استطلاع: علي الشعباني - يذهب البعض للبحث عن أسباب تراجع الولاء الوطني في الاتجاه الآخر.. ولا يدركون أن الولاء الوطني لا يصنع أو يُفصل حسب المقاسات والأهواء والأمزجة، كما يعتقد أولئك ويحاولون أن يظهروا غيرتهم على الوطن، ويقدموا أنفسهم وكأنهم هم الذائدون عن الوطنية.. ولولا هم لفار التنور..
الولاء الوطني ليس في تحية العَلَم ولا بترديد النشيد الوطني في المدارس ولا في غيرها من الشكليات، وإنما يتجسد عندما نعلن الحرب على الأسباب التي جعلت الولاءات الصغيرة مقدسة لدى الناس بدلاً عن الولاء الوطني..{
{ البداية كانت مع الدكتور بشار باسردة - استاذ علم الاجتماع بكلية الاعلام جامعة صنعاء الذي قال:
- الولاء والانتماء الوطني أمر فطري يولد مع الانسان ويتم تنميته من خلال المتغيرات والمؤثرات التي ترافقه منذ نشأته.
وهو في الحقيقة واجب ديني يرتقي بالانسان الى مستوى الرفعة والسمو خاصة عندما يكون الولاء لله ثم للدين والوطن، كما أنه المرتكز الاول الذي قامت عليه اعظم الحضارات على مدى التاريخ.
قيمة إنسانية
مؤكداً أن مسألة تعميق الولاء الوطني وترسيخه ليست مسؤولية فرد أو جماعة وإنما قضية مجتمع..
مشيراً الى أن الدور الاكبر في تعميق الولاء الوطني وقيمه النبيلة يعود للأسرة أولاً وللمؤسسات الرسمية ولمنظمات المجتمع المدني ومنها الأحزاب التي لها التأثير الكبير على المواطنين خاصة وأن برامجها تستهدف الفرد فكرياً وسياسياً واقتصادياً، ولذلك يجب ألاّ تتنصل الأحزاب عن دورها الوطني في ذلك.
منوهاً الى أن الولاء الوطني لا يجب أن يقتصر على الشكليات فقط ، فهو قيمة إنسانية يجب تعزيزها وترسيخها من قِبل المؤسسات الاعلامية الرسمية والحزبية التي يجب أن تعيد تقييم ذاتها فيما يتعلق بالقيم والثوابت الوطنية، فالاعلام الحزبي بالذات لا يعطي هذا الموضوع حقه.
حب الوطن من الإيمان
{ من جانبه يقول الداعية الشيخ جبري إبراهيم:
- الولاء الوطني واجب ديني حيث قال الرسول - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- في حب الوطن عند هجرته الى المدينة مخاطباً مكة : «والله إنك لأحب البلاد إليَّ ولولا أن قومك أخرجوني منكِ ما خرجت»، فحب الوطن من الإيمان وواجب ديني والذي لا يحب وطنه مخالف للشريعة والدين.
مؤكداً أن على الانسان أن يحافظ على وطنه ووحدته وخيراته ومصالحه وسمعته وتاريخه وأمجاده، وألاّ يثير فيه الفتن والفساد والانحراف، ولا يفرط في أرواح الناس وأعراضهم ووحدتهم وتماسكهم.
وأشار الى أن الولاءالوطني يعني أن يكون الناس جميعاً في الوطن أخوة متلاحمين يرفضون كل الفتن والمحن.
وقال: إن أهل اليمن امتدحهم النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - بقوله: «إن الأشعريين إذا أرملوا جمعوا ما معهم في صحفة واحدة فاقتسموها بالسويَّة، فهم مني وأنا منهم».. فهذه صفة وصف بها الرسول - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - اليمنيين للتكامل والتلاحم والتراحم فيما بينهم، فاليمن بلدة طيبة يجب الحفاظ عليها، وقد امتدحها الله في كتابه ووصفها بأنها طيبة ولم يصف أية بلدة بهذه الصفة وإنما وصف بها الجنة فقط، فقد قال: «بلدة طيبة ورب غفور»، وقال في الجنة: «ومساكن طيبة في جنات عدن».
منوهاً الى أن المؤمن لا يمكن أن يقطع الطريق ويهتك الاعراض أو يخل بالأمن ويقتل الناس بالباطل، فاليمنيون أذلة على المؤمنين يخفضون لهم جناح الذلة والمحبة وأعزاء على الكافرين لا يتبعونهم ولا يبيعون وطنهم ولا ذمتهم ودماءهم ولا ولاءهم.
داعياً الى ضرورة توعية النشء والشباب بحب الله والوطن، فالولاء الوطني ليس بالشعارات والمقالات وإنما بالواقع العملي والتطبيقي والإيثار المتبادل بين الأخوة اليمنيين بعضهم البعض، فالشعارات وحدها لا تكفي، بل هي جريمة إذا لم تكن فعلاً وتطبيقاً لقوله تعالى «كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون».
دعوات هدّامة
{ أما الأخ مهدي دحيم - مدير مكتب الشباب بمحافظة شبوة فيقول: الولاء الوطني أكبر من أي ولاءات شخصية كانت أو مناطقية أو حزبية، فهو مغروس في كل نفوس أبناء هذا الوطن، وإلا لما تدافع أبناؤه منذ ثورة 26سبتمبر و14اكتوبر والى اليوم للتضحية بأنفسهم من أجل عزة وكرامة الوطن.
مؤكداً أنه لا أحد يستطيع أن يشكك في وطنية وولاء أبناء هذا الشعب الذين يقدمون أرواحهم رخيصة في ميادين البطولة والفداء لمواجهة الأفكار الهدامة والظلامية التي تهدف الى النيل من الوطن ووحدته ومكتسباته.. داعياً الشباب الى تحصين أنفسهم بالثوابت الوطنية وتذكر الاهداف السامية التي جاءت بها ثورة 26سبتمبر و14اكتوبر من أجل تحقيقها والتي بذل من أجلها آباؤنا وأجدادنا الغالي والنفيس.
|