-
لو أنصف العلماء أنفسهم لما انجروا إلى مآتم التباكي على صرعى القاعدة الارهابيين الذين احترفوا القتل وجاهروا الله بأبشع الجرائم وفي ظنهم أنهم يتقربون إلى الله عز وجل بذبح عباده وسفك الدماء وقتل الأرواح البريئة.
ما الذي حمل مجموعة من العلماء على اختلاق مناسبة صاخبة ومجانية لتجميل صورة التنظيم الإرهابي «القاعدة» عبر إدانة الضربات الاستباقية الموفقة والناجحة التي نفذتها قوات الأمن ضد عدد من أوكار ومخابئ العناصر الارهابية في أرحب وأبين وشبوة وأمانة العاصمة، في حين كان هؤلاء يخططون لاستهداف مؤسسات اقتصادية وتنموية، ومصالح يمنية وأجنبية واستثمارات مختلفة للإضرار بسمعة ومصلحة اليمن واستعداء العالم عليها..
ألم يكن الأجدر برجال الدين المؤتمنين على شريعة الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم إدانة أسباب وعوامل الفتنة الملعونة بدلاً من إعطاء تنظيم القاعدة وعناصره الإرهابية مبرراً لارتكاب مزيد من الجرائم المضرة بالاسلام من ناحية وباليمن من ناحية ثانية.
وبأية شريعة ياترى يقتل الارهابيون ضحاياهم الأبرياء المسالمين من المواطنين والجنود وموظفي الدولة، أو من السياح الأجانب المستأمنين على حياتهم ومصالحهم؟!..
لماذا لا يقول لنا العلماء الذين اجتمعوا الأسبوع الماضي بالعاصمة صنعاء ووقعوا على بيان غريب وعجيب يتجاهل تماماً خطر الارهاب والإرهابيين على العباد والبلاد، وعلى الدين والشريعة السمحاء ـ لماذا لا يقولون لنا ما هو حكم الإرهاب وحد الحرابة، وجزاء الخارج عن الجماعة والمحارب لها؟!..
۰ يصر بعض الوعاظ والعلماء، الذين خلطوا الدين بالسياسة والرأي بالفتوى على التهويل غير المبرر باتجاه اليمن واليمنيين وافتعال معارك في الهواء مع «غزاة محتلين» لا وجود لهم إلا في خيال المرجفين ومفتعلي الملاحم الكلامية المهذارة!!..
منذ نصف قرن تقريباً وهؤلاء يحاربون أمريكا بالخطب وعبر أشرطة الكاسيت، ولكنهم في الحقيقة يؤلبون المشاعر الغربية والقوى الدولية ضدنا، وضد بلادنا ومجتمعاتنا المسلمة، لأنهم أدمنوا خطاب الاستعداء، والتبرير للصدام الحتمي مع الغرب..
ومن تحت هذه العباءة خرج تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات المسلحة المؤمنة بالعنف والصدام والإلغاء للآخر..
ولن يحصد اليمن ولا اليمنيون خيراً أبداً من هذه النزعات التأليبية الضارة، ولن يكون اليمن مجدداً ضحية لخداع المتحذلقين وتجار الشعارات من أي نوع، ومن أي شكل وتحت أية راية أو ذريعة اصطفوا..
إذا كان العلماء حريصين على أمن واستقرار وسيادة اليمن فعليهم أن يتحالفوا مع اخوانهم اليمنيين في مواجهة إرهاب القاعدة واعوانه، والتصدي للمؤامرات الخبيثة التي تستهدف الوحدة اليمنية المباركة..، والتي يقودها زبانية الحراك القاعدى، ومقارعة العصيان والتمرد الدموي المسلح لعصابة التمرد والإرهاب والتخريب الحوثية.. المحكوم بعمالته وارتهانه للخارج ضد بلادنا وضد وطننا وسيادتنا الوطنية..
أما أن يتجاهل العلماء كل هذه الأخطار وكأنها ليست موجودة، ويفتعلون معارك هوائية فهذا ما لا ينطلي على عاقل!..
إفتتاحية صحيفة تعز