لقاء: عارف الشرجبي -
< قال الشيخ عبدالعزيز بشر إن الأوضاع الامنية في محافظة صعدة تسير من حسن الى أحسن، وان الحسم العسكري أصبح وشيكاً .. لافتاً الى أن عمليات الاستسلام للمئات من عناصر التمرد الحوثية تدل على اقتراب عملية الحسم .. موضحاً بأن استسلام المغرر بهم لم يكن من موقع القوة وإنما من حالة ضعف، فهربوا من الموت المحقق بهذه الطريقة التي اسموها استسلاماً والعودة الى جادة الصواب .. فإلى التفاصيل:
{ بداية نريد التعرف على حقيقة الاوضاع في صعدة؟
- الأوضاع في صعدة تسير نحو انتهاء أزمة التمرد والارهاب الحوثية خاصة بعد التقدم الكبير الذي حققته قوات الأمن والجيش نحو تطهير صعدة القديمة وعموم المديريات من بقايا العصابة.. ولابد أن أشير هنا الى أنه تم تطهير معظم أحياء المدينة القديمة من المتمردين بعد تضييق الخناق عليهم في حارة الجربة وغيرها ، وهذا الامر جعل أعداداً كبيرة من تلك العصابة المارقة تسلم نفسها لقوات الجيش والأمن، منهم 70 امرأة وأكثر من 90 متمرد في صعدة القيمة كما تم ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات والذخائر التي كانت بحوزة المتمردين، ناهيك عن المخدرات التي وجدت معهم بكميات كبيرة والتي كانوا يوزعونها على عناصرهم ، ولذا يمكن القول: ان الحسم أصبح وشيكاً.
{ وماذا عن الوضع خارج المدينة؟
- كل المواقع والتحصينات التي كان الارهابيون يتحصنون فيها وينطلقون منها لتنفيذ جرائمهم أصبحت مكشوفة لقوات الجيش والأمن ومعظمها تهاوت أمام ضربات الجيش الموجعة وذلك بفضل تعاون المواطنين الشرفاء مع الدولة للقضاء على رؤوس مشعلي الفتنة.
{ أشرت الى دور المواطنين في مواجهة التمرد .. فما الدور الذي يقومون به؟
- لاشك أن للمواطنين الشرفاء من أبناء صعدة دوراً كبيراً في مواجهة تلك العصابة الضالة سواء في حمل السلاح ضدهم أو في كشف مواقعهم والتحصينات التي يتواجدون فيها.
{ كيف تنظرون لعمليات استسلام العناصر الإرهابية؟
- استسلام العديد من عناصر التمرد في هذا الوقت له دلالة واضحة على قرب عملية الحسم وهزيمة المتمرد الحوثي، والمستسلمون كالذي يهرب الى الأمام لينجو بنفسه من موت محقق.
{ هل أثرت عمليات الاستسلام على معنويات المتمردين؟
- بكل تأكيد خاصة وان عدد الذين سلموا أنفسهم وأعلنوا رفضهم لأعمال التمرد الذي كان جزءاً منه بالمئات وكل يوم تستسلم أعداد جديدة بالعشرات والمئات، وهذا الأمر جعل المواطنين الذين كانوا يتخوفون ويخشون من المتمردين يتشجعون على الانضمام لقوات الجيش والأمن، أما أثره على التمرد، فكلما استسلم عدد منهم ضعفت معنوياتهم وتقهقروا وهذا يشير الى النهاية الحتمية لهذه الفئة الضالة.
{ في تصورك لماذا يحاول المتمردون دخول مدينة صعدة اكثر من مرة؟
- مدينة صعدة تعد المركز الرئيسي للتمرد الحوثي سواء من الناحية الفكرية والإمداد بالسلاح والمؤن والمال من قِبل التجار في عاصمة المحافظة الذين يستغلون أموال المتمردين التي تأتي لهم من خارج الوطن.. إضافة الى ان المتمردين لديهم توجيهات خارجية وخاصة من إيران تطالبهم بضرورة الاستيلاء على مركز المحافظة لما لها من بعد ديني كمعقل لمن يحملون المذهب الاثني عشري والمدارس الدينية ذات التوجه الطائفي، ناهيك عن هدفهم التحصن بالمواطنين داخل المدينة واستخدامهم كدروع بشرية، ورغم ذلك فلم يستطع المتمردون أن يعملوا شيئاً، بل كلما حاولوا اقتحام المدينة واجههم الجيش بكل قوة وكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ولم يجنوا الا الخيبة والخسران المبين.
{ كيف ينظر المواطن لطول فترة الحرب؟
- إطالة أمد الحرب لها آثار سلبية على حياة الناس في صعدة، فالجميع يطالب الدولة بسرعة حسم المعركة، لأن معاناة الناس في صعدة ليست منذ بداية الحرب الاخيرة، ولكنها ممتدة منذ بدأت هذه الفئة الضالة تعيث في الارض فساداً وكان المواطن هو الضحية الأولى للتمرد، فقد قام الحوثيون بتعطيل كل شيء في المدينة والمديريات الاخرى كالكهرباء والمياه والطرق والتعليم وغيرها باستثناء الخدمات الصحية التي لازالت تعمل بكل كفاءة في خدمة المواطن وتوفير العلاج، ويعود الفضل في هذا للأخ عمر مجلي مدير الصحة بالمحافظة.
