|
|
|
عبده محمد الجندي - هل تؤكد الممارسات اللا معقولة واللا مقبولة التي تجري تحت شمس السياسة اليمنية أننا امام بعض الساسة الانتهازيين المعارضين للوطن والشعب الذين لا يستشعرون مسؤلياتهم الوطنية تجاه الجماهير اليمنية صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والعدالة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي لا تولد إلاَّ في الاجواء الأمنة والمستقرة والمتحررة من كل القيود والاغلال المستبدة؟ وهل وصل هذا البعض من جيل الابنا إلى قدر من الحرية العبثية الفوضوية التي تجعل المطالبة بالعودة إلى ما قبل الثورة وما قبل الوحدة وما قبل الديمقراطية وما قبل التنمية وما قبل الانعتاق والسيادة الوطنية عملاً وطنياً وعملاً نضالياً؟
وهل وصلت درجة الاستهبال والاستغفال عند هذا النوع من السياسيين الانتهازيين إلى حد الوقاحة في دعوة ذوي الوعي المحدود والذين لا وعي لهم من جيل الابناء والاحفاد وإلى تدمير المنجزات التي ما كان لها أن تتحقق لولا التضحيات المقدسة لتلك الفتية من جيل الرعيل الاول سواءً اولئك الذين قضوا نحبهم أو اولئك الذين لا زالوا على باب الانتظار من الآباء والاجداد الذين قدموا دماءهم وارواحهم رخيصة من اجل حياة افضل لأبنائهم واحفادهم الذين ولدوا وترعرعوا في الاجواء الناعمة والواعدة لما حققته الثورة اليمنية (26سبتمبر و14 اكتوبر) من المنجزات ومن الثوابت الوطنية التي يجري التأمر عليها والعبث بها على قدم وساق من قبل حفنة من الخارجين على القانون من اللصوص وقطاع الطرق والارهابيين الاماميين والانفصاليين والقاعديين وغيرهم من السياسيين الانتهازيين الذين لا ذمة لهم ولا عهد ولا موقف معهم ولا قضية ولا قناعات مبدئية تحول بينهم وبين التصدي لهذا النوع من الخيانات والمؤامرات والخطابات اللامسؤولة والمجردة من المصداقية والموضوعية الموجبة للثقة والشراكة بين منهم في الحكم ومنهم في المعارضة؟
من الاهمية بمكان أن نقف وجهاً لوجه امام هذا النوع من الممارسات التدميرية للدولة بكلما تنطوي عليه من المؤسسات الدستورية المدنية والعسكرية التي تدفع الاخ الى كراهية اخيه والتأمر عليه واستباحة ما له من الحقوق والحريات والكرامات والاموال والاعراض والدماء والارواح بصورة عدوانية لا رابط لها ولا زمام سوى البحث عن السلطة باعتبارها غنيمة مسيلة للعاب الطامعين الخونة وفي ظل هذا النوع من الفلتان السياسي والامني الدستوري والقانوني يتحول الوطن إلى غابة ويتحول البشر إلى وحوش سياسية يفترس فيها الاقوى من يعتقد أنه اضعف منه، ويتحول فيها الحوار إلى دوامة عنيفة لا ينتج عنها سوى الفوضى التي تؤدي إلى الخراب والدمار والقتل الذي يستقوي به، لعملا والخارجون على القانون لتمرير ما لديهم من النوايا والرغبات العدوانية والتدميرية اقول ذلك واقصد به ما تم الاستماع اليه في المؤتمر الصحفي للدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لفخامة الاخ رئيس الجمهورية ومن معه من الامنا العموم المساعدين وامنا عموم احزاب التحالف الوطني الذي اماط اللثام عما يحدث خلف الكواليس من معتركات حوارية صعبة مع احزاب اللقاء المشترك انطلقت من الفراغ وانتهت إلى المزيد من الفراغ الذي لا ينتج عنه سوى الضياع وعدم اجراء الانتخابات في مواعيدها الدستورية والقانونية.
الدكتور الارياني رجل حكيم وصادق ويبذل مساعي مخلصة تعكس حرص الرئيس على الوفاق والاتفاق النابع من حرصه على توسيع نطاق المشاركة الديمقراطية ولكن مع احزاب تفتقد الى الحرص والصدق وعدم الشعور بالمسؤولية لانها لا تثق بنفسها وبقدرتها التنافسية في سياق التداول السلمي للسلطة وتبحث عن شرعية غير انتخابية للاستيلاء على السلطة بأساليب انقلابية غير سلمية وغير دستورية وقانونية من خلال ما تطلق عليه باللجان التشاورية واللجان الحوارية والمؤتمرات الانقاذية على حساب الدفع بالازمة السياسية إلى مرحلة الاستفحال واللاعودة.
