الميثاق نت- جميل الجعدبي - خلافاً لاتهاماته الدائمة للحكومة بالفشل في حفظ الامن وتعقب وضبط عناصر إجرامية متهمة بقضايا جنائية بحته واعتباره أعمال التخريب انفلاتا امنيا ،طالب المجلس الأعلى لأحزاب المشترك(تحالف معارض في اليمن) بإيقاف الملاحقات الأمنية ضد عناصر لا يزال المشترك يصف أنشطتها بالحراك السلمي، في وقت تضاعف أجهزة الأمن جهودها في بعض المناطق التي شهدت أعمال شغب للتصدي للعناصر الخارجة عن النظام والقانون وملاحقة ما تبقى من مرتكبي الأعمال التخريبية التي سعت إلى إقلاق السكينة العامة من خلال قيامها بأعمال التقطع والنهب وإحراق المحلات التجارية والعبث بممتلكات الدولة.
وعلى النقيض من اشتراطات أحزاب المشترك الدائمة بتهيئة المناخ السياسي لإجراء أي حوار مع الحزب الحاكم حول مختلف القضايا ، دعا المشترك - في بيان له أمس السبت -قياداته الحزبية ومنظماته المدنية ومن وصفهم بـ" القوى الوطنية" إلى إقامة اعتصامات احتجاجية للتنديد بما وصفه بـ(العنف والتحذير من عواقبه الوخيمة) دونما إشارة ما اذا كانت تلك الفعاليات الاحتجاجية المرتقبة ستقام تحت سقف القانون والدستور وتحت راية الوحدة الوطنية أم ان سقفها سيتسع لاحتضان رايات أجنبية متعددة وشعارات تشطيرية ..! كما لم يعرف بعد ماذا كانت السلطات المحلية تلقت طلبات من المشترك بالحصول على تراخيص للفعاليات الاحتجاجية المزمع اقامتها.
وجاء بيان المشترك بعد أكثر من نصف شهر من إيقاف المواجهات العسكرية في صعده وبدء خطوات إحلال السلام هناك بصعوبة، كما جاء بيان المشترك المتجه نحو التصعيد بعد ساعات قليلة من إزالة رايات تشطيرية وشعارات انفصالها من سطوح منازل بعض قيادات ما بات يعرف بالحراك في بعض المحافظات الجنوبية واستبدالها برايات الجمهورية اليمنية.
ويرى مراقبون "حراك" المشترك ولجنته الحوارية المزمع إقامته محاولة ابتزاز أخيرة للسلطة باعتبار قضيتي " التمرد الحوثي، والحراك التخريبي " ورقتي ضغط على السلطة يحاول المشترك من خلالهما تحقيق مكاسب آنية ومصالح حزبية ضيقة، معتبرينها بادرة إغاثة لإنقاذ ميلشيا التخريب من يد العدالة، وبما يبقيها مشروعا قابلا للاستثمار السياسي من وقت لآخر ، فيما اعتبرها اخرين محاولة جادة من المشترك جاءت في وقتها لاحتواء كافة فصائل مابات يعرف بالحراك وتبنى قضاياهم ذات الطابع الحقوقي المطلبي تحت سقف الوحدة الوطنية ولو لم يعلن ذلك.
وتجاهل بيان المشترك عشرات الضحايا من أفراد الأمن والمواطنين وصغار التجار الذين استشهدوا خلال الأسابيع الماضية في اعتداءات متفرقة لعناصر مسلحة تخريبية في بعض مناطق بعض المحافظات الجنوبية، كما لم يعبر بيان المشترك عن إدانته للدعوات الانفصالية الصريحة ورفع رايات شطرية .
وفي هذا الصدد عبر الدكتور /عبد الملك التهامي عن تفاجئه بمضمون بيان المشترك في هذا التوقيت منتقدا بشدة تجاهلهم للمؤامرات التي تحاك ضد اليمن ،وتجاهلهم كذلك لأعمال التخريب والتدمير والنهب الذي يمارسه ماوصفه بـ(الحراك العبثي )في بعض المحافظات .
ونصح في مقال له أحزاب المشترك بعدم صب الزيت على النار، كما دعاهم للتخلي عن أساليب المراوغة والشد والجذب مع السلطة .
وقال الدكتور التهامي تعقيباً على بيان المشترك:" كنت أتمنى من المشترك بما يضمه من عتاولة السياسة والفكر والتنوير أن يكون لهم وقفة جادة من الوحدة اليمنية، وأن يهبوا جميعاً من كل شوارع الوطن لدعم الوحدة والدفاع عنها وبما يُعري فشل السلطة حسب تعبيرهم ".
مشيراً إلى أنهم بمثل هذه المواقف اثبتوا غبائهم السياسي " بدءاً من موقفهم من تمرد الحوثي ومروراً بالحراك العبثي ،ويعلم الله أين ينتهي بهم المطاف
|