موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت - فيصل جلول- الميثاق نت

الخميس, 31-ديسمبر-2009
بقلم/فيصل جلول -



"من حق الأقليات ان تنفصل عن بلدانها وان تتطلع لحكم ذاتي طالما أن الأنظمة القمعية لاتتيح لها الوصول الى مطالبها اليس كذلك؟" طرح علي هذا السؤال صديق عزيز وزميل مشهور في برناج تلفزيوني وكان من الصعب الرد عليه بطريقة مفصلة وكافية فالسؤال مبني على قضية كبيرة هي وحدة البلدان العربية وتشظيها وبالتالي من غير الجائز ان يمر الجواب عليه مرورا خاطفا لان الامر يتعلق ليس فقط بفئات متمردة ومحدودة الحجم وانما ايضا بمصير الفضاء العربي الواسع ذلك ان كل انفصال او انشقاق هو سيء بالتعريف لانه يزعزع بنيان عالمنا الواحد ولا ينطوي بالضرورة على حلول دائمة للمعنيين وان توهموا العكس.
ويقدم الانفصال في عالمنا العربي بصورتين الاولى " سيئة" وهي تمثل الانفصال الإثني غير العربي شأن جنوب السودان حيث تعيش قبائل الدينكا وغيرها من القبائل الوثنية و المسيحية والمثال الآخر من شمال العراق حيث تطالب الاحزاب الكردية بالانفصال وهي تحققه عمليا على أرض العراق اليوم.

اما الانفصال الثاني فيقدم بصورة جيدة وهو يطال بعض العرب وخصوصا في جنوب العراق حيث يقال بان الفدرالية هي الحل للظلم الذي كان قائما من قبل ويمارس في جنوب العراق انفصال على الارض يحاكي الانفصال الشمالي ويستمد منه زخمه ومبرراته ويحاول كل من الانفصالين الشمالي والجنوبي فرض انفصال واقعي على وسط العراق لكن هذه المحاولات لم تنجح من قبل وهي لن تنجح في المستقبل فالوحدة العراقية قامت حول الوسط وهي ستستمر حول الوسط وان وقع العكس لا سمح الله فلن يبقى عراقٌ ولا عراقيون.

ويريد البعض لليمن ان يكون على صورة العراق فالمشاريع المطروحة ضد الدولة اليمنية الواحدة تقدم بصيغة الانفصال "الجيد" والبعض يقدمها بصيغة متنكرة بالفدرالية او الكونفدرالية والبعض الاخر يريد انفصالا تاما وغير منقوص وهو الاكثر صراحة وانسجاما مع نفسه في هذا الطرح خاصة وان اصحابه او فئة منهم كانوا ضد الوحدة الاندماجية منذ اللحظة الاولى وهم اكثر انسجاما وصدقا مع انفسهم من البعض الثالث الذي يؤيد الانفصال مواربة عندما يقول: سياسة الدولة الانفصالية هي التي دفعت الاخرين لطلب الانفصال. اذن الانفصال وارد من الدولة الواحدة الموحدة وليس من الانفصاليين. والغريب ان اصحاب هذه الفرضية يتحدثون عنها بلهجة جدية ولايخشون من ان يوصف حديثهم بالخفة.

وقبل الرد على السؤال المطروح اعلاه لابد من الاعتراف بحقين ثابتين لاتنازل عنهما.الاول يشمل العدالة لما يسمى ب "الاقليات" و "الاكثريات" في العالم العربي فهي كلها وليس بعضها بحاجة للعدالة في كل المجالات والثاني وهو الاهم حق البلدان العربية بان تبقى بلدانا موحدة بانتظار ان ينبثق مشروع عربي للتعاون الجدي او الاتحاد الطوعي او الوحدة بالتراضي.والحق الاول لايتناقض مع الحق الثاني بل يوافقه ويشهد له ذلك ان العدالة الشاملة لكل العرب وشركاء العرب التاريخيين والمقيمين والمهاجرين على ارض العرب والعاملين فيها. والعدالة بطيعتها ليست جزئية اومحصورة بفئة دون غيرها في الفضاء العربي الواحد. انها قيمة شاملة وجامعة وبالتالي لا يمكن ان تكون اثنية او طائفية او فئوية او قبلية وهي وان كانت غائبة بصفتها تلك عن العالم العربي فان غيابها يطال الجميع وليس جماعة بعينها وحضورها يجب ان يعم الجميع بدون استثناء ولا تمييز بين "ابن ست وابن جارية" على ما يروي المثال العامي.

