حاوره: أنور عبدالوهاب عصيرية - شهدت الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في العشرين من شهر سبتمبر الماضي تنافساً حاداً بين مختلف القوى والأحزاب السياسية في الساحة اليمنية، وبحسب المراقبين والمتابعين فقد سارت العملية الانتخابية في أجواء ديمقراطية، واتسمت بالنزاهة والشفافية في كل مراحلها، كما عسكت نتائجها حجم الثقة العالية التي منحها الناخب اليمني لحزب المؤتمر الشعبي العام ممثلاً بفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية وبمرشحي المؤتمر للمحافظات والمجالس المحلية، الأمر الذي يضع الجميع في الحزب أمام مسؤوليات وتحديات جسيمة لانجاح البرنامج الانتخابي لمواصلة البناء والتطوير المنشود في كل المجالات وهذا لايتأتى إلاّ بحشد كل الطاقات وبتكاتف كل قيادات وكوادر المؤتمر بالدرجة الأولى وكافة القوى الوطنية الخيرة في هذا الوطن.. كما عكست تلك النتائج أيضاً الجهود العظيمة والمخلصة التي قام ويقوم بها عدد كبير من قيادات المؤتمر وكوادره الوطنية استشعاراً بمسؤوليتهم الوطنية تجاه الوطن، وكان لارصدتهم واسهاماتهم الجليلة في مسيرة حياتهم بكل تفان واخلاص وبكثير من الصمت والتضحية دور في اكسابهم حب واحترام المواطنين، وفي هذا الصدد أجرينا الحوار التالي مع الأخ الشيخ المهندس/ عبدالماجد محمود علي سيف أحد كوادر وشخصيات المؤتمر الشعبي العام في الدائرة 47 محافظة تعز، فإلى نص الحوار: > ممكن تعطي القارئ نبذة تعريفية عنك؟ - في البداية أشكر صحيفة »الميثاق« الرائدة إحدى أهم صحف المؤتمر الشعبي العام الذي نعتز جميعاً بالانتماء إليه، وأشكركم بصفة خاصة على هذا اللقاء. - اسمي: عبدالماجد محمود علي سيف. - عضو مؤسس في المؤتمر الشعبي العام من بداياته. - من مواليد قرية سحبان بني سيف ميراب تعز في العام 1954م. - حصلت على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة جامعة الاسكندرية، وعدت لخدمة المنطقة بعد التخرج. - رشحت (شيخ) لعزلة بني سيف والبرح والعامرة التي تشكل ثلث سكان الدائرة (47) وما أزال. - تم اختياري ممثلاً عن المنطقة في انتخابات هيئة التطوير التعاوني. - كما تم اختياري مسؤولاً مالياً للمجلس المحلي لمديرية مقبنة في الثمانينيات. - عضو إداري في جمعية المخابز والأفران بمحافظة الحديدة منذ عام 1995م وحتى يومنا حيث يتم إعادة ترشيحي عقب كل فترة. > من الملاحظ انك عدت للعمل في المنطقة بعد التخرج أي لم تلتحق بوظيفة حكومية؟ - في الحقيقة بداية الثمانينيات وهي بدايات تولي فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح حفظه الله لمهامه الرئاسية، وقد واجه تركة ثقيلة ومعوقات خلفتها الفترات السابقة من عمر الثورة المباركة في كل المجالات ليس في شحة المشروعات فحسب ولكن في تقبل المواطنين ودعمهم لتلك المشاريع واستغلالها بالنفع والمحافظة عليها، لدرجة أنك لاتجد أحياناً الأرض التي تبني عليها المدرسة أو المستوصف أو الطريق، إلى غيرها من المعوقات، وفي تلك الفترة كانت المنطقة كغيرها من المناطق تفتقر للكثير من المشاريع مثل المدرسة والطريق والماء والكهرباء وغيرها، وكنت اثناء عودتي من الدراسة في مصر لقضاء الإجازة الصيفية في القرية اتألم كثيراً للأوضاع التي يعيشها المواطنون، واحمد الله كثيراً أن قدر لي التعليم بحكم أن أقاربي في الحديدة وكان عدد المتعلمين في ذاك الوقت في المنطقة لايتجاوز أصابع اليد جميعهم درسوا في الحديدة لدى أقاربهم، وكان معظم الشباب يضطر للرعي أو الهجرة إلى السعودية. وبعد