لعبت الاذاعة باعتبارها الوسيلة الوحيدة المتوافرة قبل قيام الثورة اليمنية دوراً كبيراً في ايصال شارة النصر ورسالة الثورة ومبادئها الى مسامع الشعب اليمني الذي لبى نداءها الوطني..
كما اسمعت العالم في لحظة تاريخية نحتفي بها سنوياً انتهاء عصر الاستبداد والاستعمار
عرفت اليمن البث الاذاعي عام 1940م عندما انشأت سلطة الاحتلال البريطانية في عدن محطة اذاعية صغيرة عملت على بث ارسال اذاعي قصير موجه الى اليمنيين والمقيمين في عدن لاعلان الانتصارات العسكرية البريطانية ودول الحلفاء على ألمانيا وحلفائها من دول المحور وتقديم ارشادات للمواطنين حول طرق الوقاية من الغارات الجوية اثناء الحرب العالمية الثانية..
وسميت هذه الاذاعة (صوت الجزيرة) وكان مقرها رأس برادلي بمدينة التواهي واول من تحدث على الهواء مباشرة في الاذاعة كان الشيخ محمد عبدالله حاتم واستمر ارسال اذاعة صوت الجزيرة حتى العام 1945م.
ثم تأسست بعد ذلك الاذاعات الاخرى في اليمن وتحديداً في صنعاء ثم في عدن وبعد قيام ثورة 26سبتمبر انشئت اول الاذاعات المحلية في كل من تعز والحديدة وبعد الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م بدأ التفكير بانشاء عدد من الاذاعات المحلية في عدد من المحافظات منها اذاعة الشعب المحلية في عدن بعدها بعقدين تم اعلان اعادة تحقيق الوحدة اليمنية الخالدة.
ساعة وربع اذاعة
في عام 1946م اهدى وفد امريكي من شركة (ارامكو) حل ضيفاً على الامام يحيى آنذاك جهازاً لاسلكياً قوة خمسة كيلووات لارسال البرقيات وعرض عليه اتفاقية استخدامه اذاعة فوافق وفي العام التالي بدأت الاذاعة ارسالها لتذيع يومين في الاسبوع مساء الخميس والاحد ولمدة ساعة وربع الساعة وانحصرت على بث القرآن الكريم والاحاديث النبوية والتواشيح الدينية وكذا تقديم بعض المارشات العسكرية التي تعزف من قبل الفرقة الموسيقية للجيش على الهواء مباشرة شأنها شأن جميع المواد التي كانت تبث لعدم توافر اجهزة التسجيل.
واستمر وضع الاذاعة على هذا المنوال حتى قيام حركة 1948م حيث استخدمت من قبل قادة الحركة في شرح اهدافها ومبادئها الدستورية لساعات طويلة ولمدة 24 يوماً.. ثم توقفت الاذاعة عن البث نهائياً وعادت في عام 1955م.
1962م - هنا اذاعة الثورة
كان من المهام الاولى لقادة ثورة سبتمبر الاستيلاء على مبنى اذاعة صنعاء وقد تم لهم ذلك وعبر اثيرها اعلن للعالم قيام الثورة والجمهورية واعتباراً من يوم الخميس ليلة 26 سبتمبر 62م بدأ ميكرفون اذاعة صنعاء يردد: (هنا اذاعة الثورة هنا اذاعة الاحرار هنا اذاعة الجمهورية العربية اليمنية) تلت ذلك اذاعة البيان الأول للثورة واهدافها الستة معلناً والى الأبد سقوط حكم الائمة ومنذ ذلك التاريخ دخلت الاذاعة مرحلة جديدة باعتبارها صوت النظام الثوري الجديد والمبشرة باهدافه للجماهير للدفاع عن ثورتها وطموحاتها المستقبلية لاسيما وان كانت الاذاعة الوسيلة الاعلامية الأهم لانعدام الوسائل الاخرى ومحدودية الامكانات.
وفي الاشهر الاولى للثورة مددت الاذاعة ارسالها الى مابين عشر الى ست عشرة ساعة يومياً وفي بداية 1963م التحق بالاذاعة خمسون شخصاً والتحق بعدها ولأول مرة في تاريخها 5 فتيات للعمل فيها.
