موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
السبت, 26-ديسمبر-2009
الميثاق نت -    بقلم/د.سعاد سالم السبع -
ملايين من الناس- وبخاصة النساء في البيوت - يتابعون البث المباشر لصلاة الجمعة من جامع الصالح كل أسبوع ، وما يمتع الأذن ويريح النفس أن الموضوعات التي يتناولها الخطباء في خطبتي الجمعة في جامع الصالح متصلة بحياة الناس، ويتم تناولها بأسلوب معتدل بعيدا عن التشنجات، أسلوب بعيد عن الترهات والخرافات ينساب إلى النفوس بسهولة، مدعوم بالنصوص الدينية الصحيحة والسيَر العظيمة لقائد البشرية وصحابته الأبرار، الذين قدموا نماذج سلوكية راقية للتسامح والمحبة والرحمة والتفتح الفكري على كل ما يحيط بهم، تلك النصوص والسلوكيات التي تدخل إلى العقل والقلب معا لأنك تجد فيها القدوة لكل فئات المجتمع، للعالم والجاهل، والقائد والتابع، والأب و الأم، والابن والبنت، والمعلم والمتعلم...

إنه لأمر رائع لو أن كل مساجدنا تتخذ أسلوب الخطباء في جامع الصالح نموذجا لخطبهم في مساجدهم، نحن اليوم في زمن يحتاج من علماء الدين أن يكونوا في المقدمة وأن يحملوا رسالة التنوير ولم الشمل تحت راية التوحيد، ويعيدوا النفوس المضطربة إلى استقرارها بعد اختلاط الأفكار وتشويشها عند كثير من الناس وبخاصة الشباب الصغار، نحن بحاجة إلى صحوة دينية قبل الصحوة العلمية حتى لا يستخدم العلم بعيدا عن القيم الدينية..

معظم الشعوب العربية -والشعب اليمني منها- هم من المسلمين الذين يتطلعون إلى أن يجدوا خطباء مساجد يؤكدون للناس عظمة دين الإسلام وحرصه على خير الإنسان في دنياه وآخرته، ويثبتون للعالم كله أن الإسلام وجد في الأصل لخير الإنسان، وليس هناك دليل أقوى من صلة الدين الإسلامي بخير الإنسان من ربط عبادة الله باستخلاف الأرض لصالح البشر..

الشعب اليمني بطبيعته عاطفي، يستثيره الخطاب الديني بقوة، حتى الذين يرتكبون الأخطاء في حق الوطن، لا شك يملكون قلوبا وعقولا تستجيب للدعوات الدينية إذا كانت مؤثرة، ولن أبعد عن الحقيقة إذا جزمت أن أكثر الأقوياء في الباطل هم من الذين تشبعوا بمفاهيم دينية خاطئة، وأهم دليل على ذلك أن كل الانتحاريين المغرر بهم من قبل الإرهاب ينفذون عملياتهم تحت مبررات دينية..

نريد أن يعود للمسجد رسالته المجتمعية، نتمنى أن نعيش ( ثورة المساجد الوسطية)، التي تكشف الحق للناس وتتبناه في كل رسائلها، التي تجمع المسلمين على هدف البناء وليس الخراب، التي تقرب بين العقول والقلوب ولا تزيد الأحقاد بين أبناء الدين الواحد، نريد أن نرى رسالة المسجد ماثلة في تعاملاتنا اليومية، وليست مقتصرة على غيبيات لا تحل مشكلات المجتمع، أو داعية إلى الزهد عن طريق الانعزال عن كل ما له علاقة بالحياة، ديننا دين الحياة الجميلة الممتعة برؤية الخير في كل مكان، لماذا نجد بعض الخطباء يحرص على أن يخرج الناس من المساجد مكتئبين؟! ناقمين ؟!! كارهين لكل ما هو خارج المسجد؟!! راغبين في الموت أكثر من الحياة؟!

لن نكون أقوياء ونحن نسمع بعضا من خطباء المساجد يغرس ثقافة الإحباط، أويتجاهل الواقع ويتحدث عن موضوعات حدثت قبل ألف سنة ليست لها علاقة باليوم، أو يدعو إلى التمرد على الحاكم وتفتيت وحدة الصف، أو يسكت عن العابثين بأمن المجتمع، أو يبرر أعمال الخارجين عن النظام والقانون، أو يهز ثقة الناس في قدراتهم...

نحن في سفينة واحدة، لن تسلم مؤخرتها إذا حدث خلل في مقدمتها، وكلنا نعاني من المشكلات ، وكلنا نعاني من الفساد والظلم لكننا لا يجب أن نظيف إلى مشكلاتنا افتقاد الأمن، وتفتيت أوصالنا، والشك في بعضنا، اليمنيون ليسوا فئات محددة المعالم ممكن عزلها عن بعض،أو توجيه الأذى إلى فئة معينة فيها دون الفئات الأخرى؛ نحن ممتزجون دما ونسبا ونساء ورجالا وبنات وأولادا، وبيوتا وشوارع ، وقرى ومدنا؛ وأحزابا ومذاهب؛ الزيدي متزوج شافعية، والسيد متزوج قبيلية، والمثقف متزوج أمية، والشمالي متزوج جنوبية، والمؤتمري متزوج إصلاحية، وهكذا.. توجد الروابط السابقة ويوجد عكسها، علاقات جعلت من مستحيل المستحيلات تحييد فئة عن أخرى أو منطقة عن غيرها في المجتمع اليمني، لذلك ففي كل واحد منا جرح مما يحدث للشعب والوطن، لكن بعضا منا لم يدرك بعد كيف يمكن أن يسهم في لم الجرح، بل وفينا من يساعد على اتساعه جاهلا تبعات اتساع الجروح...
ومن هنا نؤكد على رسالة المسجد لتوعية الناس بالأخطار المحدقة بالوطن إن لم نكن مع وحدة الناس، ووحدة الوطن، ووحدة الهدف ووحدة الدين وتخليصه من كل الأفكار الضالة والمضلة، إذا لم يجمعنا الخطاب الديني على الوسطية ومحبة بعضنا، فسنظل نعاني، وستتسع معاناتنا أكثر وأكثر، ولن نجد للتنمية سبيلا إلى بلادنا، سينمو الفقرعلى جثث الضحايا، وسيهرب النوم من العيون على أصوات الغارات الجوية والبرية والبحرية، إن لم نكن معا سنقدم يمننا وأهلنا ورقابنا للتدخلات الخارجية، ولن نملك بعد ذلك إلا الاختباء تحت الأرض انتظارا للموت بتجارب الأسلحة الحديثة ..
[email protected]

كلية التربية - جامعة صنعاء
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)