عبدالله الصعفاني -
اعتبروه سؤالاً استنكارياً وليس استفهامياً.. أو اعتبروه جهلاً.. هل عندنا قانون ينظم استيراد وبيع مبيدات الآفات الزراعية واستيراد وبيع الدواء الآدمي.
- إذا كان عندنا قانون خاص بمثل هذا الأمر - وهذا ما لا أظنه - فهو قانون جبان يخفي نفسه نهاراً وليلاً صيفاً وشتاءً.. وإذا لم يكن عندنا قانون تحت هذا المسمى فلماذا لا تسارع وزارة الزراعة ووزارة الصحة وأهل البيئة والسكان الى إنجاز مشروع قانون تحت هذا المسمى والبدء بتحريك الخطوات التشريعية والتنفيذية اللازمة.
- مثل هذا القانون ضرورة ماسة لأنه يتصل بصحة أمة وحياة أجيال.. حيث تفتك الأمراض بالناس بهدوء قاتل لا يلمسه إلا من يتابع هذا الزحام على العيادات والمستشفيات الخاصة والعامة علاوة على حجوزات السفر إلى الخارج طلباً لعلاج أعضاء حيوية أنهكتها السموم الكيميائية الزراعية والأدوية الفاسدة والمهرّبة.
- إن كثيراً من خضرواتنا وفواكهنا صارت تحمل طعماً وشكلاً مغايراً لما تعارفه الناس قبل أن تتحول السموم المخصصة لقتل الحشرات ومعالجة الآفات إلى آفة بذاتها تطال الأكباد والكلى والدم وما تيسر من أعضاء حيوية بدون أن تعمل بكفاءة يقطع الناس خطوات أسرع باتجاه المرض والموت.
- وإن في الصيدليات ومخازن الأدوية أدوية ليست أدوية لأنها بصريح الكلام فاسدة.. محدودة التأثير العلاجي، إما لأنها مزيفة أو لأنها منتهية الصلاحية بفعل التقادم أو التخرين السيئ الذي يصاحب الأدوية المهرّبة عبر مناطق إما تطغى عليها الحرارة الشديدة كالمناطق الصحراوية أو تحيط بها رطوبة مياه البحار المالحة.
- الأعمار بيد الله نعم.. ونحن إما نوفي آجالنا صحيح.. ولكن من ينكر أن في كوكبنا من يعيشون أعماراً طويلة أو قصيرة وهم يتمتعون بالصحة والعافية بينما يعيش كثيرنا حياتهم في معاناة لا تنتهي مع الأمراض بسبب عدم تجنبهم الفاسد والمسموم من الغذاء والدواء كما يتجلى ذلك بوضوح في اليمن.
وقضية الحفاظ على صحة الناس بقوانين صارمة تتصل بملوثات الغذاء والدواء والبيئة ليست ترفاً وإنما ضرورة ترتبط بالشعب صحّة وإنتاجية وتسهم في موقع