واستمر التطور وشهد عقدا الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي تطوراً مشهوداً وذلك بانشاء عدد من الاستديوهات الجديدة وتوسع البث الاذاعي حيث عمل ايضاً من خلال محطات الــFM والبث الفضائي عبر قمر عربسات وبعد تحقيق الوحدة اليمنية اعتمدت اذاعة صنعاء تحت اشراف المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون وسميت اذاعة صنعاء البرنامج الاذاعي العام.
من صوت الجزيرة الى اذاعة الجمهورية اليمنية
في السابع من اغسطس 1954م انطلق صوت المذيع اليمني معلناً »هنا عدن« وظل هذا الصوت يتردد حتى يومنا هذا كانت بداية محطة عدن للاذاعة.. هكذا تسمى قديماً بداية متواضعة فكان يشرف عليها آنذاك مكتب العلاقات العامة والنشر التابع للادارة البريطانية في عدن وقد مرت اذاعة عدن بمراحل عديدة في تاريخها بدأت نشاطها ببث لايزيد عن ساعة و45 دقيقة وبثلاثة مذيعين.
واسهمت الاذاعة في مرحلتها الاولى التي استمرت حتى يوم اعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م في تنمية الوعي الثقافي وتطوير الدرامات اليمنية من خلال اشتراك عدد كبير من المثقفين اليمنيين في الاعداد والتقديم، وبعد قيام اتحاد الجنوب العربي في فبراير 1959م وانضمام مستعمرة عدن التي تم تغيير اسم محطة عدن ليصبح اذاعة الجنوب العربي.
عشية الاستقلال تم تغيير اسم الاذاعة ليصبح اذاعة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية - وابتداءً من يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م اخذت برامج الاذاعة مضموناً وشكلاً جديدين واصبحت الصوت المعبر عن الدولة الجديدة.. وفي اعقاب ماعرف بخطوة 22 يونيو 1969م التي أطيح فيها بحكومة قحطان الشعبي تغير اسم الاذاعة الى اذاعة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. وعملت على تكريس التوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للنظام الجديد المستند الى الايديولوجية الاشتراكية..
واكتسبت معظم البرامج الاذاعية حينذاك ولاسيما السياسية منها بالطابع الدعائي.. وفي شهر شوال 1990م وفي اطار التوجه نحو دمج مؤسسات الدولتين الشطريتين تم دمج هيئة الاذاعة والتلفزيون في عدن والمؤسسة اليمنية للاذاعة والتلفزيون واصبحت اذاعة عدن احدى قطاعي المؤسسة في مجال الاذاعة المسموعة حيث اصبحت البرنامج العام الثاني للجمهورية اليمنية.
صوت الثائر
تأسست اذاعة تعز عقب قيام ثورة 26سبتمبر وكان من جملة اهدافها ايصال صوت الثورة الوليدة الى جميع انحاء الوطن اليمني.. وقد كان انشاء الاذاعة قراراً سياسياً في المقام الأول كما يشير عبدالله الزين في كتابه اليمن ووسائله الاعلامية، وذلك لتكون بديلاً لمحطة صنعاء في حال ما اذا استولى الملكيون عليها كما ان بث اذاعة صنعاء وفي ذلك الوقت لم يكن مسموعاً بوضوح في المناطق الوسطى الجنوبية من البلاد ، وهو أمر استدعى انشاء مثل هذه الاذاعة لاسيما ان من اهدافها الرئيسية دعم الثورة المسلحة التي اشتعلت في جنوب الوطن في 14أكتوبر 1963م ضد الاحتلال البريطاني والانظمة السلاطينية القائمة آنذاك تطورت الاذاعة بعد اشهر من تأسيسها لتبث لمدة 8 ساعات يومياً كما كانت برامجها باللغة الانجليزية تستمر لمدة ساعتين في اليوم.. ومن اشهر برامجها اثناء الكفاح المسلح »صوت الجنوب الثائر« وهو برنامج يومي مدته نصف ساعة استمر منذ عام 1963م وحتى انتصار ثورة اكتوبر في 30 نوفمبر 1967م وقد أسهم البرنامج في تأجيج اوار الثورة.. وايصال صوتها الى مختلف مناطق اليمن.
| 
الإذاعات تعلن مراحل اليمن الواحد
