علي مطهر العثربي - لن تعجز الحكمة اليمنية عن إيجاد المخارج والحلول لما سيطرح على الحوار الوطني الواسع لما عرف عن منطق وعقلانية الحكمة اليمانية منذ فجر التاريخ الإنساني.
حيث كان للحكمة اليمانية حضور وفعل إنساني واضح المعالم لا يجهله إلا من لا يقرأ التاريخ السياسي لليمن قديمه ومعاصره الذي ما ترك شاردة ولا واردة إلا أحصاها لتستفيد منها الأجيال وتأخذ العظة والعبرة من مدرسة التاريخ.
على اعتبار القول المعروف: «من لا ماضٍ له فلا حاضر ولا مستقبل له» هو ما يعطي اتجاهاً واضحاً ومعلماً بارزاً بأن اليمنيين عندما يفقدون الاتجاه السليم لتحديد معالم مستقبلهم تجدهم ما يتحدثون إلى بوصلة التاريخ لما لذلك من فائدة معرفية لا يدرك إلا العقلاء الذين خاطبهم الخالق جل وعلا بقوله: «يا أولي الألباب».
ومعروف بأن الحكمة اليمانية لا تصدع إلا عندما تدلـّهم المعضلات؛ فيجد فيها اليمنيون ضالتهم، فيحتكمون لها، وينزلون عند إرادتها برضا كامل، لأنها تعبر عن العقل والفعل الجمعي الذي لا تعلوه إرادة وتحقق الرغبة الجامعة التي ينشدها اليمنيون دوماً.
ولئن كانت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في مجلس الشورى قد طلبت التأجيل لمدة ثلاثة أسابيع؛ فإن ذلك دليل أكبر على الجدية والحرص المطلق من أجل إعداد متميز واستيعاب واعٍ لأطراف الحوار، ولكي لا تعطي الفرصة لمن يحاول أن يختلق الأعذار أو يتملص من مسئولياته الوطنية، ويهدف إتاحة الفرصة من أجل المزيد من المشاركة السياسية الفاعلية في عملية الحوار.
وهو الأمر الذي نتمنى أن تستوعبه كل القوى السياسية في ساحة الفعل الوطني بعيداً عن المزايدة، لأننا الآن أمام محك عملي نبرهن من خلاله للعالم بأسره بأننا على قدر كبير من المسئولية التاريخية.
وأن ماضينا العريق ثروة إنسانية جديرون بالافتخار به والعمل بمآثره الخالدة، وقادرون من جديد على فعل إنساني جديد يضاف إلى ذلك المجد الإنساني المتجدد والمتألق الذي ينبغي أن يكون أكثر إشراقاً.
إن الحكمة اليمانية عبر مراحل التاريخ السياسي لليمن العلامة الفارقة في الألق اليماني الأكثر إنسانية والأعظم في إنجاز الخير العام ومواجهة التحديات وصهر المعوقات وتطويع العقبات وإخضاع الصعاب لإرادة العقل الجمعي الإنساني الذي ينشد السلام والوئام وينبذ العنف والإرهاب والشتات ويألف المحبة والأخوّة ويعشق الوحدة ويرى فيها قوته ومجده وعزته.
فهل يدرك ذلك الذين مازال في قلوبهم مرض؟.
نأمل ذلك لأن الذي لا يقبل ذلك ليس من اليمن، ونرجو أن لا يكونوا كذلك بإذن الله. |