وقد بينت التجارب الماضية والراهنة وبخاصة التجربتان العراقية واللبنانية ان من الصعب الفوز بالعدالة والمساواة ناهيك عن الحرية لفئة دون غيرها او على حساب غيرها وما دمنا نعيش في فضاء واحد فاننا نكون جميعا احرارا ومتساوين ومتمتعين بالعدالة او لانكون. بكلام آخر أن كل فئة عربية او غير عربية تعيش في الفضاء العربي وتظن انها قادرة على الانعزال بنفسها وبمطالبها في جزيرة خاصة في هذا الفضاء فانها ترتكب خطأ مصيريا وذلك للاسباب التالية:

اولا: لان المطالب الناجمة عن غياب العدالة والحرية والمساواة لا تتحقق بالانفصال والانعزال والتفتيت .فالظلم يعالج بالعدالة وليس بغيرها ولو طبقت قاعدة الانفصال والانعزال على كل الذين يعانون من الظلم في هذا العالم لما بقي بلد على حاله ولما بقيت دولة على حالها.

ثانيا: لقد بينت تجارب الدول التي وفرت مستوى معقولا من العدالة لشعوبها ان ذلك تم في اطار فضاء تعددي واحد.فالتجربة الاوروبية ماثلة للعيان لمن يرغب في الاتعاظ و التجربة اللاتينية تنطوي على وعد مشابه والملفت ان الاوروبيين يحذرون من "البلقنة" و"اللبننة" و"العرقنة" في معرض الدفاع عن وحدتهم اي من الانفصال او الانعزال الفئوي والاثني والطائفي لكنهم بالمقابل يتعاطفون عندنا مع الاحزاب الانفصالية والانعزالية وكأن نعمة الاتحاد او التضامن تجوز لهم و لاتجوز لنا.

ثالثا: تتم مجمل الدعوات الانفصالية برعاية خارجية ضمنية او صريحة.ف"اللبننة" التي يحذر منها الاوروبيون مواطنيهم تمت برعاية عدد من الدول الغربية . و"العرقنة" التي نشهد فصولها بام العين هذه الايام تتم برعاية امريكية واضحة وصريحة وتواطؤ او تغاض اوروبي هو ايضا واضح وصريح في حين تكاد اوروبا وامريكا ان تطوي صفحة "البلقنة" عبر دمج صربيا في الاتحاد الاوروبي وانجاح تجربة كوسفو وتطوير البانيا والتلويح بالرخاء لمقدونيا وهكذا دواليك. وهذا يعني ان القوى المسيطرة على هذا العالم ترعى وتشجع التفتيت في فضائنا تحت ستار الدفاع عن حقوق بعض الناس وترعى الوحدة في فضائها تحت ستار الدفاع عن حقوق كل الناس وكانها تقول انتم جديرون بالتفتيت والشرذمة ونحن جديرون بالوحدة والتضامن ومن لا يعجبه ذلك "ينفلق" بحسب التعبير المصري.

رابعا: ان الاندماج العربي الاسلامي المعمر في فضائنا خلال 14 قرنا لم ينهض على ظواهر الانفصال والفئوية والطائفية بل على الوحدة والعدالة وفق مقاييس القرون الغابرة وظروفها وبالتالي من المعيب ان ينسب بعض المحللين العرب هذه الظواهر لحضارتنا. ولعل الناظر عن كثب الى تجربة اجدادنا المتواضعة يدرك انهم أقاموا مشاريع التفتيت في الفضاء العربي ومشاريع الدولة الامة الجزئية خلال القرن العشرين التي فرضت علينا بعد هزيمتهم ما يعني ان التفتيت الاول الذي عاصروه والتفتيت الثاني الذي نشهد عليه في العراق والسودان اليوم ليس من خصائصنا الحضارية انه ثمرة جهود اوروبية و امريكية تتم بالحديد والنار وبموازنات خرافية.

خامسا: لقد استنتجت النخب العربية منذ ضياع فلسطين ان شرط بقاء اسرائيل هو تفتيت الفضاء العربي والحؤول دون توحيده وهذا الاستنتاج صحيح اليوم اكثر من الماضي ويكفي فقط التذكير باعترافات الموساد الاسرائيلي بدعم الانفصاليين في جنوب السودان وشمال العراق وبرعاية امريكا واوربا للطرفين هذا اذا اردنا طي صفحة "جيش لبنان الجنوبي" وغيره.

خلاصة القول ان لا انفصال جيد وآخر سيء في العالم العربي فكل انفصال هو سيء بالتعريف اما حقوق العرب وشركاء العرب في فضائهم الحضاري فهي لا تحصل بتفتيت وتطييف وتدمير هذا الفضاء وإنما بتعميره حرية وعدلا ووحدة من اجل الجميع وبواسطة الجميع وكل حديث آخر لايعول عليه.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)