|
|
|
الميثاق نت/ تغطية: توفيق الشرعبي- بليغ الحطابي- علي الشعباني - في إطار سلسلة الندوات والحلقات النقاشية الأسبوعية التي تعقد لمناقشة القضايا والموضوعات الوطنية المثارة في اليمن..استضافت "الميثاق" يوم الجمعة الماضية شخصيتين بارزتين هما عضوا مجلس النواب للدائرتين الانتخابيتين(280) مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران و(272) مديرية برط والمراشي محافظة الجوف..
للحديث عن "ماذا بعد قرار إيقاف العمليات العسكرية"؟؟
وكون مناطقهم كانت مسرحاً لمواجهات شديدة مع المتمردين الحوثيين فقد استشرفت "الميثاق" الآفاق المستقبلية لهذا القرار وتوقعاتهم لعودة السلام والحياة إلى طبيعتها في المناطق التي طالتها الأيادي الآثمة.. فإلى هذه الحصيلة:
- النائب أحمد قبوع: شكراً لصحيفة »الميثاق« على استضافتها لنا في هذه الندوة.. أما ما يتعلق بقرار رئيس الجمهورية بإيقاف الحرب، فنحن متفائلون كثيراً بهذا القرار وقد استقبلته الأوساط الشعبية بالترحاب والحفاوة خاصة أبناء محافظة الجوف وبالأخص في المديريات التي جرت فيها مواجهات مع المتمردين »قبيلتا الشولان وآل صقرة« وتلك المواجهات توقفت بعد صدور القرار وإن بشكل متأخر.. واللجنة المشرفة على تنفيذ النقاط الست متواجدة حالياً بالمحافظة.. لكن المشكلة الآن تكمن في النزاع أو الاقتتال القائم بين قبيلتي الشولان وهمدان الذي يذهب ضحيته العديد من أبناء القبيلتين، ونبذل جهوداً لحل هذا الخلاف وقد تواصلنا مع عدة جهات، وكانت المواجهات مع المتمردين الحوثيين هي من أثارت تلك المشكلة بين القبيلتين وخرق الصلح أو الاتفاق الذي كان بينهما..
مشاكل جديدة
أما المشكلة الأخرى وهي مشكلة النقاط التي تم استحداثها في أكثر من منطقة بالمحافظة، فمثلاً في مديرية برط وقبل صدور قرار إيقاف العمليات العسكرية وأثناء المواجهات مع المتمردين لم يكن هناك سوى نقطة واحدة للحوثيين وأخريتين في حزم الجوف في الطريق من منطقتي الزاهر والحاضن التي كان يتمركز فيهما الحوثيون، لكن وبعد أن تم فتح طريق حرف سفيان برط زاد عدد النقاط، فقد وصلت الآن الى منطقة النيل خاصة بعدما تم تكليف وإرسال جيش شعبي برئاسة اللواء عبدالله دارس للحماية والتصدي للمتمردين، لكنه للأسف لم يقم بدوره المطلوب.. بل على العكس زاد من معاناة المواطنين، فمثلاً مهمته كانت التمركز في منطقة المدان لكنه انتشر على طول الطرقات في شكل نقاط تفتيش وأصبحنا لا نعرف من يتبع الدولة ومن يتبع المتمردين.. لكن طالما وأن الدولة هي من تموّل فلا أحد يعبأ بأي شيء.. المهم أن المصالح ثابتة والتمويل مستمر، وما أريد الوصول اليه أن الجيش الشعبي يعقد الأمور وصار مشكلة.
طريق السلام
{ الميثاق: هل الأوضاع حالياً بمحافظة الجوف تلوّح بالسلام وإعادة الأمور الى طبيعتها أم إلى حرب سابعة لا قدر الله؟
- النائب قبّوع: نحن نتفاءل بالخير، وإن شاء الله السلام قادم طالما أن الدولة تركز على هذا المبدأ وعلى رأسها القيادة السياسية، والخيرون من أبناء الشعب.. لكن على الدولة أن تدرك حجم المشاكل التي تعيشها الجوف حالياً والمتمثلة في التقطعات والنقاط وغيرها.. لذا على الدولة أن تتنبه لهذا كون المرحلة القادمة هي الأساس ، فهي عملية بناء وإعمار ونهوض شامل خاصة في المناطق والمحافظات التي شهدت أحداث الفتنة التخريبية.. فمثلاً عملية التعويضات والإعمار في الجوف يجب أن تسند لأناس وطنيين أكفاء.
