|
|
نايف زين - تتجلى مكانة وأهمية وعظمة الوحدة اليمنية في أنها جاءت في الـ22 من ما يو 1990م لتطوي مآسي وأحزان ومرارات الواقع التشطيري المرير خصوصاً في جنوب الوطن الذي تجرع أبناؤه كؤوس المر والقهر والقمع جراء نظام شمولي جائر ومستبد لا يفقه الا التصفيات الجسدية ودورات الصراع الدموي التي مازال الكثيرون يتذكرونها بتفاصيلها الدموية والبشعة والمؤلمة.
واحدة من تلك الدورات الدموية التي شهدتها المحافظات الجنوبية والشرقية من الوطن أحداث ما أطلق عليها بأحداث 13 يناير المشؤوم عام 1986م والتي كانت بحق واحدة من أبشع وأفظع الأحداث في التاريخ اليمني الحديث .. وللتذكير فقط ليس الا بتلك الأحداث التي تمثل إحدى مآسي عهود التشطير ولتعريف أولئك القلة القليلة الذين يرفعون شعارات انفصالية معادية للوحدة أعددنا هذه المادة الصحفية لتسليط الضوء على سنوات الرعب والخوف والسحل والتصفيات التي عاشتها المحافظات الجنوبية والشرقية قبل إعادة تحقيق الوحدة المباركة.
عهد بهيج
{ ما من شك ان اليوم الذي رفرف فيه علم الجمهورية اليمنية في يوم الـ22 من مايو 1990م كان أعظم الأيام على الاطلاق في حياة أبناء الشعب اليمني في شماله وجنوبه خصوصاً وأن حلم إعادة تحقيق الوحدة ظل يراوده عبر سنوات طويلة تكللت يوم 22مايو 1990م بإعلان دولة الوحدة وإعادة اللحمة من جديد بين شطري اليمن والذي عانى شطره الجنوبي سابقاً من ويلات ومآسي النظام الشمولي الجائر الذي مارس عبر سنوات طويلةالقمع والتسلط والبطش بحق أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية.. عن عظمة منجز الوحدة اليمنية وكذا عن المآسي والمرارات التي تجرعها أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية إبان النظام الشمولي تحدث الحاج محمد سالم ناصر قائلاً:
- 22 مايو 1990م هو يوم عظيم وتاريخي ومبارك وهو من أعظم الايام على الاطلاق بعد أن ودعنا براميل التشطير إلى غير رجعة وبعد أن امتزجت الدولتان في كيان واحد اسمه الجمهورية اليمنية، وحقيقة كنا نستغرب اليوم من أولئك الذين أطلوا علينا منادين بإعادة عجلة التاريخ الى الوراء إلى ما قبل الـ 22 من مايو 1990م.. هؤلاء عبارة عن قلة متآمرة تخريبية إرهابية لا يمتلكون أي وصاية على اليمن أو على أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية.. هؤلاء عبارة عن تكوين يضم من فقد مصالحه ومن يريدأن يعود الى السلطة ليمارس سفك الدماء وقتل الأبرياء .. هذا التكوين الحراكي القاعدي المجرم والإرهابي والدموي غير شرعي وغير دستوري ويخالف بأفعاله وتوجهاته وممارساته النظم والقوانين والدستور، ونرى أنه لابد من وقف هؤلاء المرتزقة الخونة عما يمارسونه أو أن على الدولة أن تفرض هيبتها وتردع هؤلاء المجرمين الخونة الذين باعوا أنفسهم للشيطان وأصبحوا اليوم في المحافظات الجنوبية والشرقية قلة قليلة مارقة ومتآمرة لا تمثل الا نفسها، أما أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية فهم وحدويون.. وحدويون وحدويون.. ومن يتخذ من المشاكل والاحتياجات والهموم ذرائع ومبررات بائرة بائرة.. اذهب .. اذهب فبضاعتك بائرة .. بائرة اذهب فنحن نعرف مآسي ومرارات التشطير خصوصاً ما كان يحصل في المحافظات الجنوبية والشرقية.. اذهب الى مزبلة التاريخ، فالمشاكل والاحتياجات موجودة في كل محافظات الوطن بل أن المشاكل والاحتياجات موجودة في كل نظام سياسي، وتلك المشاكل والاحتياجات موجودة حتى في الدول الغنية سواءً كانت عربية أو غير عربية.
