بسام إبراهيم سلهب -
كل فترة يخرج علينا اسم جديد لمنظمة استعراضية دولية تعرف نفسها على انها منظمة إنسانية وأنها مدنية وطوعية وبالتالي ليست مرتبطة بأية حكومة او أجهزة أمنية استخباراتية ولا أهداف خفية مشبوهة لها وكل ما تسعى له هو الحفاظ على حقوق الإنسان والدفاع عنها ورفع الظلم عن المظلومين والمستضعفين بصرف النظر عن هويتهم القومية او الدينية او السياسية وبالتالي فإن منظمة «هيومن راتيس ووتش» هي احدى هذه المنظمات واكثرها انتشاراً وصياحاً وهي امريكية النشأة والمقر والقيادة والتي قدمت نفسها للعالمين العربي والاسلامي خاصة على منظمة حقوقية طوعية مستقلة وتعمل لله اولاً وللانسان ثانياً ولا تطلب مقابلاً لا ثناءً من البشر ولا مالاً من احد فهي متفرغة كلياً لخدمة حقوق الانسان والقيم والمبادئ والمثل وافرادها في القيادة او الفروع المنتشرة في العالم لا يأكلون ولا يشربون ولا يبدلون ملابسهم لانه لا مال ولا وقت لهم يضيعونه على ذلك فهم دائمو العمل لحماية حقوق الانسان في العالمين العربي والاسلامي خاصة وليس صحيحاً عما يشاع عن ارتباطهم بجهاز (AIC) اوهم اعضاء فيه وانهم مكلفون بمهمة ملاحقة الانظمة العربية والاسلامية والقوى والحركات المقاومة للمشاريع الاستعمارية والتي تقوم بملاحقة الاشخاص والحركات العميلة والمأجورة لصالح هذه المشاريع ومن ثم تشويه صورة هذه الانظمة والقوى وتأليب الرأي العام عليها وقلب الحقائق لصالح انشطة وهوية هذه الحركات المأجورة لصالح المشاريع الاستعمارية والتخريبية وحمايتها من الانظمة السياسية والقانونية ودعمها لمواصلة انشطتها واهدافها الخارجة عن الوطنية والقانونية تحت مسميات الديمقراطية او الحرية وحقوق الانسان وليس صحيحاً ان فروعها ومكاتبها المنتشرة في العديد من دول العالمين العربي والاسلامي هي غطاء لانشطتها السرية القائمة على جمع المعلومات والاتصال بأصدقاء المشاريع الاستعمارية من غربيين وصهاينة وكذلك تجنيد ضعاف النفوس والمنحرفين والشواذ والطامعين بالمال والسلطة والشهرة لصالح مشاريع تآمرية خارجية تدميرية، وتوجيههم وفق الخطط المرسومة والاهداف المبيتة .
اذاً طالما ان منظمة هيومن ليست كذلك !فلماذا الافتراء والتشويه يلاحقها من قبل اجهزة الاستخبارات والسياسيين والمثقفين في الدول العربية والاسلامية خاصة؟! هل توصل هؤلاء الى معلومات مؤكدة عن حقيقة هذه المنظمة بأصولها وارتباطاتها واهدافها والتي قيل فيها انها مرتبطة وظيفياً بمؤسسات حكومية امريكية ومنها الاستخباراتية وهي احدى الاذرع التنفيذية الخارجية للمهام التخريبية لصالح الخطط الاستعمارية الصهيو امريكية للعالم عامة وبلدان العالمين العربي والاسلامي خاصة وبالتالي فإن وظيفتها وعملها يقوم على تزوير الحقائق وتشويه الوقائع وتحريض الراي العام واثارة الفتن والفوضى وتأجيج الاضطرابات الامنية وصولاً الى تشويه ومحاصرة القوى المستهدفة وممارسة الضغط عليها والسعي لتكبيلها عبر التلويح بتصعيد مضمون تقاريرها تحت دعوى انتهاك الانظمة لحرية التعبير واتباع القمع والارهاب ضد المعارضة مهما كانت اهدافها
وبالمقابل اذا كانت هذه المعلومات غير واقعية فلماذا تنبري منظمة هيومن للدفاع عن الحركات التي تسعى الى زعزعة الامن والاستقرار واثارة الفتن القاتلة وتمزيق وحدة المجتمع والدولة وتعمل على حمايتها ؟الا يضعها ذلك موضع المدان بتلك الاتهامات التي وجهت اليها اضافة الى كونه تدخلاً سافراً ومرفوضاً في شؤون الدول الداخلية الخاصة والسيادية واضافة الى ذلك فان هذه المنظمة مدعوة للاجابة على سؤال وهو ماذا لو قامت حركات انفصالية وتخريبية في احدى الولايات الامريكية كيف ستتعامل معها السلطات الفيدرالية اذا رفضت هذه الحركات العودة الى رشدها والتخلي عن مشروعها الانفصالي التمزيقي ؟ هل ستكتفي بمشاهدة تحركاتها وانشطتها الانفصالية والقول لها؟ يا احبائي لكم الانفصال وليس مهماً ما اقدم عليه جورج واشنطن لتوحيد ارض ليست ارضه او ارض اجداده وتوحيد تجمع بشري ليس مجتمعه بالاساس وكذلك ما فعله بسمارك لتوحيد المانيا وغيرهمها من القادة ممن استندوا الى السلاح والدم والجماجم لتوحيد واقامة الدول عبر التاريخ الحديث والمعاصر في اوروبا الغربية والولايات المتحدة الامريكية خاصة ؟ بالتأكيد المطلق لا .
وفق ذلك فإن من حق الدول التاريخية والحكومات الشرعية ان تدافع عن وحدتها وأمنها واستقرارها ومستقبل دولها بالوسائل التي تراها مناسبة وهذا ما اقسمت عليه عندما اختارها الشعب وحملها المسؤولية والامانة والوصاية هي حصراً لها اولاً واخيراً .
|