{ الميثاق: بالنسبة لنقاط المتمردين.. هل تم رفعها بالكامل؟
- النائب قبّوع: نعم البعض تم رفعها، لكن استحدثت نقاط كثيرة ما كنا نعرفها ولم تكن موجودة.
{ الميثاق: يعني أن الناس الموجودين الآن يبحثون عن مصالح؟
- النائب قبوع: نعم عن مصالح شخصية .. وبعضهم في الدولة.
{ الميثاق: في مثل هذه الأوضاع ما دور أعضاء مجلس النواب والشخصيات الاجتماعية والعقلاء في المحافظة؟
- النائب قبوع: بالنسبة لنا كأعضاء مجلس نواب نعمل على إيجاد الأمن والسكينة العامة وإرشاد الناس .. وندعوهم الى التفاؤل والحفاظ على مناطقهم والعمل على إيجاد المشاريع والخدمات التنموية.
استراحة محارب
{ الميثاق: يتردد أن المتمردين قبلوا بالشروط الستة حتى يتمكنوا من إعادة ترتيب أوضاعهم.. فما رأيكم في ذلك من واقع أوضاع الجوف؟
- النائب قبوع: بالنسبة لنا في الجوف لا نستطيع أن نميّز لأن الحابل اختلط بالنابل، فالطرقات فُـتحت والنقاط كثرت ولم نعد نعرف هل هم من الحوثيين أم من المواطنين.. أما بالنسبة للقيادات الحوثية فلا نراهم أبداً.. لكن لديهم عناصر متحركة دائماً.. وبصراحة: وصلتني أخبار مؤكدة أنهم يعدون العدة، وهناك في جبال منطقة النيل في برط تتمركز عناصر تمرد يقومون بحفر خنادق في تلك الجبال، خاصة وأن المحافظة شهدت خلال الايام الماضية بعد قرار إيقاف الحرب دخول عشرات العناصر غير المعروفة بالمنطقة.
البداية من برط..
{ الميثاق: مديرية برط هل يمكن أن تبقى بعيدة عن الحرب؟
{ النائب قبوع: برط.. لم تدخل الحرب لكن الآن أؤكد لكم إذا نشبت حرب سابعة لا قدر الله فإنها ستبدأ من برط.
{ الميثاق: لماذا..؟
- النائب قبوع: لأن المتمردين الآن يتجمعون هناك ويتمركزون في الجبال التي حولها.. ثم أن الذي واجهه المتمردون في هذه المنطقة ليس بالقليل ومن قبل كان الموجودون يعدون بالأصابع، لكن الآن دخلت عناصر وأشخاص لم نعرفهم من قبل عندما زار »يوسف المداني« المنطقة بعد قرار إيقاف الحرب بمرافقة ما يزيد عن 20 سيارة .. كما أن الطريق من برط الى حرف سفيان لاتزال مليئة بالعناصر الحوثية.
إهمال صحي
{ الميثاق: ماذا بالنسبة لمستشفى برط.. هل تم حل مشكلته؟
- النائب قبوع: لم تحل مشكلته.. ثم أن البلاغ حوله كان كاذباً، وكانت عملية ضربه استهدافاً للدولة وليس للحوثي.. لأن المستشفى فيه معدات وأجهزة حديثة بعضها لم تركّب تقدر بنحو (360) مليوناً.. المستشفى توقف عنه الدعم من الأدوية والمستلزمات الأخرى من شهر رمضان الماضي من قبل وزارة الصحة ولديها علم بذلك وبعد أربعة أشهر استهدف بالطيران ولا يوجد فيه سوى الحراس ودكتور واحد فقط ودمّر كاملاً.
{ الميثاق: إذاً.. كأعضاء مجلس نواب كيف تعدون للسلام؟
- النائب قبوع: لو يعمل الناس (المسؤولون) بجد وإخلاص وأمانة فسيعم السلام.. لأن المتمردين ليس لديهم أي مطالب..
