عبدالقادر الشيباني - كواحد من الآباء اعتبر نفسي رغم كبر سني، مقصراً بعض الشيء نحو البنوة بالرغم من ان سبعين في المائة من حياتنا وتفكيرنا مشغولة نحوهم، بدءاً من الطفولة واليفاعة حتى الشباب.. باذلين من امكاناتنا ما استطعنا لكن «ما في اليد حيلة» خاصة امام خطوات التقدم العلمي فاذا خطا التقدم -بعلومه وتكنولوجياته- خطوة واحدة رافقته خطوتان من السلبيات الاجتماعية الحديثة. لان الهجمة الشرسة التي تعود بالسلبيات الفاحشة على ابنائنا اطغى من الايجابيات التي تنقلها لنا علوم العصر بكل تقنياته. فالاغراءات امام النشء الجديد ساحرة ابلغ من السحر نفسه لا من خلال انواع من المخدرات بل قل من خلال القنوات الفضائية من عبث الى حد الاصابة بالدكاك والصداع، ولا من خلال المسلسلات الجيدة او الرديئة ولا من خلال عبث الرقصات الممجوجة بل قل اكثر من الاعلانات التي تتكرر، ولا تبعث في نفوس الشباب إلاّ الغرائز، واصبح عدد من الشباب اللاهي ينصرفون الى القنوات المثيرة ولا يستفيدون بشيء يفيد علمياً وثقافياً. لهذا نتساءل دائماً ان لنا ان نضاعف من مسئولياتنا نحو ابنائنا، وبأية آلية نستطيع انَّى نشعرهم بمسئولياتهم الاسرية والوطنية، ففي غيبة اليقظة من الاب والام يسقط الابناء بسهولة في بؤر الفساد، والخطر الذي يتعرض له الابناء يصيب الامة لانه يستهدف مستقبلها وقدراتها التي تتمثل في شبابها، فهل تفيق بعض الامهات اللاتي تشغلهن امورهن الخاصة او وظائفهن عن رعاية اولادهن رعاية كاملة؟ في رأي احد المربين وهو مختار ابو النبايل، يقول: »يجب ان يخصص الآباء وقتاً يشرفون فيه على ابنائهم كل يوم لان كثيراً من الآباء تشغلهم اعمالهم وأمورهم الخاصة لايام بل ُقل لشهور دون ان يتفقدوا الابناء والبنات«. كما ان علينا نحن الآباء التعرف على مشاكل الابناء وعلى همومهم، وتفقد واجباتهم المدرسية ومساعدتهم على حلها واشعارهم بالمسئولية الملقاة على عاتقهم نحو انفسهم واهليهم وامتهم، كما يجب التأكد من نقاء وطهارة زملاء ابنائهم، واصدقائهم نظراً لقوة التأثير بين الاصدقاء بعضهم البعض، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: »المرء مرآة اخيه«. نعم - ما اشد حاجة الابن الى رعاية ابيه انها تعطيه قدرة على تجنب الاخطاء والسير في الدرب الصحيح. والنصيحة وهي نصيحة نبدؤها بأنفسنا نحن الآباء نحو الابناء هي ان يراقب كل اب وكل ام خطأ الاولاد، وان يتعلموا من نماذج التربية الاسلامية المثلى. والحقيقة كما يقول المربي ابو النبايل: »ان تربية الابناء تحتاج الى حكمة كبيرة، فتتوازن الرحمة مع الحزم، واللين مع القسوة، وقد قالوا قُبلة حانية على جبين الطفل تكسب في قلبه الدفء والحنان، فيحس بأنس الابوة، فكثيراً ما فعل الحنان الاعاجيب، فحول الضعف الى قوة والتردد الى اقبال والفشل الى نجاح، وبالمقابل فالابناء يحتاجون الى وقفات حازمة تصحح مسارهم وتنبههم من غفلاتهم وتحذيرهم من آثار الادمان على المشاهدات القنواتية الاّ ما يفيدهم في دراساتهم وعلومهم. |