اكمالي الدراسة بدأت أفكر في تجميع جهود المواطنين لبناء مدرسة ووجدت تجاوباً كبيراً وبعون الله وبتعاون المواطنين تم بناء مدرسة ابتدائية قامت الدولة بتزويدها بالمدرسين والكتب والوسائل اللازمة وهي الآن مدرسة ثانوية كبرى تخرج مئات الطلبة كل عام.. وبعد ذلك اصر المواطنون على ترشيحي شيخاً للمنطقة اسعى لتجميع جهودهم وخدمتهم ومتابعة المشاريع من الدولة، فنزلت عند رغبتهم وبقيت في المنطقة ولم اتقدم لوظيفة حكومية على الرغم من أن زملائي الآن في مراكز قيادية متقدمة في الدولة. > هل تتمنى لو كنت التحقت بالوظيفة العامة.. وماذا حققت من خلال عملك؟ - حقيقة احياناً أتمنى ذلك، ولكني عندما أنظر للمشاريع التي تحققت وكان لي شرف المساهمة فيها ولو بالكلمة أشعر بالفخر والاعتزاز، خذ على سبيل المدرسة فهذا عمل كبير حيث أجد آلافاً من الخريجين من أبناء المنطقة في كل مراكز الدولة وفي كل المحافظات، يبادلونني كل الحب والاحترام، فأشعر أني حققت أهم أهدافي في خدمة الوطن، وهي واجبة على الجميع ومقرونة بالتضحية كل في مجاله، وإذا كان شهداء الثورة ضحوا بدمائهم رخيصة فكل تضحية لا تمثل شيئاً أمامها. بالنسبة للشق الثاني من سؤالك فعلى صعيد المنطقة عملت على تشجيع الشباب للالتحاق بالمدارس والتعليم بعد أن كان أغلبهم يفضل الاغتراب، وكذا الاهتمام بتعليم الفتاة وحث المواطنين على تسجيل بناتهم ومواصلة تعليمهن، حيث واجهتنا في البداية مشكلة عدم تعليم الفتاة وتم اقناع عدد كبير من الأسر لتعليم فتياتهن ومواصلة تعليمهن، وكذا حل كثير من مشاكل المواطنين فيما بينهم. وبالنسبة للمشاريع تم إنجاز أكثر من خمس طرق تربط قرى المنطقة ببعضها وبالطريق الرئيسية، وبعضها في أعالي الجبال لم يكن أحد يتصور أن تصعد اليها سيارة، وأحب أن أوضح شيئاً ان كل ما أنجز هو بدعم حكومات المؤتمر الرشيدة وبتعاون المواطنين، والمواطن اليمني طموح وعلى استعداد للمساهمة في المال والجهد فقط يحتاج للتوعية بأهمية تلك المشاريع وضرورة دعمها والمحافظة عليها وهو فقط يحتاج لمن يقوده ويوجهه لما فيه مصالحه. بالإضافة إلى المساهمة في بناء مستوصف في بني سيف، والمساهمة في مشروع مياه ميراب، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فهنا يجب أن يذكر الفضل للسفير الدكتور عبدالولي الشميري حيث أسس لمشروع مياه عملاق يغذي أكثر من الفي بيت ويربط عزلاً وقرى مختلفة في ميراب وآخر في شرقي شمير بالإضافة طبعاً إلى اسهاماته ورعايته تقريباً لأغلب المشاريع في المديرية، وبالطبع يكون دور عدل المنطقة في شرح أهمية تلك المشاريع وحثهم ومتابعتهم على الاشتراك فيها ونبذ عوامل الفرقة والانقسامات بينهم للمحافظة عليها ونجاحها.. إلخ. > عودة إلى الانتخابات والأجواء التنافسية التي شهدتها لكسب ثقة الجماهير ماهي أهم الأدوار التي تقع على الشخصيات المهمة والمؤثرة.. وأنتم واحد منهم؟ - المهام والأدوار عدة خاصة على الشخصيات التي يكون لها تأثير على المواطن، بمعنى ان المواطن يثق كثيراً بتوجهاتهم وآرائهم، وتتلخص في التوعية بأهمية المشاركة لإنجاح الانتخابات حيث يرفض البعض المشاركة لعدد من الأسباب منها على سبيل المثال عدم اشراك المرأة، والتخوف من حدوث اشكالات بين المتنافسين، أو التجنب من الإحراجات أمام الأشخاص المتنافسين وغيرها وجميعها متعلقة بنقص الوعي، وتجد أن المواطن يتفهم كثيراً من خلال التوعية في المقايل وأماكن التجمعات أو الأسواق ويبادر إلى المشاركة.. وأيضاً التعريف بمزايا وتطلعات المؤتمر المتسمة بالاعتدال والوسطية والبعيدة عن التطرف والإرهاب، وما يرافقه من تنكر البعض لكل المكتسبات العملاقة التي يلمسها المواطن ويعايشها في حياته اليومية في كل المجالات، وكذا التعريف بالبرنامج الانتخابي للمؤتمر وتطلعاته، وكذا التوضيح بما يحمله مرشح المؤتمر من صفات ومزايا تجعله قادراً على تمثيلهم وخدمتهم. > كيف سارت الانتخابات في الدائرة (47) وكيف كانت النتيجة؟ - بالنسبة للدائرة (47) سارت الانتخابات بشكل هادئ وسلس، عكس وعي المواطن بأهمية العملية الديمقراطية وتمثل في الاقبال الشديد منذ ساعات مبكرة، ولم يكن هناك أي اشكالات حتى الانتهاء من عملية الفرز وإعلان النتائج. وبالنسبة للنتائج جاءت جميعها وبعون الله وثقة الجماهير لصالح مرشحي المؤتمر الشعبي العام، فيما عدا مركز واحد جاء لصالح أحزاب اللقاء المشترك من أصل عشرة مراكز في الدائرة. > وما تعليقك على ضوء تلك النتائج؟ - حقيقة النتيجة في الدائرة (47) على الرغم من التنافس الشديد، جزء من النجاح الباهر الذي حققه حزب المؤتمر الشعبي العام في كافة محافظات الجمهورية، ويرجع الفضل بعد الله لكل المواطنين الذين وضعوا ثقتهم في رئىسهم وفي حزبهم، وإلى الجهود التي بذلتها كل قيادات وأنصار ومحبي المؤتمر الشعبي وكوادره في كل مستوياتها، وتحملهم الكثير من اتهامات المزايدين والمشككين من القوى الأخرى، وكما رأينا لم يسلم منها حتى رئىس الجمهورية حفظه الله الذي كان المثال الأول لتجسيد معاني الديمقراطية والمنافسة الحرة، وأكد ان المؤتمر هو حزب الجميع. وهذه هي مزايا الديمقراطية وهي اظهار المواقف الجلية والواضحة مع مرور الوقت، وعلى ضوئها يتمكن الحزب الحاصل على الثقة من تحمل المسؤولية كاملة من خلال ثقته بكوادره التي عملت في النور لمهام تمثيل الحزب. > كيف تقيمون العملية الديمقراطية في بلادنا.. وما مؤشراتها الحالية والمستقبلية؟ - العملية الديمقراطية خيار وطني مهم اختطه فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، رئىس المؤتمر الشعبي العام حفظه الله لحكم الشعب نفسه بنفسه، ويأتي كأحد أهم المنجزات بعد الوحدة اليمنية المباركة.. ولعل أهم تقييم هو ما أورده المراقبون الدوليون والمحليون الذين تابعوا الانتخابات لحظة بلحظة، وجاءت اشادتهم بمثابة شهادة على نجاحها الكبير، والأهم من ذلك هو تزايد وعي الناخب اليمني بأهمية الممارسة وتدافعه الشديد لاختيار مرشحيه للحفاظ على مكتسباته الوطنية وإنجاز برامج وخطط التنمية والارتقاء بمعيشته. ولعل من أبرز مؤشراتها بالدرجة الأولى هو تزايد الوعي بأهمية المنافسة عن طريق البرامج والخطط والأعمال الملموسة بعيداً عن الشعارات الجوفاء والمزايدات، وما قابله من وعي متنامٍ للمواطن اليمني بالعملية الديمقراطية وأهميتها، كما أظهر أيضاً عدم انخداعه بالشعارات والأوجه المتعددة، فمنح الثقة لمن يستحقها، وأثبت ان المؤتمر الشعبي العام كان ولايزال يثق بقيادته ويثق بكوادره وجماهيره العريضة، ولا أكثر دلالة على ذلك من تلك النتائج الباهرة والمستقبل يبشر بكل الخير. > كلمة أخيرة تود قولها؟ - كلمتي الأخيرة هي رفع التهنئة الخالصة لفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بمناسبة الفوز العظيم في الانتخابات، وإلى جميع قيادات ومرشحي وكوادر المؤتمر الشعبي العام في طول البلاد وعرضها الذين بادلوا الوفاء بالوفاء لزعيمهم وحزبهم، واثبتوا أنهم عند المسؤولية واظهروا حبهم وحرصهم على خير ورفعة الوطن ونمائه أينما وجدوا.. والشكر موصول لكم وللصحيفة وكافة العاملين فيها. |