{ وماذا عن أوضاع المواطنين النازحين؟
- النازحون يعيشون أوضاعاً صعبة جداً، فلا يجدون الكثير من متطلباتهم اليومية الا مَنْ حالفه الحظ أو لديه وساطة للحصول على مواد غذائية من الهلال الأحمر في المحافظة الذي يوزع الكميات والحالات حسب الاهواء والانتماء الحزبي، ولابد من الإشارة الى أن القائمين على الهلال الأحمر لم يوزعوا سوى 5٪ من مجموع ما سلّم لهم والجزء الأكبر غير معروف أين يذهب؟
ولاننسى أن نشير هنا الى أنه لم تصل الى صعدة سوى قوافل الجوف ومارب وأمانة العاصمة التي كان عددها يزيد عن 400 شاحنة، وتم توزيعها عن طريق قيادة المحافظة الى خولان بن عامر 700 حالة وفي الوقت الذي فيه أعداد النازحين يزيد عن 4000 حالة، ولذلك لابد من زيادة عدد الحالات وكميات المواد، لأن ما يتحصلون عليه أقل بكثير عن الاحتياج الفعلي للنازحين.
{ التهديدات التي تعرضت لها مؤخراً من قِبل المتمردين ما أسبابها ودوافعها؟
- هذه الفئة الضالة دائماً تعمل على إسكات أي صوت يحاول فضحها وكشف مخططاتهم الرامية الى تمزيق الأمة اجتماعياً وسياسياً وفق أجندة خارجية لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة العربية، وعندما شعروا بتحركنا لحشد الرأي العام في صعدة لمواجهة خطرهم قاموا بتوجيه التهديدات لي ولأسرتي سواء بالرسائل أو عبر الهاتف، وهذا الأمر تكرر أكثر من مرة منذ عام 2004 وليس من الآن ورغم ذلك فأنا وغيري ممن يهمهم أمن الوطن واستقراره سنظل نعمل ضدهم لصالح الوطن ولن تخيفنا تلك الأراجيف التي لا تصدر الا عن أناس أصبحوا منبوذين ويلفظون أنفاسهم الاخيرة ، ومع ذلك أقول إنه مهما حدث لنا فنحن نعتبر ذلك جزءاً من ضريبة حب الوطن الذي يجب التضحية في سبيله.
{ لماذا يحاول الحوثيون فتح جبهات مواجهات جديدة؟
- كلما شعر المتمردون بتضييق الخناق عليهم من قبل القوات المسلحة والأمن وانهزامهم يعملون على فتح جبهات جديدة في محاولة للتخفيف من الضغط، بالاضافة الى محاولة تشتيت قوات الجيش والأمن في العديد من المناطق وهم بدون شك يعملون وفق خبرات أجنبية تعمل معهم في الميدان سواء في التدريب أو بالتخطيط أو صناعة المتفجرات.
{ من تقصد بالخبرات الاجنبية؟
- هناك عدد من الخبراء الايرانيين وغير الايرانيين يعملون معهم لتنفيذ المهام التي أشرت اليها، وقد وجدت جثث العديد من الاجانب المأجورين في منطقة عريج مديرية ساقين داخل مخازن الاسلحة التي كانوا يصنعون فيها المتفجرات، ناهيك عن الصوماليين الذين القي القبض عليهم في منطقة المقاش وغيرها من المناطق.
{ هل تعتقد أن المغرر بهم الذين سلمّوا أنفسهم صادقون أم لديهم ترتيب معين وتظل الحرب خدعة؟
- الأحداث السابقة علمتنا ألاّ نصدّق بالمطلق، ولابد من الحذر وأخذ الاحتياطات المطلوبة ومراقبة سلوك أولئك الاشخاص خلال الفترة المقبلة لكي نعرف الحق من الباطل، فالاستسلام لم يكن من موقع القوي المنتصر وإنما من موقع الهارب من الموت الى الحياة، ولذلك لا استبعد أنهم مازالوا يؤمنون بأفكار المتمردين ويتحينون الفرصة لإعادة الكرة من جديد إذا سنحت لهم الفرصة ثانية.
{ كلمة أخيرة؟
- لابد من توجيه الشكر لكل الشرفاء في صعدة خاصة والوطن عامة والذين وقفوا ضد هذه الفتنة سواء في مناصرة الجيش والأمن أو في بذل المال، ولا أنسى من أن أشكر اللواء محمد عبدالله القوسي والقيادات العسكرية والنائب عثمان مجلي الذين أثبتوا أنهم عند مستوى المسؤولية وتمكنوا من حشد المواطنين لمواجهة التمرد.{
الشيخ عبدالعزيز بشر:التمرد يلقى مصرعه