استغلال الشباب
{ الميثاق: هل تعتقد أن الحوثيين يجندون شباباً الآن أو توجد لديهم؟
- النائب قبوع: لا يوجد بالنسبة لمنطقتنا.. لكن هناك أناس أصبحت لديهم مطالب.. فترى شباباً يطالبون بالتوظيف أو يواجهون عراقيل في أية وزارة أو مصلحة فيلجأون إلى العنف.. فمثلاً المشكلة التي حدثت الاسبوع الماضي أمام وزارة النفط.. عندما حضر (9) أشخاص لديهم توجيهات وأوامر ولديهم موعد مع نائب الوزير وهم يتلقون وعوداً من عام 2002م بغرض توظيفهم وقد باعوا كل ما يملكون من أجل ذلك.. وفي الأخير اعتقلهم الأمن من أمام بوابة الوزارة.. رغم أن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح قال »اتركوا السلاح.. اتركوا القبيلة.. توجهوا للتعليم« وقد استجاب ابناء الجوف لذلك، لكن عندما جاءوا يطالبون بالوظائف وحقوقهم تم اعتقالهم.
معاناة النازحين
{ الميثاق: ماذا عن قضية النازحين والمتضررين جراء أحداث الفتنة بالجوف؟
- النائب قبوع: لدينا ملف بهذا ومشكلتهم أكبر مما تتوقعون.. لكن عندنا عادات .. أقف مع النازح ولو على حساب لقمة عيشي.. أما بالنسبة للقائمين على هذه المسألة فلم يصلوا إلينا، ولم يقدموا إلى الآن أي شيء ولدينا أكثر من (16) ألف أسرة من آل سالم بصعدة ومن مديرية حرف سفيان ومن مدينة صعدة ومن برط ومناطق أخرى بالجوف.
{ الميثاق: ماذا عن عودتهم إلى قراهم؟
- النائب قبوع: نحن نعد لذلك عبر برنامج لكن بعد أن تقوم الدولة والجهات المسؤولة بتأمين الطرقات والمنازل.
{ الميثاق: إلى أين وصلت اللجان المكلفة بتنفيذ قرار إيقاف إطلاق النار؟
- النائب قبوع: لست عضواً في اللجنة، لكن لدينا تواصلاً مستمراً معهم وهم الآن موجودون في المحافظة ولكن لم تقم بأية خطوة سوى رفع بعض النقاط، وتأمين الطرقات والنزول من بعض المواقع.
جيش شعبي فقط
{ الميثاق: ماذا بالنسبة للجيش هل عاد للتمركز في المواقع التي أخلاها المتمردون؟
- النائب قبوع: قلت سابقاً أنه لا يوجد جيش حكومي سوى (1200) شخص من أبناء الجوف مع اللواء عبدالله دارس على أساس أن يحموا مناطقهم وقراهم لإيصال المواد الغذائية والتموينية للمحافظة، لكنهم قاموا بعمل نقاط تفتيش في الطرقات.. والآن أصبحت مشكلة كبيرة بين قبيلة ذو محمد، فمن ينصبون النقاط إما لهم مطالب لدى الدولة أو لدى عبدالله دارس.
{ الميثاق: هل تتوقعون نشوب حرب سابعة لاسمح الله؟
- النائب قبوع: نحن متخوفون من هذا، لكننا متفائلون وإن شاء الله لن يحدث ذلك.. وأؤكد أنه إذا حدثت حرب أخرى فإنها ستبدأ من الجوف.
{ الميثاق: ما الحلول والمعالجات من وجهة نظركم؟
- النائب قبوع: أولاً ان يقوم المسؤولون على المحافظة بإعطاء كل ذي حق حقه سواءً من مشاريع أو حقوق وظيفية أوغيرها من الاشياء المعتمدة والتي هي الآن موجودة.. ثانياً: تدخل الدولة لحل مشكلة الثارات وتكليف عناصر وطنية لحلها.. وإذا ما تم ذلك فإن الجوف ستصبح أأمن منطقة أو محافظة.. ثم اعتقد وهذا رأي شخصي أن أنسب شخص وقيادي حكومي مخلص يعالج كل قضايا الجوف هو الشيخ صادق أمين أبوراس نائب رئىس الوزراء فهذا الرجل وطني غيور ومحبوب لدى قبائل الجوف جميعها وما يصدر عنه لايمكن أن يُرد.. وأيضاً هناك مشكلة أخرى هي أن أبناء الجوف يتخوفون من القادم خاصة وأن المتمردين الحوثيين ويسعون وراء مصالحهم بينما أنا وابن عمي أو أخي سنظل متخوفين من ذلك.. ونحن في الجوف نعاني من هذا.. والحوثي يعمل على استغلال مشكلة الثأر.
