موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 35456 - النواب يستمع لمذكرة بخصوص قانون شركة التعدين - مجلس النواب: قمة البحرين "مسرحية هزلية" - صنعاء.. توجيه رئاسي عاجل للحكومة - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ رشاد أبو أصبع - الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة -
مقالات
الميثاق نت - محمد حسين العيدروس

السبت, 09-يناير-2010
محمد حسين العيدروس -
بضعة أشهر انقضت على الحرب في صعدة، وما زال السؤال المتداول في الشارع اليمني والعربي ووسائل الإعلام المختلفة، وأروقة السياسة هو: ما هي مطالب عناصر التمرد الإجرامية..!؟ فلا أحد يمتلك الإجابة، ولا هم أنفسهم يعرفون جواباً لذلك السؤال.. حتى ساور البعض شكوك بأنها مجرد حرب «عبثية»!!
ومن ذلك المنطق «العبثي» سار البعض يعتقد أن قرار وقف الحرب بيد السلطة لأنه إما لم يتوصل إلى الهدف الذي يجعل هذه الفئة تصر على معاودة إشعال الحرب بنسختها السادسة، وإما أنه قرأ الحرب في نطاق آثارها الإنسانية والاقتصادية المدمرة للبلد، إلا أنه لو تمعن جيداً بكل جوانب الفتنة وظروفها لأدرك أنها ليست «عبثية» وإنما قائمة على حسابات خطيرة للغاية، وإن وقف الحرب مسألة مرهونة بالأهداف التي حملتها شراراتها الأولى.
فترسانة الأسلحة والذخائر التي كشفتها الحرب لدى هذه العناصر الإرهابية لم تكن وليدة جهد لخطة المواجهة، وإنما استغرقت أعواماً، وتم إنفاق مليارات الريالات لشرائها، وهو ما يؤكد أن المخطط موضوع منذ قبل أعوام، وأن هناك جهة ثرية جداً قامت بتمويله، وأن أكداس السلاح وفي مقدمتها المدافع والكاتيوشا لم تُشتر للاستعراض بها في مظاهرات بقصد إقلاق السلطة ولكن لخوض حرب جبهوية في ميادين مفتوحة تقاس بالكيلومترات.
وعندما نسأل أنفسنا: هل يراهن المتمردون على العنصر العسكري؟ نجد أن ذلك قد يكون محتملاً لولا توسيع عدوانهم إلى أراضي الشقيقة المملكة العربية السعودية، لأن من يسعى لمكسب عسكري يتفادى خلق خصوم جدد، وفتح جبهات لا طاقة له بمواجهتها.
أما عندما يجري الحديث عن فرص للسلام، فإن اللجان المختلفة والمبادرات المتعددة، والوساطة القطرية، وصولاً إلى النقاط الستة التي جدد فخامة الأخ رئيس الجمهورية الإعلان عنها قبل أيام، جميعها تعد فرصاً ثمينة لا تعوض أمام المتمردين- خاصة في ظل الوضع الراهن الذي يعيشون فيه أقسى هزائمهم.. إلا أنهم مازالوا يصرون على مواصلة العمل الإرهابي والتخريبي.. وهو الموقف الذي توقعته القيادة السياسية، حيث أن السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه في مثل هذه الظروف هو: لماذا أشعلوا الحرب، ولماذا يقبلون بإيقافها..!؟
فالحرب في نظر هذه الفئة ليست إلا أداة يتم بها تنفيذ أجندة خارجية تمليها تلك الجهات التي خططت، ومولت الفتنة.. فالعناصر الإجرامية المتمردة قدموا أنفسهم لساحة الرأي العام بتوصيفات مذهبية، وحرضوا على تعبئة الساحة على أن المواجهات القادمة ما هي إلا صراع مذاهب.. ولما وجدوا أن قوة التجانس بين أبناء شعبنا أكبر بكثير من أن تفككه مثل هذه الادعاءات، انتقلوا إلى توسيع عدوانهم ضد الأشقاء في السعودية، عسى أن يكون العزف على وتر مذهب ثالث أجدى في تأجيج الفتن الداخلية وتمزيق اللحمة الوطنية.
لذلك فإن كل المؤشرات تؤكد أن هذه الفئة الإرهابية تتشبث بخيار مواصلة الحرب من أجل كسب المزيد من الوقت الذي يتيح لها مزيداً من التعبئة، وغرس ثقافة الكراهية، والعدوانية.. آملة من ذلك أن تمزق وحدة الشعب على أسس مذهبية ومناطقية تتناحر مع بعضها البعض- كما هو حال بلدان عديدة في المنطقة- لأن مثل هذه الصراعات الدموية هو السبيل إلى إعادة طرح مشروع الدولة الفيدرالية، أو القائمة على المحاصصة المذهبية، وبالتالي فإن هويات ما يسميه البعض (مشاريع الإنقاذ) أو (المصالحة الوطنية) تسهم بقوة في إعادة فرز هويات المجتمع الوطنية على أسس مذهبية واضحة يكون ولاؤها لكل من يوافقها بالمذهب وليس لوطنها.. ومن هنا تنشأ التكوينات الجديدة التي تسعى بمرور الوقت لتعزيز قوتها وتوسيع نفوذها وتصدير فكرها وثقافتها من خلال تحالفاتها الخارجية.. فينشأ عن ذلك لون جديد من الصراعات الداخلية والخارجية التي تفقد المنطقة استقرارها، وتضعف كيانها السيادي، وتجعلها موضع ابتزاز القوى الدولية الأخرى- خاصة في ظل أزمات العالم المالية والاقتصادية.
إذن نحن لا نتحدث عن قوة وطنية تمتلك إرادتها، بل عن فئة باعت نفسها لقوى خارجية مقابل القيام بالدور الذي تؤديه اليوم، والتي تتخذ من العمل الإرهابي المسلح مناسبة لتمرير خطابها وأطروحاتها وبث سموم فتنتها، وبغيره لن نجد فرصة أخرى.. لذلك فإنها تعرف جيداً أن السلام هو نهاية أجلها للأبد.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)