أقول ذلك واقصد به أن الحوار مع مجموعة احزاب لا تثق بقدراتها التنافسية يتحول إلى سلسلة متصلة ومنفصلة من التعقيدات والاشكالات الجديدة التي تضاف إلى ما قبلها من الاشكالات المفتعلة من قبل تنظيم القاعدة ومن قبل المتمردين الاماميين والانفصاليين الفوضويين الخونة.
الدكتور الارياني يدرك في اعماق نفسه أن هذه الاحزاب التي تحاول الاستفادة من كل الاوجاع وما تسببه من المعاناة لأبناء هذا الشعب الصابر والصامد بوجه التحديات ويدرك ايضاً بانها لا يمكن على الاطلاق أن تتحول إلى احزاب داعمة ومساندة للحكومة في حال الاتفاق معها لكن يدرك قبل ذلك وبعد ذلك أن مسؤولية فخامة الرئيس تحتم عليه توفير الفرص التنافسية المتكافئة في تعديل المرجعيات الدستورية والقانونية وتطويرها رغم علمه المسبق أن هذه الاحزاب المتربصة للسلطة لن تكون في حال الاستجابة لما لديها من المطالب أحزاباً شريكة يعتمد عليها في التصدي لما يتعرض له الوطن والشعب من المؤامرات الارهابية والعنيفة المدمرة للحياة وللحرية وللثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية بصورة دفعتها إلى اسالة لعاب الطامعين بالسلطة بما فتحته لهم من الشهية اللا مشروعة في الاستيلا على الحكم بعصا موسى أو بعصا فرعون أو بعصا الانتهازية الميكافيلية التي تستخدم الوسيلة السيئة في الوصول الى الغاية بتوظيف ما يعتمل من تداعيات ارهابية عنيفة ومن حركات فوضوية مشاغبة وغير مستعدة لمراجعة مواقفها حتى ولو اكتشفت ما تنطوي عليه من مخاطر تصل إلى حد تمزيق الوطن وتدمير مالديه من الموارد الاقتصادية في معارك جانبية.
هؤلاء الذين تتحدد مواقفهم بالاتجاه المعاكس والمضاد للمصلحة الوطنية للشعب ما برحوا يتهمون مؤتمر لندن بجريمة دعم السلطة بدلاً من دعم المعارضة بما اسفر عنه من قرارات داعمة لوحدة اليمن وامنه واستقراره بعد أن هللوا له واكثروا من التكبير والتهويل فيما سوف ينتج عنه من اعلان اليمن دولة فاشلة تستبدل فيه السلطة، المنتخبة باحزاب الاقلية البرلمانية العاجزة غير مدركين لما يقومون به من ممارسات تتنافى مع مسؤولية المعارضة للحكومة اليمنية المحكومة بما ينتج عن الصناديق الانتخابية ومعنى ذلك أن المعارضة التي تضع نفسها في الخط المعاكس للمصلحة الوطنية وتتمنى لشعبها الهلاك والموت والسقوط تحت سنابك خيول الغزاة وطائراتهم وصواريخهم ودباباتهم واسلحتهم الفتاكة والقادرة على تدمير الحياة والحرية والوحدة والاستقلال والسيادة الوطنية هي بالتأكيد اكثر سوءً مرات عديدة من الحكومة المتهمة بانها تقف عاجزة عن تصحيح ما تعاني منه سلطاتها ومؤسساتها واجهزتها المالية والادارية والامنية والعسكرية والقضائية من الاختلالات الناتجة عن الفساد تطبيقا لما صدر عنها من برامج ووعود انتخابية واذا كانت الحكومة والقيادة السياسية اليمنية قد نجحت في ادارة ما طرأ فجأة من ازمة خارجية منذرة بالكثير من التحديات بالتدخلات الدولية الوشيكة لمحاربة بشع الارهاب القاعدي الذي ينطلق من اليمن ليجتاح العالم ويهدد امنه واستقراره بما اظهرته القيادة اليمنية من قدرة على الحركة السريعة والطليقة في التصدي للارهابيين الاولى بعد احداث ال11 من ديسمبر والثانية بعد حادثة الشاب النيجري مع الطائرة الامريكية التي تزامنت مع ما تواجهه اليمن من تحديات في اكثر من جبهة من الجبهات المشتعلة في