ويضيف الحاج محمد: أما فيما يتعلق بمآسي ومرارات النظام الشمولي ، فهي كثيرة ومؤلمة وبشعة ومازلنا ومازال الكثيرون يتذكرونها بكل تفاصيلها وجزئياتها المؤسفة، فواحدة من تلك المآسي هي حكاية حصلت لأحد أقاربي حين أراد في عام 1982م أن يتزوج بثانية «أي زوجة أخرى» ولن تصدق ما ذاقه قريبي هذا.. في البداية تم التحقيق معه في إحدى لجان الدفاع الشعبي آنذاك وتم الإقرار بأنه مذنب كونه نوى فقط أن يتزوج بإمرأة ثانية وانتهى به المطاف في سجن الفتح بالتواهي، لم يتم إطلاق سراحه إلا بعد عام ونصف.. ولعل أهم وأبرز مآسي ومرارات النظام الشمولي هو ما حصل في أحداث 13 يناير 1986م، وان أردت رأيي فإن هناك أكثر من أحد عشر ألف قتيل طالتهم أحداث يناير في غضون أيام معدودة وآلاف فقدوا وعلى الأرجح أنهم قتلوا، وان جئنا نتناول 13 يناير 1986م وأبرز أسباب اندلاعها فنؤكد أنها تأتي كحلقة من حلقات الصراع الدموي على السلطة واختلاف الرؤى الايديولوجية، ومن أسبابها ايضاً عدم وجود تداول سلمي للسلطة أو حرية سياسية أو تعددية سياسية أو حرية رأي.. الخ، وبانعدام كل تلك الوسائل الديمقراطية كانت لغة البنادق والمدافع هي صاحبة الكلمة الفصل في جنوب الوطن قبل 22مايو 1990م، ولعل المؤلم أن الغالبية العظمى من الأبرياء هم من دفعوا الثمن وبكل تأكيد عهد الوحدة عهد ميمون ووضاء، ففيه حرية الرأي والتعبير والتداول السلمي للسلطة والحرية السياسية والحزبية والصحفية وأن كان من شيء نأمله ونتمناه فنحن نأمل أن يتم إدراك أن وجود كل هذه الوسائل الديمقراطية لا يعني المساس بالدستور والثوابت الوطنية، بل ان على الكل أن يمارس توجهاتهم ورؤاهم ونشاطاتهم تحت سقف الدستور والوحدة والثوابت الوطنية.
جوانب ظلامية
{ الاستاذ أحمد علي - معلم - واحد من الذين يعرفون تمام المعرفة ما حصل في 13 يناير 1986م تحدث قائلاً:
- ما من شك أننا نعيش اليوم في عهد جديد في ظل وحدة مباركة جاءت لتطوي الاحزان والمرارات والمآسي التي كانت سائدة تحديداً في المحافظات الجنوبية والشرقية سابقاً، التطرق لأحداث 13 يناير 1986م هو تطرق مؤلم وينبش في ذكرياتنا أحداثاً مؤلمة ودموية وقاسية عانى منها كل أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية واكتوى بنيرانها الرجال والنساء والشيوخ والأطفال.. وقبل أن نتطرق إلى ما حصل في 13 يناير 1986م نجد هنا لزاماً علينا أن نتطرق إلى عددٍ من الجوانب التي كانت سائدة ولسنوات طويلة في جنوب الوطن، وسبب تطرقنا إلى تلك الجوانب الظلامية والممارسات الإجرامية للنظام الشمولي هو تأكيدنا وتنويرنا لقلة من الشباب الذين لم يعرفوا ما كان سائداً آنذاك والذين قد ينجر عدد منهم خلف دعوات المأزومين وأصحاب المشاريع الصغيرة، فنأمل من أولئك الشباب أن يقرأوا ما سنقوله ونستعرضه.
دون أدنى شك هناك جملة من الجوانب الظلامية والممارسات الإجرامية التي حرص النظام الشمولي على نشرها في جنوب الوطن إبان عهد التشطير المرير.. فلم تكن هناك حرية صحافة ولا حرية رأي أو تعبير، بل كان الجميع محكوماً بنظام قمعي ودموي رهيب لا يسمح لأحد بتجاوزه ولا يعطي الحق لأي كان برفع صوته، فوق صوته الشمولي الظالم.. ولعلي هنا أتذكر ذلك الشاب في العام 1984م والذي تفتقت مواهبه الاعلامية والصحفية وحاول أن يتواصل بإبداعاته تلك مع إحدى المجلات العربية، فما الذي حصل لذلك الشاب آنذاك.. تم اختطافه ليلاً وإلى الآن لا يعرف إلى أين أخذ والمرجح أن ذلك الشاب تم تصفيته جسدياً ودفن في مكان مجهول، وان جئنا نتناول جانباً آخر من تلك الممارسات الظلامية والإجرامية، فإننا سنتطرق إلى موضوع الحقوق الخاصة التي عمل النظام الشمولي على تطبيق رؤاه وتصوراته الخاطئة عليها خصوصاً المنازل والمحلات التجارية والاراضي الزراعية التي تؤول ملكيتها للمواطنين، ففي هذه الجانب عمل النظام الشمولي على تطبيق أنظمة جائرة وقوانين إجبارية مستبدة.. فالمواطن الذي يمتلك أربعة منازل بناها أو ورثها لا يحق له أن يمتلكها كلها بل يكفيه منزل واحد، أما بقية المنازل فتوزع على بقية المجتمع الكادحة «وفقاً للقوانين الشمولية»، ومن كان يمتلك عشرين فداناً من الأراضي الزراعية اشتراها أو ورثها، فيكفيه فدانان، أما الباقي فيوزع على الفئات الفلاحية العاملة «وفقاً للقوانين الشمولية»، ويضيف أحمد: هناك جوانب وممارسات كثيرة لا حصر لها..
