الميثاق نت/ حوار - منصور الغدره -
دعا رئيس مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية إلى التعجيل بانضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي، ومنحه عضوية المجلس الكاملة.
وأكد الدكتور عمر الحسن لـ»الميثاق« أن أمن واستقرار المنطقة وفي المقدمة دول مجلس التعاون لا يمكن أن يتحقق إلا بانضمام اليمن إلى عضوية المجلس.
واستغرب الحسن من حالة التردد والخوف والريبة التي تبديها دول مجلس التعاون الخليجي تجاه انضمام اليمن إلى عضوية المجلس.
وأشار رئيس مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية خلال مشاركته الأسبوع الماضي بصنعاء في مؤتمر العلاقات اليمنية - الخليجية بورقة عمل بعنوان العلاقات الخليجية اليمنية من منظور خليجي إلى خمسة عوامل مؤثرة في العلاقات الخليجية - اليمنية أبرزها التواصل الجغرافي والموقع الاستراتيجي لليمن والتأثر بحالة اليمن الأمنية سلباً وإيجاباً.. استقراراً وتدهوراً.. وعامل التشارك الحضاري والديني والثقافي بين اليمن ودول الخليج.
وفيما يؤكد أن عاملي التواصل الجغرافي والتشارك الحضاري والثقافي بين اليمن ودول مجلس التعاون يجعلان عملية التكامل والاندماج أمراً ممكناً وقابلاً للنجاح، يرى أن عوامل أخرى ثلاثة تعيق مسألة انضمام اليمن الى عضوية المجلس لخصها بعامل التفاوت في مصادر الثورة وتوجهات الأنظمة والوضع الأمني.
وحذر الدكتور البحريني دول الخليج من مخاطر وانعكاسات سياسة العزل التي تتبعها الدول الخليجية تجاه اليمن.. وقال: إنه لم يعد بالإمكان الاستمرار في سياسة عزل واستبعاد اليمن، خاصة وأن تداعيات هذه العوامل مثلت في حد ذاتها مشاكل يتطلب من دول الخليج التعاطي معها لتجنب انعكاساتها السلبية.
واقترح أنه بعيداً عن حسابات العائد والتكلفة من انضمام اليمن صيغتين يمكن استخدام أياً منهما لإقامة علاقات مستقبلية بين اليمن ومجلس التعاون.. تتمثل الأولى بانتهاج سياسة المشاركة بين الجانبين وذلك من خلال اتفاقيات تجمع الطرفين وتمنح اليمن وضعاً خاصاً، والثانية: إنشاء منظمة إقليمية ذات طابع اقتصادي تضم دول المجلس الست وبعض دول المنطقة مثل اليمن..
»الميثاق« انتهزت الفرصة وفتحت حوارها مع الدكتور عمر الحسن بسؤال عن المبررات التي أوصلته إلى طرح هذه البدائل، وقضايا أخرى تناولها الحوار التالي:
عقود مضت ودول مجلس التعاون الخليجي تراوح بين الريبة والاطمئنان لوجود اليمن في مجلس التعاون.. وفي ورقتك المقدمة لمؤتمر العلاقات اليمنية الخليجية طرحت بدائل أخرى في إمكانيات إنشاء منظمات اقتصادية من اليمن ودول الخليج..هل يعني هذا أن انضمام اليمن وحصوله على العضوية الكاملة في مجلس التعاون بمثابة استحالة..؟!
- خيار المنظمة الاقتصادية لمساعدة اليمن لتكون كياناً تضم دول مجلس التعاون الخليجي واليمن كتكتل سياسي إقليمي للبحث عن الحلول والمعالجات للمشاكل التي يعاني منها اليمن حالياً.. أنا أرى أنه لا توجد هناك مبررات مطلقاً لإبعاد اليمن عن العمل الخليجي المشترك مستقبلاً، لأنه يكتمل بوجود اليمن، باعتباره صمام الأمان لدول مجلس التعاون الخليجي من ناحية أمنية واقتصادية، ومن ناحية توازن بشري، واستراتيجي.. لهذه الأسباب دعوت في المؤتمر أن يكون السيناريو الثاني هو الأمثل في العلاقات الخليجية اليمنية.
العضو السابع
وما هو السيناريو الثاني؟
- أن يكون اليمن هو العضو السابع في مجلس التعاون الخليجي، وطبعاً هذا ما صرح به الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي السابق عبدالرحمن العطية عام 2008م عندما قال: إن هناك مباحثات جرت بين قادة مجلس التعاون الخليجي على قبول اليمن كعضو سابع في منظومة المجلس .. طبعاً هذا الجانب الخليجي، كما أن هناك أموراً يتطلبها الموقف من اليمن.. اليمن عليه التزامات يجب أن يؤديها حتى تكتمل هذه العضوية.. وهي حقيقة ليست التزامات صعبة عليه.. كما ذكر بعض الاخوان في مداخلات هذا المؤتمر، وكأن اليمن مفروضاً عليه أن يدفع فاتورة أو ثمناً كبيراً.. طبعاً لا.. هذا الكلام ليس صحيحاً.. إنما إذا أرادوا العمالة اليمنية في الخليج يجب تدريبها، لأن من غير الممكن أن تستقبل في صحيفتك أو محطتك التليفزيونية شخصاً غير مدرب وغير قادر على التواصل مع الجماهير.. من غير الممكن أن يضعوا أحداً في وزارة الزراعة إذا لم يكن عنده خبرة في قضايا الزراعة.. وهكذا.
