د/ علي مطهر العثربي - لم اجد محللاً سياسياً أو إعلامياً منصفاً سعت الفضائيات الإعلامية العالمية لاستضافته للادلاء بدلوه في الشأن اليمني، بل لم نجد في تلك الفضائيات الا ما يسيء إلى اليمن أرضاً وإنساناً ودولة، وكأن هذه الفضائيات ما وجدت إلا لتنال من سيادة وكرامة الشعوب العربية ولا تستطيع أن تتجاوز هذا المنحى الخطير، والدليل أن هذه القنوات تمتلك عناوين أولئك الذين لا يفلحون إلا في اثارة الزوابع والنيل من الآخرين والانتقام من شعوبهم التي فقدت الثقة بهم نتيجة لتصرفاتهم التي عرضت أوطانهم للخطر وقادتهم إلى الحروب وجرعتهم مرارة التصفيات الجسدية ونالت من كرامة الإنسان وغلبت مصالحها النفعية الضيقة على المصالح العليا للوطن.
ان الحديث عن المهنية الإعلامية والحيادية في تلك الفضائيات بات من الأمور المعيبة، بل ولا يجوز الحديث عن تلك المبادئ والقيم الاخلاقية لأن بعض الفضائيات قد تجاوزتها ولم تعد تعترف بها، بقدر اعترافها وسعيها الواضح لبث سموم الحقد والكراهية وزرع الفرقة وتوسيع هوة الخلافات وانكاء الجروح العربية والوطنية على حد سواء لمنع قيام المشروع النهضوي العربي الذي يجعل من الأمة العربية قادرة على فرض هيبتها بين الأمم، ومن ثم القدرة على الاسهام في بناء الحضارة الإنسانية، ولذلك فإن بعض الفضائيات ليس لها من هم غير السعي المطلق لاجهاض هذا المشروع النهضوي العربي الحضاري الإنساني، لأن اعداء المشروع الحضاري يدركون بأن مقومات القوة والعزة متوفرة، ولو قارنا عوامل التمزق مع عوامل التجميع والتوحد لوجدنا أن عوامل الاضعاف والتفرقة اقل بكثير من عوامل ومقومات التوحد والقوة، ولأن الأمر كذلك فإن القوى الاستعمارية تخشى أن يستثمر العرب هذه المقومات ويبعثوا مشروعهم الحضاري ويشكلون من خلاله القوة العربية التي تفرض وجودها في خارطة العلاقات الدولية، ومن أجل الحيلولة دون تنفيذ ذلك المشروع استغل الاعداء المغفلين من الاعراب واسكنوهم في فنادق خمسة نجوم لاستخدامهم ضد أوطانهم وأمتهم، غير اننا نقول بأن صحوة عربية قادمة لن تسمح للمشاريع الصغيرة وستسعى لإنجاز المشروع الأكبر وهو الوصول إلى الوحدة العربية الكبرى التي ينشدها كل وطني غيور بإذن الله
صحيفة الثورة |