خلالها من القبض على عناصر مطلوبة في تنظيم القاعدة، تم رصدها وبحوزتها اسلحة ومتفجرات، كانت تستعد للقيام بعمليات انتحارية، وتنفيذ أعمال إرهابية وقتل وتدمير وتخريب، تستهدف منشآت اقتصادية وقطاعات حكومية عامة وخاصة أيضاً، ومصالح أجنبية.. وقد أعلنت وزارة الداخلية اليمنية في حينه، تفاصيل ما قامت به الأجهزة الأمنية في تنفيذ هذه المهمة، وما حققته من النجاح في إطار جهودها المستمرة بالمضي في مكافحة الإرهاب وملاحقة عناصره، وهو ما نال تأييد أطراف التحالف الدولي المتعاضد والمتآزر في محاربة الإرهاب، ومباركتهم وتهنئتهم لقيادة وشعب اليمن بهذا النجاح النوعي المتميز والقاصم..!!
منذ سنين طويلة- واليمن تعاني كثيراً- ومازالت، من أعمال الإرهاب والتطرف، لعناصر القاعدة والجهاد، سببت لها متاعب واشكاليات لاحصر لها، والتي لم تستهدف فقط منشآت اقتصادية حيوية، وقطاعات انتاجية وخدمية حكومية وممتلكات مواطنين ومعسكرات، بل تعدتها إلى القيام بعمليات اغتيال وتصفية، تعرض لها وراح ضحيتها عدد من منتسبي القوات المسلحة والأمن ومواطنين أبرياء، وقيادات في السلطات المحلية بالمحافظات، والتخطيط كذلك لاستهداف شخصيات كبيرة في الدولة، وأيضاً مايجري من تقطعات ونصب كمائن وخطف وقتل بالسيارات المفخخة، لسياح أجانب، ولعاملين أتوا من بلدانهم لتقديم خدمات إنسانية للشعب اليمني، وحلوا بين ظهرانيه مستأمنين.. ولم تقف أعمالهم الشريرة الإرهابية عند هذا الحد، بل طالت- مع سبق الاصرار- وهذا هدفهم الرئىسي، المصالح الأجنبية والشركات العامة في البلاد، ومباني السفارات وتهديد الدبلوماسيين.. وبالطبع لدى السلطات الأمنية، »ملفات ضخمة« ومتكاملة بالأدلة والحقائق المؤكدة على كل تلك الأعمال الإرهابية البشعة، وتفضح العناصر التي تقف خلف تنفيذها، وهناك اعترافات واضحة جاءت على لسان من تم القبض عليهم في مراحل مختلفة- أكان عند تنفيذهم لمثل هذه العمليات الشيطانية أو اثناء متابعتهم في أوكارهم وتنقلاتهم، أو من خلال المحاكمات التي جرت لتلك العناصر، ويقضون العقوبات في السجون جراء أفعالهم تلك..!
لقد بات من غير المستغرب أن تلتقي عناصر القاعدة مع عناصر التمرد والتخريب الحوثية في صعدة ودعاة الانفصال وقياداتهم في الخارج، وهو »حلف شيطاني« شرير، يتولى تنفيذ أجندة خارجية، في إطار مشروع كبير يستهدف تمزيق اليمن ووحدته وزعزعة أمن واستقرار المنطقة برمتها.. وما التصريحات والنشاط الإعلامي المحموم لأطراف »محور الشر« هذا، وتضامنهم وتآزرهم في كل »شاردة وواردة« إلاّ خير دليل على ما نقول..!
المرحلة الراهنة، تتطلب تعاضد واصطفاف كل القوى السياسية والمدنية الخيّرة، للوقوف في وجه التحديات والمؤامرات التي تحاك ضد الوطن ووحدته وأمنه واستقراره.. فالوطن وطن الجميع، والدفاع عنه مسؤولية الجميع..!{