ومن هنا أقول: إن هناك قبولاً خليجياً لليمن أن يكون العضو السابع في مجلس التعاون.. لكن هناك التزامات على اليمن يجب أن يؤديها حتى تكتمل عضويته واندماجه في المجلس.
متطلبات التأهيل
ندرك أن هذه الالتزامات وبالذات مسألة التأهيل تحتاج تمويلات كبيرة.. وفي أكثر من مرة أعلنت دول المجلس انها ستعمل على تأهيل اليمن للاندماج.. لكن كل هذا كان مجرد تصريحات ولم نرَ شيئاً على أرض الواقع؟
- الوضع الحالي يختلف عن الأوضاع السابقة.. فهو يستلزم على المجموعتين.. اليمن كجموعة ودول الخليج كمجموعة أخرى أن يصلوا إلى حلول للمشاكل وللقضايا العالقة.. هناك إمكانية كبيرة واستعداد تام لدى دول مجلس التعاون الخليجي لدعم أي مشروع تنموي أو أي مشروع مطلوب لاستكمال تأهيل اليمن خاصة أن هذه المشاريع هي في صالحها وليس فقط في صالح اليمن وحده.
وبالتالي يجب أن يكون هناك بالمقابل إرادة سياسية حقيقية موجودة في اليمن لاستكمال هذا الموضوع بناءً للبناء على هذه المواقف الايجابية من قبل مجلس التعاون الخليجي.
فراغ سياسي
المنطقة تواجه تحديات كبيرة باعتبارك مسؤولاً لمؤسسة بحثية معنية بالشأن الاستراتيجي والسياسي للمنطقة.. كيف ترى هذه التحديات؟
- لاشك أن هناك تحديات إقليمية كبيرة جداً.. سببها الفراغ السياسي الموجود في الساحة الإقليمية.. صراحة المنطقة تعاني من فراغ سياسي.. لا نريد لأية دولة غير عربية أن تملأه.
لا نريد لإيران أن تملأه.. لا نريد لتركيا أن تملأه.. لا نريد لأمريكا أن تملأه.. وهذا التجمع الخليجي، واليمن قادر على القيام بهذه المهمة.
الخط الإيراني
التدخلات الإيرانية المتكررة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة .. هل ترمي إلى إعادة الإمبراطورية الفارسية الآفلة أم ماذا؟
- أية دولة في العالم تحاول أن تقوي نفسها.. طبعاً إيران تصرفها وليس تدخلها- كما ذكرت- تصرفها في بناء نفسها وإيجاد أصدقائها هذا حق مشروع لكل دولة في العالم.
ولا اعتقد أن إيران تريد أن تكون الامبراطورية العظمى في المنطقة.. لكنها تريد أن يكون لها صوت مسموع في المنطقة.. ونحن لا نعترض على هذا.. وكل ما نريده منها ألا تتدخل في شؤوننا.
لكن ها هي تتدخل باستمرار؟
- تتدخل من ضعفنا.. انقساماتنا.. عدم حل مشاكلنا .. ومن هنا نحن ننجز فرضية لإيران أن تتدخل.
ولابد أن نعترف أولاً بمشاكلنا الداخلية ونعمل على حلها.. وهناك وسائل حلول كثيرة، فقوة السلاح ليست السبيل الوحيد لحلها.. يجب أن يكون هناك حلول سياسية أخرى.
ومن هنا أقول: إن دول مجلس التعاون قادرة على أن تتدخل سياسياً لحل مشاكل اليمن، سواءً كان هذا في ما يواجهه اليمن من تمرد في الشمال أو اضطرابات في الجنوب قبل أن يتغلغل تنظيم القاعدة في جنوب اليمن ويتخذه مركزاً لتحركه وتنفيذ الاعمال الارهابية في شبه الجزيرة العربية.
الاسبوع الماضي قاطعت الدول العربية الدورة الآسيوية المقرر إقامتها في إيران لقيام الأخيرة بكتابة اسم الخليج الفارسي على ميداليات البطولة .. ماذا يمكن أن نسمي ذلك؟
- هو خليج عربي، ونحن نعرف والعالم كله أنه خليج عربي.. وإيران هي التي تسميه بالخليج الفارسي.. ولا نريد حقيقة أن نخلق من هذه التسمية مشكلة.. تسميه إيران الخليج الفارسي هي حرة .. لكن نحن نسميه عربياً وسيظل عربياً إلى أن تقوم الساعة.
الدعم الإيراني الواضح للتمرد الحوثي هل يخدم علاقاتها مع دول المنطقة؟
- هذه التدخلات من جانب إيران مرفوضة، لأنها حقيقة لا تخدم العلاقات الايرانية الخليجية، ولا تخدم أمن واستقرار المنطقة.. أي تدخل إيراني بهذا الشكل مرفوض، وليس من حق إيران أن تقوم به مطلقاً.
| 
رئيس مركز الخليج:أهداف مجلس التعاون لا تكتمل إلا باليمن 