وفيما يتعلق بأحداث 13 يناير 1986م فقد جاءت كإفراز من إفرازات التصرفات الخاطئة للنظام الشمولي، ونتيجة للاختلافات والرؤى الايديولوجية التي استطاعت ومنذ سبعينيات القرن الماضي أن تفرض على المحافظات الجنوبية والشرقية وتحديداً على قيادات ورموز النظام الشمولي آنذاك خصوصاً وأننا نعرف ويعرف الكثيرون أن تلك الفترة الزمنية تحديداً كانت الفترة التي عرفت بأنها دورة احتدام واستعار الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي.. ودون أدنى شك فإنه ومنذ تلك الفترة التي أشرنا اليها وسنوات أخرى تلت تلك الفترة كان جنوب الوطن مسرحاً لتطبيق الرؤى والنظريات الايديولوجية الاشتراكية العالمية المتعددة والتي استطاعت ان تكون لها موطأ قدم في النظام الحاكم في جنوب الوطن آنذاك ما قسم قيادات رموز ذلك النظام الى فريقين وأكثر، وما أنتج من سياسات خاطئة وأنظمة جائرة وقوانين مستبدة وما أنتج أيضاً صراعات دامية كان أبرزها ما حصل في أحداث 1978م، وما حصل بعد ذلك في أحداث ما عرف بأحداث 13 يناير الدموية عام 1986م.
صفحة سوداء
{ يضيف الاستاذ أحمد: أحداث 13 يناير 1986م كانت بحق أبشع وأسوأ أحداث شهدها اليمن في تاريخه الحديث والمعاصر على أقل تقدير.. ففي أحداث 13يناير 1986م حصلت مجازر دموية مرعبة ومؤلمة حصدت الآلاف من أبناء جنوب الوطن من الذين قتلوا في 13 يناير 1986م والأيام القليلة التي لحقت ذلك التاريخ.. كما أن تلك الاحداث قد أفرزت آلاف المفقودين من الذين نرجح أنهم قتلوا ودفنوا في قبور جماعية، وبكل تأكيد تلك الاحداث وصمة عار وصفحة سوداء من صفحات العهد التشطيري والنظام الشمولي الذي كان سائداً في جنوب الوطن قبل 22مايو 90م وكشهادة للتاريخ فإننا نؤكد وننفي إدعاءات ومزاعم بعض ممن مازالت أياديهم ملطخة بدماء أحداث 13 يناير 1986م ونخص بالذكر الخائن العطاس الذي أطل عبر إحدى القنوات الفضائية قبل أشهر وقال عن أحداث يناير «أنها أحداث حصلت بين قيادات ورموز الاشتراكي فقط»، وهذا منافٍ للحقيقة ولما حصل، فأحداث 13 يناير 1986م كما قال «لم تكن ضمن الإطار الحزبي فقط»، بل المناطقية كان لها حضور مؤلم ومؤسف في ثنايا تلك الاحداث الدموية، كما أن التصفيات الجسدية تمت وفقاً للبطاقة الشخصية «الهوية»« كان لها أيضاً حضور كبير وبارز ضمن تلك الاحداث.. كما أن من المؤلم أن تلك الاحداث شملت أيضاً تصفيات جسدية لأعداد كبيرة من المواطنين الذين لم تكن لهم أي ارتباطات سياسية أو حزبية أو أيديولوجية لا من قريب ولا من بعيد، ولعلنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر ما حصل في خضم الأيام الدامية في مدينة جعار ، خنفر حين قامت فرق الموت الدموية بالنزول الى منازل المواطنين واعتقالهم واقتيادهم إلى سجون ومعتقلات التصفيات الجسدية وفي إحدى عمليات الاعتقال تلك توجهت عدد من الأطقم العسكرية إلى منازل أحد المواطنين الشباب الذين كانوا منضويين في السلك العسكري والذي كان يمارس نوعاً من النشاطات الحزبية آنذاك أو دعنا نقول: كانت له رؤى أيديولوجية معينة.. ما حصل أن تلك الفرقة الدموية وجدت ذلك الشاب في منزله وتم اقتياده إلى أحد الاطقم بحجة أن هناك اجتماعاً طارئاً أو ما شابه .. والد ذلك الشاب كان رجلاً شائباً في العقد السادس تقريباً من عمره سأل قائد الفرقة الدموية . ألى أين تأخذون ولدي؟ فأجابه مسؤول تلك الفرقة .. إلى اجتماع يا والد.