عبور القاعدة..
{ الميثاق: وماذا عن حصر الأضرار في المناطق المتضررة؟
- النائب قبوع: لا توجد أضرار كبيرة بالنسبة لمديرية برط، إلا (4) منازل، وأيضاً المستشفى الذي دمر تدميراً كاملاً.. ومنازل أخرى تضررت بشكل بسيط.. وما نخشاه أن يكون أبناء المحافظة عرضة للخداع والدجل من قبل الحوثي خاصة وأن الشباب والرياضة لدينا مهمشة .. التربية أيضاً 50٪، والبطالة التي جعلت الناس يتقطعون وينصبون نقاط تفتيش هنا أو هناك، وإقلاق الأمن والسكينة العامة، رغم أن الجوف غني بثرواته وأبنائه، فلو أدخلت الدولة ثلاث شركات استثمارية مثلاً لوظفت جميع أبناء المحافظة من العاطلين فيها وبعدها لن تكون هناك أية مشكلة.
{ الميثاق: ماذا عن تواجد تنظيم القاعدة في الجوف؟
- النائب قبوع: صحيح الجوف مجاورة للمملكة العربية السعودية.. ومن الجهة الشرقية للمحافظة هناك ممرات لتنظيم القاعدة كمنطقة عبور وليسوا متواجدين فيها، لكن على الدولة أن تنتبه لتلك المناطق وتهتم بها خاصة ما بين الجوف وصعدة وشبوة، كونها مناطق صحراوية.
»الميثاق«: نرحب بك ونريدك أن تطلع القارئ على الوضع في حرف سفيان وماذا بعد قرار إيقاف إطلاق النار؟
- النائب صغير عزيز: شكراً على استضافتكم لنا في هذه الندوة للحديث عن ماذا بعد قرار إيقاف العمليات العسكرية في صعدة وحرف سفيان.. وهذا سؤال مهم والإجابة عليه أهم.. يعني إذا كان من أجل الأمن والاستقرار وإحلال السلام.. أو بمعنى استبدال ثقافة الحرب بثقافة السلام والأمن والاستقرار.. الحقيقة القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية تهدف إلى هذا بل هو منطقها الوحيد والأوحد لعموم البلاد.. فالرئىس دائماً صاحب السلام وصاحب المبادرة بالعفو.. صاحب قلب كبير يتسع للكل للغث والسمين.. للصالح والطالح من أجل يمن موحد.. يمن مستقر.. يمن يسعى إلى الرخاء والسكينة العامة.. لكن لابد ما يشوب كل المراحل منغصات كفتنة التمرد أو الأحداث في بعض المناطق الجنوبية أو المكايدة السياسية وهكذا.. لكن الحق دائماً منتصر.. والحق إن شاء الله مع اليمن وأمنها واستقرارها..
وطن الجميع
{ ماذا بعد وقف إطلاق النار..؟!
- النائب صغير عزيز: من المفترض أن يُطرح السؤال على اليمنيين بشكل عام وخاصة الأحزاب والتنظيمات السياسية والجمعيات والمنظمات الجماهيرية والمدنية.. اليمن يمن الجميع.. ليس يمن فئة بعينها أو حزب أو يمن علي عبدالله صالح.. فأمن بلادنا واستقرارها مهمتنا جميعاً دون استثناء.. والمفروض ان الجميع يعرف أن وحدة وأمن واستقرار اليمن وتنميته خطوط حمراء لا يجب تجاوزها من أجل مصالح ذاتية ضيقة حزبية أو فئوية.. والحفاظ عليها مسئوليتنا جميعاً، فمصلحة الوطن العليا يجب أن تبقى فوق كل المصالح..
