محمد انعم -
دعونا نحلم أن الحوار المرتقب سيعوضنا عن حالات الاكتئاب والقلق والإحباط التي عانينا منها بعد النهايات الدراماتيكية للحوارات السابقة..
لابد ان نزيل- هذه المرة- الانتكاسات والهزائم التي لحقت بالوطن والمواطن وتجربتنا الديمقراطية بسبب فشل أو إفشال الحوارات السابقة، ونعترف ان الأحزاب والتنظيمات السياسية هي الأكثر تضرراً من ذلك.. وستظل أيضاً هي المسؤولة أمام التاريخ وأجيال الغد عن الأدوار التي تلعبها في مسيرة تطور شعبنا..
علينا أن نعترف أن الأحزاب التي تريد بناء الوطن لايمكن ان تخوض مثل هذه المعركة الصعبة باشتراطات تهيئة المناخ أو تغيير حالة الطقس أو اطلاق عشرة معتقلين أو غير ذلك..
إن الحديث يدور عن الحوار الوطني.. عن طاولة وكراسٍ وأوراق وأقلام.. وعقول نظيفة مطالبة بأن ترسم صورة اليمن ومستقبل أبنائه.. كل ذلك يجب ان يصاغ على طاولة الجميع فيها متساوون ويحتكمون للعقل ولكل ما فيه مصلحة اليمن أولاً وقبل كل شيء..
إذاً لا وقت للشطط أو عرض العضلات أو غير ذلك خصوصاً وأن كل خيارات العنف اثبتت فشلها وباتت مدانة داخلياً وخارجياً.. بدءاً بأعمال التمرد ومروراً بأعمال الفوضى والشغب والعنف والتخريب التي تقترفها ميليشيات الحراك..
فتجربة كهذه يجب ألاَّ تغيب عن بال كل الفعاليات الوطنية التي لم تتورط في أعمال عنف وحمل السلاح وإعلان الحرب على المؤسسات الدستورية.. لأن خيارات كهذة قادتها إلى طرق مسدودة وكبلت الوطن بمزيد من اغلال التخلف التي تحول دون لحاق اليمن بركب التطور الذي ينشده شعبنا.
> إذاً لابد أن يمضي الجميع إلى الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئىس، وان يتركوا التمترس والتمسك بحوار »الضرار«.. وإذا اعتقد البعض ان رؤيتهم المعلنة هي »قارب النجاة« التي تتجاوز به اليمن كل التحديات التي تواجهها اليوم، فإن ذلك انتحار.. ونموذج للافلاس السياسي.. خصوصاً وان خيارات المشترك لاترتقي إلى مستوى التحديات التي تواجهها اليمن.. فما حملته من مطالب لاتحتاج إلى حوار وطني، وإنما إلى قراءة بعض مواد الدستور والقوانين التي تفصل فيها دوالحاجة إلى حوار.
إن نجاح الحوار الوطني الذي دعا إليه فخامة الرئىس هو الأمل الذي يجب ان نمضي لتحقيقه بكل شجاعة.{