احمد غيلان -
< حين أشعل المتمردون الحوثيون سادس تمرد مسلح في صعدة أقلعت قناة »الجزيرة« بتقارير وتغطيات قال مراسلوها ومذيعوها إنها »ميدانية«.. واستطاع زميلنا الإعلامي نجيب الشرعبي »يرحمه الله« أن يدحض ذلك القول وتلك الادعاءات، ويثبت من خلال حلقة من حلقات برنامجه »ظلال ساخنة« في قناة »السعيدة« أن تقارير »الجزيرة« »مطبخية« موجهة، وأن صورها- التي قالت إنها ميدانية- أرشيفية مفبركة.
وحين كان الشارع اليمني في حالة من الذهول جراء ما يقترف المنحرفون من أعمال قتل وتقطع واغتيالات وجرائم استهدفت الباعة المتجولين وأصحاب الأكشاك الصغيرة وبائعي الحلوى ومواطنين أبرياء، كانت كاميرا »الجزيرة« تتسقط الشائعات التي تبرر الجرائم وتنسج ذرائع المجرمين.
وحين تكون وجهات السياسيين والإعلاميين والأحزاب والمنظمات والقوى السياسية سائرة بأملٍ ما نحو حوار أو وفاق أو اتفاق، تكون »الجزيرة« غارقة في البحث عن مفردات الشقاق ودعاوى الفرقة، ولا تعد وسيلة توصلها بالمنحرفين وعناصر الطابور الخامس الذين صنعت »الجزيرة« منهم عشرات المحللين الذين يلوكون ما يوحي إليهم بلا دراية ولا جدوى سوى الظهور على شاشة قناة الفوضى الخلاقة بامتياز.
وحين كانت أجهزة الأمن اليمنية تنفذ عمليات نوعية لإحباط أعمال ومخططات إرهابية لعناصر القاعدة في صنعاء وأبين وشبوة، كانت »الجزيرة« تتحدث عن طائرات أمريكية وتدخل خارجي وحكايات أخرى تحشد بها رأياً عاماً يمنياً وعربياً وعالمياً مضاداً للقرار اليمني والإجراءات اليمنية لتقليم مخالب الإرهاب وكبح جماح عناصره التي توافدت الى اليمن، مستندةً الى ما تسوقه »الجزيرة« ومن يلف لفها عن بيئة فوضوية يبحث عنها المنحرفون والمجرمون والإرهابيون.
تلك الشواهد وغيرها مئات أسقطت الحضور الجماهيري الذي كانت تتمتع به »الجزيرة« لدى المشاهد اليمني الذي وضعها في أدنى مستويات قنواته الإخبارية المفضلة، وفقاً لآخر دراسة إعلامية ميدانية نفذها مركز »إيكوميديا« للدراسات والتسويق خلال الربع الأخير من العام المنصرم 2009م.. ورغم كل ذلك فالقائمون على »الجزيرة« لم يهتموا بالصورة القبيحة التي غدت عليها عند المشاهد اليمني والعربي، ويبدو أنهم لا يهتمون بذلك قدر اهتمامهم بإرضاء أسيادهم الذين يستخدمونهم أبواقاً لتسويق مشاريع التمزيق والفتن والفوضى الخلاقة.. ليس في اليمن وحدها، بل في العالمين العربي والإسلامي ايضاً.
ومثلما أن اليمن واحدة من الدول العربية والاسلامية التي تستهدفها مشاريع من يديرون السياسات الاعلامية لقناة »الجزيرة« عن بُـعد، كذلك فإن شواهد القبح الذي تمارسه هذه القناة وزبانيتها متوافرة وماثلة للعيان في غير مكان وزمان وعلى امتداد الخارطة الجغرافية والتاريخية العربية والاسلامية.
ولست بحاجة إلى الاستشهاد على أن قناة »الجزيرة« منذ أن برق ضوؤها في سماء الاعلام كانت ولاتزال حاضنة مشاريع التطبيع السياسي والفكري والاقتصادي والإعلامي بامتياز مع العدو الصهيوني وأجهزته ورعاته.. كما لست بحاجة إلى الاستدلال على حضانتها لرموز التطرف والارهاب الذين ترعاهم دول وأجهزة وقوى وعصابات عالمية تطلقهم متى شاءت قنابل موقوتة لتدمير المجتمعات بشكل مباشر وغير مباشر، وتتخذ منهم ذرائع لتنفيذ مخططاتها العدوانية والتوسعية ضد الشعوب والدول والمجتمعات والأوطان.. وما أكثر شواهد تفرد »الجزيرة« بتسويق خطاب الزيف والانحراف وخلط الأوراق الذي تحصل عليه »الجزيرة« وحدها وعبر قنوات تراسل خاصة و»حصرية« أوصلتها بالظواهري والزرقاوي وأسامة بن لادن والحوثي وجند الاسلام وأبو حمزة المصري وبوب دينار والفقيه وقادة التمرد والانحراف في صحراء موريتانيا وجنوب السودان وشمال اليمن، ووسط التايمل وكل بقاع العالم، تماماً كما تفردت وانفردت بالتواصل مع فرق الموت في العراق، ومرجعيات الحرس الثوري في حوزات وأجهزة مخابرات إيران ومجرمي الاعتقالات والاغتصابات في زنازن جوانتانامو وأبو غريب، ومهربي الأسلحة والمخدرات وعصابات المافيا العالمية من أقبية الموساد في الأرض المحتلة الى مطابخ التآمر في عواصم الدنيا كلها.
وليس جديداً القول إن »الجزيرة« تتصدر حملة مباخر الفتنة وبذور الشقاق وثقافة الفوضى في فلسطين ولبنان ومصر والسعودية واليمن والجزائر والسودان والصومال والعراق وسوريا وغيرها من المجتمعات العربية والاسلامية تحت شعارات زائفة اطلقت عليها مسميات المهنية وحرية التعبير والحيادية وتعدد الآراء، وهي شعارات نتحدى قناة »الجزيرة« أن تثبت مصداقية الالتزام بها ولو ببرنامج او تقرير قصير مصور وصادق وجاد وهادف عن أبسط قضية في حوش »السيلية« الذي تبث منه كل هذا الزيف ولم يسلم أذاه مجتمع عربي أو مسلم، ولم يجن ثماره غير أعداء أمتنا حيثما وُجدوا..!!