ثقافة السلام
{ ماذا بعد قرار وقف الحرب؟
- النائب صغير عزيز: من المفترض أن نسعى جميعاً من أجل نشر ثقافة السلام، وانتزاع ثقافة الحقد والحرب والاقتتال، والاتجاه صوب البناء والتعمير وإعادة ما تم تخريبه وتدميره في صعدة وسفيان والمناطق المجاورة الأخرى في المديريات أو المحافظات لابد أن نسعى جميعاً جادين مع الجهات الحكومية لإعادة وإحلال السلام..
ومن وجهة نظري على الحكومة أولاً إعداد خطة شاملة وكاملة تشمل استتباب الأمن في كل المديريات ونشر الوعي الوطني وتنمية روح الانتماء لهذا الوطن من خلال السعي للمحافظة على أمنه واستقراره..
لأن الجهل مخيم في أغلب المناطق.. وقد تم استغلاله بشكل كبير وخبيث لإشعال تلك الفتنة.. وكذبوا على الناس.. غرروا ودجلوا عليهم.. حتى جعلوا بعض الأشخاص كعبيد لديهم ويقدسونهم، فيما لاتقديس إلاّ لله عز وجل.. ثم لهذا الوطن.. لكن عن طريق ممارسة الخداع والدجل غرروا على معظم الناس باسم الدين حتى أدخلوهم في صراع ومواجهات مع الوطن والمواطنين مقابل بقاء »سيدهم«.. حتى أصبحت لدى الجهلاء ثقافة مرسخة.. لكن بتعاون الجميع وبخطة حكومية كاملة وشاملة مع توفير الدعم اللازم لها والوقت المتاح لتنفيذها أؤكد أن بالإمكان ان ننجح في تجاوز هذه الفترة العصيبة أفضل مما مضى ومما عليه الحال الآن يحتاج إلى توعية وإرشاد وعمل وطني فاعل وصادق.. يجعل من المواطن يحب وطنه ويذود عنه في أية محنة أو ظرف.. والعمل في هذا الحال لابد أن يكون مشتركاً بدلاً من المكايدات والمماحكات وحب الذات.. وأن نجعل جميعنا هدفنا واحد هو وطن آمن مستقر ومزدهر.. عبر عمل جاد من الجميع نحو ذلك.. وأنا متأكد أنه سيثمر في أشهر..
خروقات
{ الميثاق: يلاحظ أن هناك خروقات كبيرة من المتمردين وخاصة في سفيان.. كيف ترون مستقبل قرار وقف إطلاق النار..؟!
- النائب الصغير: الخروقات موجودة وقد تكون نوايا الحوثي وأتباعه للإعداد لحرب جديدة.. وهذا احتمال كبير.. ولم يقبلوا بالنقاط الست إلاّ لأغراض في نفوسهم.. لكن هل نعطيهم الفرصة.. لا.. فالقيادة السياسية وجهت بإيقاف اطلاق النار.. لذا لابد أن نبدأ بالعمل الجاد لنشر وعي ثقافي وطني..
فما الذي عمله المتمرد الحوثي..؟! غرر على الناس ومارس نشاطاً فكرياً خاطئاً من خلال عناصره المتمرّسة في التطليس والدجل والكذب..
ولعدم وجود ثقافة وطنية حقيقية لدى المواطن، من السهل خداعه لذلك انتشر هذا الفكر كما تنتشر النار في الهشيم.. لذا ينبغي أن يسير العمل في اتجاهين الأول العمل من أجل استتباب الأمن والسكينة العامة في نفوس المواطنين، والثاني العمل الثقافي الوطني والفكر المعتدل..
جهود مبشرة
{ الميثاق: باعتباركم عضو اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاق.. إلى أين وصلتم في حرف سفيان؟!
