هناء الوجيه -
حين نفكر في التنمية والتطور استعداداً لاستقبال الأجيال القادمة نجد أن أساس كل ذلك يتلخص في الاهتمام بمجموعة من المقومات تكون أساس النهوض.. تلك المقومات نجد أهمها يتركز في التعليم والتنشئة الصحيحة، وهذا لا يكون كما يرى البعض إلا من خلال الاهتمام بتنشئة وتربية المرأة كونها نصف المجتمع، وتنجب النصف الآخر، وبالتالي فهي من تقوم بتنشئة وتربية ورعاية الذكور والإناث من أبناء المجتمع، وهي المدرسة الأولى للأفراد ومن خلالها نضمن حماية وتحصين الجيل من المخاطر التي قد تحدق به، وكذا نضمن التطور والتنمية... حول هذا المحور تحدث إلينا عدد من الأخوات وقد عبرن عن آرائهن بالتالي:
{ البداية كانت مع الأخت عائشة الظفاري مديرة مدرسة صلاح الدين والتي عبرت عن رأيها قائلة: الاهتمام بالتعليم يعتبر الركيز الأساسية لبناء المجتمع، فما تطور مجتمع إلا بنهضة تعليمية كبيرة، وهذا ما ينبغي التركيز عليه والمرأة هي أساس هذه النهضة التعليمية والتربوية كونها تمثل نصف المجتمع وتنجب وترعى النصف الآخر، ولابد من الاهتمام بتعليمها وتوعيتها وتثقيفها من أجل أن تصب كل ما أودع فيها لأبنائها، وما من شك أن المرأة المتعلمة ستكون متميزة وفاعلة في أدوارها أكثر من تلك التي لا تمتلك وعياً وثقافة.
مجتمع معافى
{ وترى الاخت كريمة المسوري أخصائية اجتماعية أن تعليم الفتاة والاهتمام بها ورعايتها الرعاية السليمة تجعلها قادرة على أن تنجب مجتمعاً صحيحاً معافىً من الناحية الصحية والاجتماعية، بالإضافة الى ذلك تكون المرأة مؤهلة على تربية ورعاية المجتمع بوعي وثقافة ويمكنها أن تغرس كافة القيم والمفاهيم والأفكار السليمة، فيكون مخرجات ذلك مجتمعاً واعياً قادراً على أن يخطو خطواته نحو التنمية والتطور.
محو الأمية أولاً
{ أما الاخت نجاة خليل استاذ علم النفس - جامعة صنعاء فتقول: إن بناء المجتمع والمضي به نحو النماء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لن يكون إلا بالتركيز على جانبين الأول يتلخص في الاهتمام بالتنشئة السليمة والتركيز على الطفولة والتعليم وخاصة في مراحله الاولى، وهذا ما يجعل الأساس متيناً، وبالتالي تكون المخرجات ذات قيمة، والجانب الثاني يكون في التركيز على محو الأمية، فلدينا شريحة كبيرة من غير المتعلمين في المجتمع اليمني، ونجد كثيراً من الأمهات يعانين من الجهل وعدم الإدراك للكثير من معطيات الحياة، وهذا يؤثر سلباً على المجتمع المحيط والذي يفترض أن تحتويه بالرعاية والاهتمام.
وتختم نجاة حديثها بالتأكيد على ضرورة الاستفادة من تجارب بعض الدول في جانب الاهتمام بمحو الأمية .. مشيرة الى التجربة الكوبية والتي أوقفت من خلالها التعليم الجامعي لمدة سنتين لتتجه كافة الجهود نحو الاهتمام تطوعاً بإزاحة شبح الأمية وكانت تلك هي نقطة الانطلاق نحو التنمية الصحيحة في جميع مجالات ومناحي الحياة المختلفة.
آفاق جديدة
{ ونختتم حديثنا مع الاخت سميرة شجاع الدين مديرية إدارة مراكز محو الأمية التي تحدثت قائلة: إن الإقبال على مركز محو الأمية وبالذات من قبل النساء تدل على مدى استجابة المجتمع للتخلص من الأمية، ولكن مازالت الجهود متواضعة في هذا الجانب ، فأنا أرى أنه ينبغي أن يضاعف عدد هذه المراكز من جهة، ومن جهة أخرى ينبغي أن تنشر التوعية والتثقيف المشجع للالتحاق بهذه المراكز، كما ينبغي إقامة دورات تثقيفية في المراكز الموجودة حول العديد من القضايا التي تهم المجتمع من تلك القضايا الصحية والاجتماعية والفكرية وغيرها.
ومما لاشك فيه ان الاهتمام بمحو الأمية هو طريق يؤدي إلى فتح آفاق جديدة من شأنها القضاء على أمية القراءة والكتابة كخطوة في طريق النهوض والتطور الذين ينشدها شعبنا.
| 
الاستعداد لتنمية أجيال الغد