شمال الوطن وجنوبه وفي شرق الوطن وغربه على نحو اشعر العالم المنفعل بقلق الخوف من أن تصبح اليمن موطناً رئيسياً لتصدير الارهاب فإن المعارضة قد ظهرت بمظاهر مشوبه بالكثير من الشبهات الدالة على جهلها أو تجاهلها ما تحتمه عليها شراكتها الوطنية الديمقراطية من مسؤوليات تاريخية تجاه الوطن والشعب جنباً إلى جنب مع الحكومة اليمنية التي نحكم استناد إلى ما لديها من اغلبية برلمانية التي انطلقت تواجه الدعوة الصادرة عن رئيس الوزراء البريطاني لمؤتمر لندن لدعم اليمن من منطق الرفض للقبول بالتدخلات الاجنبية ومشروعية للانفتاح على المبادرات والحلول الدولية الداعية إلى دعم وحدة اليمن وامنه واستقراره ومتطلباته السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية الموجبة للاصلاح واستعادة الهيبة المفقودة للدولة اليمنية الوليدة اقول ذلك واقصد به عن حرص: الرغبة في تصويب الاخطاء السابقة الناتجة عن سوء استخدام الاغلبية لسلطتها وعن سوء استخدام الاقلية لسلطتها بما لا يتفق مع المصالح العليا للوطن والشعب اصحاب المصلحة الحقيقية في التعدد والتداول السلمي للسلطة بشرعية انتخابية حرة ونزيهة وشفافة طبقاً لما يتفق عليه من تطوير لما لدينا من مرجعية دستورية وقانونية نافذة وملزمة للجميع.
ولئن كان من الانصاف تذكير الحكومة بأن ما قد يبدو أنه النصر قد يتحول في غياب الاصلاح الجاد الى هزيمة (وما كل مرة تسلم الجرة) وانها مطالبة أن تتعامل بجدية وفاعلية ترتقي بالاداء إلى مستوى الطموح الذي يميزها عما قبلها من الممارسات البطيئة.
فإن من الانصاف الذي توجبه العدالة أن نقول للمعارضة التي استقبلت الدعوة إلى مؤتمر لندن بالتهليل والتهويل إلى حد ارهاب من هم في الحكم بأن نهايتهم باتت وشيكة وكأنها تقول للدول العظمى: أن الحل يكمن في اسقاط من هم في الحكم واستبدالهم بمن هم في المعارضة ولكن بشرعية دولية وليست بشرعية الصناديق الانتخابية لا بل والاكثر مدعاة للقلق واستهجان الخطاب السياسي للمعارضة الذي يدافع عما تقوم به الفلول الامامية والفلول الانفصالية وتنظيم القاعدة من التمرد والارهاب الهادف إلى اضعاف الدولة وتحويلها من دولة قوية وقادرة على القيام بدورها في محاربة الارهاب إلى دولة فاشلة وعاجزة عن تحمل مسؤلياتها الدستورية والقانونية لا بديل امامها سوى الاعتراف بالفشل والعجز وتسليم السلطة للمعارضة التي تزعم انها تتحكم بمفاصل القوة من خلال ما اعلنت عنه من الآلية والوثيقة الانقاذية التي الغت ما قبلها من المؤسسات والشرعيات والمرجعيات الدستورية لذلك تحولت من شريك ديمقراطي يمتلك سلطة المعارضة الموازية لسلطة الحكم والمكملة لها. مهما بدت منفصلة وفي حالة استعداء لإلتقاط اللحظة المناسبة للتداول السلمي للسلطة عبر الشرعية الانتخابية إلى نصير وشريك للخارجين عن القانون من الارهابيين والمتمردين والفوضويين الذين يتكون منهم الثالوث المقلق للامن والاستقرار والتنمية والاصلاح بكافة اشكالة وانواعه المادية والتنظيمية.
اقول ذلك واقصد به: أن خطاب المعارضة لم يكن بمستوى الحرص الذي اظهرته الدول الشقيقة والدول الصديقة على دعم وحدة اليمن وامنه واستقراره وتنميته السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية الكفيلة باخراج اليمن من محنته الكارثية المهددة بالقضا على مكتسباته وعلى ثوبته الوطنية.