- النائب صغير: في سفيان ربما قطعت اللجنة شوطاً لا بأس به.. فقد تم النزول من المواقع والجبال التي كانوا يتمترسون فيها.. والطريق الرئىس مفتوحة.. لكن هناك وجود لبعض العناصر الحوثية على جوانب الطرقات.. ولدينا أمل في أن تختفي كلما استتب الأمن ووجدت نوايا صادقة للسلام وكلما عرف بعض المغرر بهم أنهم على خطأ ويمكن أن يعودوا إلى حالتهم الطبيعية الصحيحة.. لأن هناك أشخاصاً تشرَّبوا ذلك الفكر الضال ولم يعد ينفع معهم إلاّ القتل.. ولايمكن أن يعودوا إلى صوابهم.. والحقيقة أنه في سفيان كلما مرت الأيام كلما بدأت بعض المظاهر الحوثية تتلاشى.. ولدينا أمل كبير في عودة الحياة إلى طبيعتها..
لا تعاون..
{ الميثاق: ماذا عن التعاون مع اللجنة من قبل المتمردين لتنفيذ القرار؟
- النائب صغير: لايوجد هناك تعاون.. هناك تعاون من أبناء المنطقة الذين ذاقوا مرارة الحرب بالنزوح والتشرد ونهب منازلهم وتدميرها من قبل المتمردين بسبب تعاونهم مع الدولة وعدم انصياعهم لهم.. هناك احساس لدى المواطن في سفيان أن أمن واستقرار منطقتهم ومديريتهم تهمهم أكثر مما تهم الدولة أو أي شخص آخر.. وبالتالي وجدوا أنفسهم في واقع أنه لابد من ان يتعاونوا مع الدولة لترسيخ الأمن والاستقرار..
أما المتعاونون مع الحوثي فلايتجاوزون الـ(150) في قبيلة طويلة عريضة تمتد من مديرية ذيبين إلى بكيل المير في محافظة حجة ومحاددة محافظتي »الجوف وصعدة« لو أن الناس تعاونوا لتخلصوا منهم ولكن هناك تباينات في الرأي وتخاذلاً واطماعاً لدى البعض.. أما الآن بدأ الجميع يعرفون ان منطقتهم وأمنها واستقرارها تهم الناس كلهم وبدأوا يتعاونون ويتعاملون على هذا الأساس..
{ »الميثاق«: يقال ان الحوثيين اليوم يستغلون فرصة الهدنة لتجميع الأسلحة وتخزين المؤن.. ما صحة ذلك؟
- النائب صغير: هذا الكلام وارد، ونحن من جانبنا كأبناء منطقة ومديرية نعمل إن شاء الله جادين ومجتهدين من أجل ألا تعود الحرب إلى منطقتنا أو أية منطقة أخرى فأبناء المديرية الأوفياء والوطنيين حريصون على أمن واستقرار منطقتهم..
تباطؤ
{ الميثاق: الذي علمناه أنه مُدّد للجان الوطنية لإيقاف اطلاق النار إلى 12 مارس للإشراف على تنفيذ الشروط الستة.. هل يمكنهم ذلك؟
- النائب صغير: لا.. فلم يتجاوزوا حتى الآن البند الأول..
{ »الميثاق«: ما الأسباب؟
- النائب صغير: تباطؤ من قبل مندوبي الحوثي، وبالنسبة لي اعرف أنهم تكبدوا في هذه الحرب أفدح الخسائر أكثر من الحروب السابقة كلها، وبالتالي يعتبرون اضعف من أي حرب مضت.. وأعزو تباطؤهم لسببين الأول انهم يريدون الظهور بأنهم مازالوا أقوياء وموجودين حتى وإن تم السلام وتم الصلح إن شاء الله، يكون لهم وجود بحيث يحافظون على ما تبقى لديهم..
والسبب الثاني أنهم ربما يخادعون لكسب الوقت من أجل الإعداد لحرب جديدة وتخزين مؤن وذخائر وعتاد ويعدون شباباً مغرراً بهم جدداً لأن كل مقاتليهم الذين كانوا عقائديين انتهوا وهذا مؤكد بإحصائية موجودة دقيقة .. ولكن لابد من أخذ الاحتياط مقابل تحركاتهم.
{ الميثاق: هل سيستمر هذا البرنامج إلى مالا نهاية؟
- النائب صغير: في رأيي الشخصي مادمنا أوقفنا الحرب ولو تطول المدة ما فيش مشكلة أبداً، ولكن بحزم فمن ترك الحزم في وقته ندم كما يقول المثل..
