افتتاحية صحيفة الثورة -
قوبلت المواقف الأخوية والأصيلة للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، والتي عبر عنها أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية في الدول الثماني، وأمين عام مجلس التعاون، أثناء مشاركتهم في اجتماع لندن بتقدير وامتنان كل أبناء الشعب اليمني، الذين لمسوا في تلك المواقف الشاهد الحي على عمق الوشائج الأخوية التي تربط ما بين الشعب اليمني وأشقائه في الدول الثماني، وأن اليمن وأمنه واستقراره يحتل أولوية رئيسية لدى أشقائه في هذه الدول، التي أكدت بلغة واضحة وصريحة لا لبس فيها ولا غموض على أنها لن تتوانى في أية لحظة من اللحظات عن أداء واجبها الأخوي تجاه اليمن بالوقوف إلى جانبه في مواجهة التحديات ومساندته في التغلب عليها، وتقديم كل أشكال الدعم للمضي في تحقيق تطلعات أبنائه في التقدم والتطور والرخاء.
والثابت أن الشعب اليمني سيظل يتذكر مثل هذه المواقف لأشقائه في مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن الذين برهنوا على أن ما يجمع اليمن بهم هو المصير الواحد وقد تجلت دلالات هذا النبع الأصيل من التعاضد والتضامن في أنصع صورة لها في تأكيد سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي حرص المملكة على دعم ومساندة اليمن في معالجة المشكلات التي تواجهه وكذا في مطالبة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة بوقفة جادة وقوية إلى جانب اليمن في ظروفه الراهنة، وأيضاً في إعلان سمو الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري عن أن دولة قطر ماضية بشكل مباشر في دعم الجمهورية اليمنية، وفي ما شدد عليه سمو الشيخ محمد الصباح وزير خارجية الكويت حيال الأهمية البالغة لأمن اليمن بالنسبة لأمن المنطقة، وكذا في تأكيد معالي يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان على ضرورة توحيد الدعم لليمن لسد الفجوة التي يعانيها في تنفيذ خطته التنموية، وفي السياق نفسه فيما ورد على لسان سمو الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني إزاء الدور الذي ينبغي أن تقوم به الأمم المتحدة لمساعدة اليمن في مواجهة أعباء اللاجئين إلى أراضيه من الصومال، وفي ما نبه إليه معالي أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري من مخاطر أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لليمن وكذا في ما صدر عن معالي ناصر جودة وزير خارجية الأردن من مشاعر أخوية وهو يؤكد التزام الاردن بالوقوف إلى جانب اليمن في السراء والضراء.. وفي ما تضمنه حديث معالي عبدالرحمن العطية أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيال ما يتعلق بدور أشقاء اليمن بمجلس التعاون في دعم خططه الإنمائية والاقتصادية.
وهذه المشاعر الأخوية الصادقة التي عبر عنها أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول الشقيقة الثماني ستبقى حاضرة في وجدان أبناء الشعب اليمني جيلاً بعد جيل، والذين سيظلون يذكرون بالتقدير والامتنان والعرفان كل من يقف إلى جانبهم وكذا مساندة هذه الدول في اجتماع لندن ودعمها اللا محدود لوحدة واستقرار وأمن اليمن، وسيحفظون لإخوانهم وزراء الدول الثماني وأمين عام مجلس التعاون الخليجي أدوارهم البارزة وإسهامهم الإيجابي في إنجاح اجتماع لندن وخروجه بتلك المقررات التي تصب في مجملها في دعم اليمن اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، وبما يمكنه من تجاوز تحدياته التنموية والمشكلات الناجمة عن نتوءات الإرهاب والمشاريع الصغيرة، التي يحركها بعض الأقزام والعملاء والخونة، الذين يقفون ضد التاريخ ومعطيات العصر ومنطق الحياة وكينونة الحاضر والمستقبل.
فشكراً للأشقاء على مواقفهم الأصيلة ومساندتهم لإخوانهم في اليمن، وتجسيدهم لمبدأ أن الأخ لأخيه في الشدة والرخاء وهي مواقف نثمنها عاليا ونشيد بها وتستحق منا كل التقدير والثناء، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
فبوركتم أيها الأشقاء جميعا، وبوركت أخوتكم ونبل مواقفكم
|