واكبر دليل على عدم حرص المعارضة الفاعلة التي تتكون منها احزاب اللقاء المشترك ذلك البيان المهزوز وغير المفهوم الذي اصدرته احزاب اللقاء المشترك والذي شككت فيه بالبيان الصادر عن مؤتمر لندن ونسبت اليه الويل والثبور وعظائم الامور حيث قدمته لذوي الوعي المحدود والذين لا وعي لهم بصيغة الظاهر والباطن لكي يتسع لكل الاحتمالات والفرضيات الانتقائية القائمة على المكايدات والمزايدات الحزبية والسياسية غير المسؤولة التي لا يتذكر شعبنا عنها وعن ازماتها وصراعاتها وحروبها سوى الذكريات المأساوية للدما والدمار والدموع.
وما تلى ذلك البيان المحمل بكل ما لا يليق من المواقف الوطنية التي تعتريه من ثقة الهيئة الناخبة صاحبة العقول الفصل في منح الثقة وحجب الثقة.
قول ذلك واقصد به: أن المعارضة الناضجة لا تستطيع الاقتراب من اهدافها الا بانتهاج المواقف المعبرة عن ارادة الشعوب وتطلعاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والامنية وذلك ما لا وجود له في بياناتكم وخطاباتكم وكتاباتكم ومقابلاتكم السياسية عبر الصحافة المرئية والمقرؤة والمسموعة التي تتسم بالمواقف الرمادية والضبابية المثيرة لدخان الشك وسحبه الداكنة السواد التي ولدت فجأة في سماء السياسة اليمنية وسوف تزول فجأة بعد حين من الصمود والصبر والتضحية بالذاتي للاحزاب والتنظيمات السياسية بدافع الحرص على الانتصار للموضوعي من المصالح الوطنية العليا للشعب اليمني.
ومعنى ذلك أن المعارضة الفاعلة قد وقعت أو أوقعتها بعض قياداتها الضعيفة الباحثة عن الانتصارات السهلة حتى ولو اقتضت المصلحة الانانية المتاجرة بمعاناة الجماهير وقضاياها الوطنية والقومية والاسلامية المقدسة على نحو يظهرها بمظاهر عدم الاتزان وعدم الاكتراث في مجابهة التحديات عن طريق اقدامها على تحدي الاقدار وركوب الاخطار وعدم اللجؤ إلى الأساليب والوسائل الانتهازية التي لا ترتقي إلى مستوى شرف الغايات ونبلها ومعنى ذلك ان هناك أوقات ذات اخطار وصعوبات استثنائية عارضة وطارئة تمر بها الشعوب والاوطان في مرحلة معينة من مراحل نضالاتها التاريخية تحتم وحدة الموقف ووحدة الارادة بين من هم في الحكم ومن هم في المعارضة تبدد فيها كل المخاوف على السلطة وكل المطامع في السلطة لتشكيل مقادير كافية عن الحذر واليقضة والقوة ولو إلى حين من الوقت تتبدد فيها المخاوف والاطماع وتستبدل فيها الرغبة في حب الحياة الواعدة بالمتعة واللذة برغبة الاستعداد للموت بما تنطوي عليه من الآلام الشاقة والتضحيات المؤلمة باعتبارها الخيار الصعب والبديل الشاق الذي يتقدم على غيره من الخيارات والبدائل السهلة والناعمة.
ولا اعتقد أن الشعب اليمني الصامد والصابر سوف يقبل الاستكانة واللامبالاة امام ما يعتمل في الافق من المخططات والمؤامرات الهادفة إلى زجه في بحر من الظلام وفي انفاق من القبور والكهوف المشتعلة بالنيران القاتلة.
بعد أن تعلم من تجاربه المريرة ان الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية افضل مما قبلها ومما بعدها من محاولات التمزيق والاستبداد المستند إلى عقول جامدة ورغبات هائجة ومصابة بمرض جنون العودة إلىالتشطير والاستبداد والاستعمار لان الحياة بدون الحرية والوحدة والعدالة والتقدم لعبة عبثية حية جامدة وقد تكون قاتلة لكل الامال الواعدة بالحركة والتغيير والتطور.