قلق ذلك الشيخ على ولده الذي كان يعاني من آثار المرض، فطلب من قائد الفرقة اصطحابه معهم بحجة أن ابنه مريض.. فرحب قائد الفرقة، وتم اصطحاب ذلك الرجل العجوز مع ابنه.. ولعل المصير كان مؤلماً للشاب ووالده العجوز.. بعد انقشاع الأيام الدامية وجدت جثتي الشاب ووالده في أحد السجون في أبين وقد مزقتهما رصاصات البنادق بوحشية ودموية بشعة.. مع العلم أن تلك الحادثة يعرفها الكثيرون هنا في مدينة جعار ممن واكبوا تلك الاحداث.
ولعلنا بعد ما ذكرنا نقول لقلة قليلة مأزومة وأفراد مخدوعين ومغرر بهم: تلك بعضاً من الجوانب السلبية والمظلمة للنظام الشمولي المجرم الذي كان سائداً في جنوب الوطن .. اقرأوا واسألوا كبار السن عن الجوانب المظلمة الأخرى.. إن الوحدة اليمنية جاءت بحق كأعظم إنجاز تحقق لليمن ولليمنيين، ففي الوحدة التسامح والتآلف والخروج من المآسي والأحزان والمرارات التي نعرفها حق المعرفة.
أحداث دموية بشعة
{ الحاجة أم عبدالله في العقد السابع من عمرها تقريباً واحدة من الأمهات اللاتي اكتوين بمأساة أحداث 13 يناير الدموية، فقدت ابنها الأكبر عبدالله إبان تلك الاحداث المؤسفة والمريرة توجهنا إليها وطلبنا منها أن تروي لنا ما حصل، فرفضت في البداية إلا أنه ومع إلحاحنا عليها تحدثت وقالت:
- أحداث 13 يناير 1986م كانت أحداثاً دموية وبشعة وقاسية لم تخلف لنا الا المرارات والأحزان والمآسي.. الآلاف قتلوا دون ذنب ودون أي سبب.. الآلاف فقدوا.. آلاف الأسر مازالت تئن إلى اليوم من هول ما حصل من مجازر بشعة في أحداث يناير.. الآلاف من الأطفال يتموا بسبب الصراع على السلطة في الجنوب سابقاً.. كل ما أقوله يا ولدي هو أن تلك الحقبة السابقة كانت حقبة مريرة ومؤلمة ودموية ربنا لا يعيدها مرة أخرى. وان جئت للصدق وللحق فإن عهد الوحدة اليمنية عهد مبارك، ففيه التسامح والعفو وربنا يحفظ علي عبدالله صالح الزعيم والرئيس الذي اتسم عهده بالخير وصون الدماء لأبناء اليمن بعكس المجرمين والقتلة الذين كانوا يمسكون بزمام السلطة في جنوب الوطن .. وحقيقة استغرب من القلة القليلة الكريهة التي أطلت اليوم وتنادي بإعادة الوطن إلى ما قبل 22مايو 90م، وهنا أسألهم لماذا تريدون العودة بالوطن إلى ما قبل 22مايو 90م.. لكي تعود المجاوز والمعتقلات الدموية التي كانت موجودة آنذاك؟ لكي يمارس بعضكم ما كان يمارسه أيام النظام الشمولي المجرم الدموي؟ وماذا عن ولدي الذي قتل في 13 يناير 1986م طعناً بحراب البنادق في أحد معتقلات أبين الدموية وهو شاب.. وماذا عن الآلاف الذين دفعوا حياتهم ثمناً لمغامرات وصراعات قيادات النظام الشمولي البائد.. نحن مع الوحدة المباركة ونحن ضد كل من يمس بالوطن وبالثوابت الوطنية، والوحدة ليست ملكاً لعلي عبدالله صالح.. بل هي ملك لكل أبناء اليمن الذين يجب عليهم صون هذه الوحدة من المأزومين والمتآمرين والخونة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|