يعني اللجان مع تقديري واحترامي لجهودهم المبذولة وعملهم الجبار وتعبهم إلا أنه كان هناك تساهل في البداية كي نعطي الناس فرصة على أساس تعود الأمور إلى ما كانت عليه لكن هذه كانت غلطة لأن الحوثيين بعد وقف اطلاق النار كانوا خاضعين ومستعدين لأي شيء فوجدوا من الأخوة في اللجان تساهلاً اعطاهم فرصة استغلوها وبدأوا يفرضون شروطاً وأموراً ليست موجودة في البنود الستة وآلية تنفيذها لأنه من ضمن آلية التنفيذ الالتزام بالبنود الستة وبالدستور والقانون وهذامرجع الجميع وكافٍ بدون الشروط، وأعتقد أن لا مشكلة لو استغرق التنفيذ فترة يواكبه العمل من قبل الحكومة لترسيخ الأمن ونشر الوعي المعتدل الوطني ولدى الدولة إمكانات وقدرات أكبر وتستطيع أن تعمل مضاعف ما يعمله الحوثي.
{ الميثاق: هل لهم شروط؟
- النائب صغير: لا.. وماتم الاتفاق عليه هو المعروف عند الناس.. فالبنود الستة وافق عليها الحوثي والدولة ليس عليها أي شروط مقابل ذلك إلاّ وقف إطلاق النار.. ومتى التزم المواطن بالدستور والقانون فهو في الطريق الصحيح.
تواجد أمني
{ الميثاق: فخامة رئيس الجمهورية التقى بقيادة الأمن المركزي والجنود على أساس توريعهم الى صعدة.. هل هناك ثمة أمل للأمن والاستقرار بذلك؟
- النائب صغير: كل المديريات بما فيها سفيان سيكون فيها تواجد أمني.. وكلمة فخامة الرئىس كانت صادقة ونابعة من القلب لأولئك المقاتلين من أجل خدمة المواطن وليس ترويعه..
{ الميثاق: كم تبقى في منطقة سفيان من مشاكل؟
- النائب صغير: ليس كثيراً وأهم مشكلة هي النازحون الذين لم يُسمح لهم حتى الآن بالعودة الى بيوتهم خوفاً من اندلاع قتال في بعض المناطق التي مازال فيها توتر، لكن إن شاء الله مع الوقت سنعمل على إصلاح ذلك.
{ الميثاق: بصراحة الآن الذين كانوا يتعاونون مع الدولة يفضلون الجلوس في المدن أو نازحين خوفاً من تصفيتهم .. كيف تصفون لنا هذا الوضع خاصة أن بعض القيادات الحوثية تمتلك سيارات وأولئك المتعاونون عادوا الى بيوتهم واصبحوا يتوارون خلف الأبواب؟
- النائب صغير: البيت والمال والعرض اذا استشهد من أجلهن الإنسان.. فهو الى الجنة والرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: »من مات دون ماله أو عرضه فهو شهيد« نحن وبتعاون الرجال الوطنيين والعقلاء دعونا إلى عدة اجتماعات كان آخرها في منزلي واتفقنا على ضرورة عودة كل الناس إلى بيوتهم بدون أن يُعتدى على أحد، فإن حدث ذلك فنحن قبل أن نرجع الى الدولة- والدولة هي مرجعنا جميعنا -سنتعاون من أجل أن يعود هذا الشخص الى بيته بأمان.. وأنا واثق كل الثقة أن الدولة لن تتقاعس من أجل حماية مواطنيها وبالأخص من هو في صف الدستور والقانون.
{ الميثاق: هل بدأتم بحصر الأضرار؟
- النائب صغير: لا.. هذا عمل لاحق إلى بعد تنفيذ البنود الستة.
{ الميثاق: وكذلك القتلى والجرحى؟
- النائب صغير: بالنسبة لمن هم متعاونون مع الدولة .. فهي لن تقصر أبداً معهم، وكذلك من هم في الجانب الآخر انا متأكد أنه إذا عرض الموضوع على الدولة فإنها لن تقصر معهم، فالكل يمنيون..
{ »الميثاق«: هل الطريق الآن مفتوحة إلى صعدة؟
- النائب صغير: نعم ولا يشوبها أي شائب.