اقول ذلك وانا على ثقة بان القادة المستنيرين لاحزاب المعارضة يعلمون علم اليقين بأن المزايدة على رئيس الجمهورية وحزبه وحكومته تستوجب الحذر واليقظة وتوخي الدقة في اختيار القضايا الكبيرة بديلاً معقولاً للقضايا الصغيرة، واتخاذ اليسار التقدمي كبديل افضل من اليمين الرجعي المتخلف وهكذا اجد نفسي مضطراً إلى مصارحة ومكاشفة احزاب المعارضة بما يقترفونه من الاخطاء وأدعوهم مخلصاً وصادقاً إلى المزايدة على الاغلبية الحاكمة من زاوية الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والاستقلال والسيادة والامن والسلام الاجتماعي والرفاهية الاقتصادية والشرعية الانتخابية بدلاً من المزايدة عليه من زاوية التأييد المجنون للمتمردين الاماميين والفوضويين الانفصاليين والارهابيين القتلة والمطالبة بتدويل الحوار بحثاً عن تداول السلطة بأساليب غير ديمقراطية حوارية انقاذية كانت أو عن طريق اللجو إلى التدويل والمتاجرة بالمعاناة الشعبية فها هو حزب الاغلبية وحكومته التي خرجت منتصرة من مؤتمر لندن الواعد بالمساعدات الاقتصادية والامنية العديدة ما برح يتعامل مع الدعوة إلى الحوار بارادة ضعيفة اقرب إلى ارادة المهزوم والخائن من المجهول منها إلى ارادة المنتصر وشجاعته المعنوية العالية.
فلا تدفعوه بما تتظاهرون به من اللاءات والمطالب اللا معقولة واللا مقبولة ابداً.
إلى ردود فعل ديمقراطية مستقوية بما عبرت عنه وزيرة الخارجية الامريكية بقولها: أن على الذين يختلفون مع الحكومة اليمنية أن يكونوا مستعدين للاحتكام الى الصناديق الانتخابية فتكونون بذلك قد حرمتم انفسكم واحزابكم من تحقيق مكاسب سياسية ودستورية وقانونية كثيرة من باب الاستكانة لما في النفوس الممتلئة من الاطماع المعبرة عن جوع السلطة والثروة.
واذا كنتم تعلمون أن هناك بديلاً تضغطون به على حزب الاغلبية وحكومته يحول دون مضيه في تعديل الدستور والقانون منفرداً عبر ما لديه من اغلبية برلمانية ساحقة ما الذي يدعوكم إلى السكوت عليه وعدم تعريفه وتوضيحه للرأي العام فان للاستضعاف حدود ومسافات فاصلة يتحول فيها صاحب القوة إلى مستخدم لما لديه من الطاقات والامكانات المستكينة للضعف دون احساس بالحرج الناتج عما يحرص عليه على استحيا من عدم التجاهل المحرج لصاحب الاقلية الذي يحتاج اليه على قاعدة لزوم ما لايلزم، لأن عدم المرور بهذه القاعدة الخاطئة لن يحول دون استخدامه لحقه الدستوري والقانوني في تكيف الاصلاحات السياسية والانتخابية على ما لديه من المصلحة والمحاذير المستقبلة دون مخاوف.
وسيكون عليه فقط مراعاة استيعاب التوصيات التي وردت الاشارة اليها في تعزيز بعثة الاتحاد الاوروبي التي راقبت الانتخابات الرئاسية والمحلية الاخيرة فهو يمتلك من المشروعية الدستورية والقانونية ما يجعله قادراً على تجاهلكم وتجاوزكم في وليمته الحوارية المدوية بثمانية آلاف متحاور يمثلون وجوهاً بارزة ولامعة في حين أن وليمتكم الحوارية تحت مظلة الاقلية البرلمانية لا وزن لها ولا شرعية سوف تظل عبارة عن وثائق برنامجية نظرية عاجزة عن العبور من خلال المؤسسات الدستورية لتصبح جزءاً لا يتجزأ من مرجعياتنا الدستورية المقدسة ومنظومتنا القانونية النافذة مرتبطة بما يمكن احرازه في اقرب المحطات الانتخابية القادمة برلمانية كانت أو رئاسية أو محلية، وتلك خيارات صعبة وشاقة وطاردة للمشاركة لا تقودكم فقط سوى إلى الهروب تحت عبأة الحق السلبي في المقاطعة الانتخابية التي لا يعتمد عليها في المعايير الانتخابية الدولية النافذة في العالم.
اخلص من ذلك إلى القول أن الذين كانوا يختشوا اللوم من الساحة قد ماتوا وقد رحلوا ولم يتبق منهم سوى قلة قليلة من القيادات الميدانية العظيمة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|