يحيى علي نوري -
استطاع المناضل عبدالقادر باجمال وعبر مختلف محطات حياته العملية ان يسجل حضوراً فاعلاً، من خلالها أكد قدراته على التفاعل الايجابي مع البيئة المحيطة به ومع تحولاتها ومتغيراتها بأسلوب رفيع يعكس كارزميته التي تحظى بإشادة وتفاعل كبيرين.
باجمال ومن خلال حيويته وفاعليته يستطيع ان يسجل من وقت لآخر المواقف والآراء الفذة القادرة على شد انتباه الناس والتفاعل الايجابي معها، ومع كافة القضايا التي يتعامل معها مهما كانت صغيرة أم كبيرة، الأمر الذي جعل من مسيرته العملية والسياسية تحفل بالعديد من الاشراقات التي تجد صدى واسعاً لدى الرأي العام بل وتدفع بالعديد إلى إعادة شريط ذاكرتهم ليستعيدوا اشراقات تلك المواقف والآراء والتعمق في دلالاتها ومعانيها.
كما ان حرفيته السياسية ونشاطه الاجتماعي والثقافي والفكري أكد وبصورة قاطعة أنه الأكثر تجدداً في أفكاره وروعة مفرداته وغزارة معلوماته بفعل حرصه على الاطلاع المستمر وتلك خصال مثلت الأرضية القوية والصلبة التي ارتكز عليها مشوار حياته المتواصل في عطائه واسهاماته الوطنية.
باجمال الذي استطاع ان يشكل لنفسه شخصية متميزة تعبر بممارسة عملية وإبداعية عن آماله وتطلعاته بل وآمال وطنه وأمته.. سيظل الأنموذج للقيادي المتقد حماساً وتفاعلاً وإبداعاً وألقاً ومهارة ومعارف والتحاماً مع قضايا وطنه وشعبه تاركاً في كل مرحلة من مسيرة حياته العملية الزاخرة بصمات مهمة من الصعوبة بمكان تجاهلها..
ولاننسى هنا تفاعل الوسط العريض للمؤتمر الشعبي العام بتلك الأماني والتطلعات التي عبر عنها باجمال عقب انتخابه أميناً عاماً للمؤتمر حيث رفع شعار الحرفية التنظيمية، وهو شعار استطاع من خلاله وفي فترة وجيزة ان يجعل أكثر من مليوني عضو بالمؤتمر يقفون باهتمام بالغ.. وذهول أمام دلالات هذا الشعار ومقاصده على حاضر ومستقبل النشاط المؤتمري.. الخ من التساؤلات والآراء والتصورات التي كانت كفيلة بجعل شعار باجمال يحظى باهتمام كافة الفعاليات المؤتمرية.. اهتمام ظل يتسع حتى اليوم خاصة وان الجميع بات يدرك فعلاً ضرورة الحرفية التنظيمية التي نشدها باجمال وما تمثله من معالجة ناجعة لمختلف الاشكالات والصعوبات والعراقيل التي تعترض سير العملية التنظيمية للمؤتمر وحرص الجميع على ان تتم بالصورة التي تتفق مع حجم ومكانة المؤتمر الشعبي كتنظيم مسؤول عن إدارة شئون البلاد والاتجاه بها نحو المستقبل الأفضل.
مسيرة هذه الشخصية الوطنية والمؤتمرية الفذة مازالت تشغل بال الناس عند الحديث عنها واسترجاع مواقفها المبدئية المنتصرة دوماً لانجازات الوطن في الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.. ومنها بالطبع تلك المواقف التاريخية التي اطلقها مبكراً بقوله »ان الوحدة خط أحمر وأن شعبنا سيخوض من أجلها حرب شوارع« وهو موقف لايجترحه إلاّ الرجال الكبار.
ولعل أهم ما يعكس احترام وتعزيز واعجاب الناس بشخصيته المتقدة.. هو ما نلمسه من اهتمام شعبي واسع منذ اليوم الأول لإعلان عودته إلى الوطن، كما ان الاستقبال الرسمي والشعبي الذي حظي به في مطار صنعاء الدولي كان بمثابة لوحة وفاء وعرفان لرجل نذر نفسه لوطنه والانتصار لآماله وتطلعاته..
وعوداً حميداً أبا عمرو