{ »الميثاق«: والطلاب هل سيعودون إلى مدارسهم؟
- النائب صغير: هذه هي مشكلتنا الآن، فالعام الدراسي في آخره واجتمعنا مع الأخوة في المديرية وخاصة المجلس المحلي والتنفيذي واتفقنا على أن نلتقي بالأخ المحافظ وهو من الرجال المتعاونين على أساس أن يبدأ العام الدراسي من هذا الشهر ويتم اعطاء الطلاب فرصة لاستكمال المنهج الدراسي خلال العطلة الصيفية.
جهود مستمرة
{ »الميثاق«: الصورة تتضح وهي كما يبدو ملبدة بالمخاوف.. ما خطتكم القادمة لما بعد هذا الوضع بصفتكم عضواً في اللجنة وشيخاً قبلياً وعضو مجلس نواب وكمقاتل؟
- النائب صغير : أولاً أنا كعضو في اللجنة المكونة من الرجال الوطنيين الذين لهم دور وطني كبير سنواصل إن شاء الله عملنا من أجل تنفيذ الشروط الستة ومهما واجهنا من عوائق سنعمل على إزالتها.. وكشيخ طبعاً أنا لست أبرز المشائخ في المديرية وإنما أمثلهم في مجلس النواب، فهناك مشائخ أكبر مني، وأعرف مني في المديرية، وسأعمل بالنسبة لي كعضو في مجلس النواب على أن تعود الأمور الى ما كانت عليه سابقاً قبل الحرب من أجل الأمن والاستقرار في المنطقة وسلامة أبنائها وتنميتها وإن شاء الله لن نخيب أبداً بإذن الله تعالى خاصة وأن نوايا القيادة السياسية معنا صادقة وتعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار والحفاظ على السكينة العامة.
{ »الميثاق«: هل ممكن أن تطلعنا على ما اتفقتم عليه أنتم ومشائخ سفيان في منزلك؟
- النائب صغير: إن شاء الله في يوم لاحق ستعرف ذلك..
أضرار
{ »الميثاق«: حرف سفيان كانت من أشرس الجبهات .. ما حجم الدمار والأضرار فيها؟
- النائب صغير: الأضرار تنحصر في مدينة الحرف وبعض القرى المجاورة لها وأما في بعض المناطق الأخرى فكانت الأضرار بسيطة وبالنسبة للعمشية كان القتال في مناطق جبلية خالية من السكان، وحاولنا بقدر الاستطاعة أن ننقله الى مناطق خالية من القرى والسكان من أجل سلامة المواطن.
{ »الميثاق«: ما ضمانات عدم عودة القتال .. خاصة وان المشكلة تؤرق الجميع؟
- النائب صغير: الضمان هو نشر الوعي وان تقوم الحكومة بدورها في حزم الأمور الأمر الذي سيخفف وربما ينهي هذه المشكلة.
{ الميثاق: سفيان بحاجة إلى إعمار كامل .. هل لديكم رؤية لما يتطلب ذلك؟
- النائب صغير: الحكومة أعدت بعد الحرب الخامسة خطة كانت جيدة، وعملت في صعدة بشكل ممتاز، وكذلك في حرف سفيان وكانوا قد بدأوا في إعادة الإعمار، ونحن نتطلع فقط الى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ما بعد الحرب الخامسة من أجل الاعمار ولكن شخصياً أرى أن لا يتم البدء بالإعمار حتى نتأكد من التزام المتمردين بالدستور والقانون والا ما الفائدة؟.
{ »الميثاق«: يقال بأن مواطنين أخذوا الاموال التي صرفت لهم من الدولة لإعادة الإعمار والتعويضات واشتروا بها سلحة للمتمردين.. ما تعليقكم؟
- النائب صغير: صحيح .. وهذا كان بعد الحرب الاولى والثانية والثالثة.. لكن الآلية التي اتخذت بعد الحرب الخامسة كانت ممتازة.
{ »الميثاق«: لكن الضرر الذي حدث في البنية التحتية والمشاريع الخدمية كان كبيراً؟
- النائب صغير: لاشك في ذلك.. لكن في المقابل تخلصنا من معظم العناصر الخبيثة التي لم يكن لها علاج إلا الموت.{
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|