< صنعاء- بليغ الحطابي - انطلاقاً من المواقف اليمنية المبدئية الثابتة تجاه قضايا واستحقاقات شعوبنا العربية والإسلامية والوقوف إلى جانبها ودعمها ومساندتها لنيل حقوقها.. وتواصلاً للفعاليات الرسمية والشعبية المنددة لما يتعرض له شعبنا الصامد في فلسطين من جرائم وحشية واعتداءات لا إنسانية ولا أخلاقية تمارسها الآلة العسكرية الصهيونية بعنجهية انطلقت أمس الأحد تظاهرة احتجاجية جماهيرية لمنظمات المجتمع المدني في اليمن وتقاطر إليها الآلاف من الغاضبين والمنددين لحرب الإبادة التي تمارسها آليات العدو الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل عن السلاح وخاصة ماحدث مؤخراً من مجزرة بشعة في بيت حانون ارتكبها رموز العنصرية الدولية وغيرها من المناطق الفلسطينية وسط صمت عربي وتحدٍ سافر للقانون الدولي والإنساني والرأي العام العالمي الذي يندد باستمرار إرهاب الدولة الإسرائيلية..
وكان المتظاهرون في المسيرة التي انطلقت من مقر خيمة المقاومة وبامتداد شارع حدة (جولة المصباحي) وصولاً إلى مقر الأمم المتحدة، شارع الستين الجنوبي، قد نددوا من خلال شعاراتهم ولافتاتهم بالعجز العربي المخزي والصمت الدولي والعالمي تجاه الغطرسة والسياسة الإسرائيلية تجاه قضية السلام وانتهاكها لمواثيق الأمم المتحدة بمساندة ودعم حليفها الاستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية.. مطالبين الأمم المتحدة بفرض حماية دولية للشعب الفلسطيني ورفع الحصار الجائر المفروض عنه.. إضافة إلى الضغط على حكام إسرائيل بتطبيق كافة قرارات الشرعية الدولية وتمكين الفلسطينيين من نيل حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف..
حلقة من سيناريو إسرائيلي
> الأخ يحيى محمد عبدالله صالح- رئيس جمعية كنعان لفلسطين المنظمة لهذه المسيرة الاحتجاجية- أكد ان الجرائم الوحشية التي ترتكبها إسرائيل في عدد من المناطق الفلسطينية إنما هي حلقة من سلسلة متكاملة من الجرائم والهمجية ومن أبرزها الحصار الجائر الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني منذ ما قارب تسعة أشهر بمساندة أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وصمت عربي مخزٍ ومتواطئ حوّل الدول العربية من ظاهرة صوتية إلى ظاهرة صمتية عاجزة عن فعل مؤثر يردع هذا العدو في الاستمرار في فرض هيمنته وفي اقتراف المذابح بأشكالها وأنواعها المتعددة.. داعياً إلى تكاتف كل جهود المنظمات الاجتماعية والحكومات العربية وكل الشعوب المحبة للسلام من أجل رفع الظلم وإيقاف هذه المجازر وفك الحصار الظالم ضد الشعب الفلسطيني.
وطالب رئيس جمعية كنعان لفلسطين بوضع فلسطين تحت الحماية الدولية وانتزاع قرارات من المنظمات الدولية بتجريم المجازر الاسرائىلية وان ما تقوم به يندرج ضمن جرائم الحرب والإبادة الجماعية.. كما طالب القمة العربية القادمة ان تعلق مبادرتها المعروفة »بمبادرة السلام العربية« إلى حين اعتراف اسرائىل بها.
وأعلن رئس جمعية كنعان في هذا الصدد عن تجهيز طائرة محملة بالأدوية والأجهزة الطبية إلى غزة بفلسطين وقافلة مساعدات غذائية إلى الضفة الغربية.
وطالب بهذا الصدد الأمم المتحدة والصليب الأحمر والهيئات الدولية المعنية بالإغاثة الدولية بإيجاد وسائل تأمينية لإيصال هذه الشحنة من المساعدات المقدمة من الشعب اليمني وحكومته ومنظماته المدنية دعماً للصمود والمقاومة لأشقائنا في فلسطين.
وكانت التظاهرة التي احتشد فيها عدد من الأكاديميين والمثقفين وممثلي منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وجموع من المواطنين الذين تقاطروا من مختلف شوارع أمانة العاصمة صنعاء.. وحطت أمام مقر الأمم المتحدة قد شهدت إلقاء عدد من الكلمات المعبرة عن الغضب الشعبي العارم للسياسة (الإسراميكية) تجاه الشعب العربي الفلسطيني وقضية (السلام العربي).. دعت إلى توحيد الصفوف العربية وتقديم أوجه الدعم.. كما بشرت كلمات حركتي فتح وحماس والجبهة الشعبية بالنصر القادم والقريب من خلال توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة الهجمة الإسرائيلية الشرسة الهادفة إلى إلغاء الوجود الفلسطيني.
محاكمة مجرمي الحرب
> إلى ذلك طالبت الحكومة اليمنية في بيان لها إزاء الجرائم الإسرائيلية والإبادة الجماعية في بيت حانون وغيرها من المناطق الفلسطينية المجتمع الدولي بإحالة المسؤولين عن هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية لارتكابهم جرائم وحشية وأعمالاً ضد الإنسانية..
كما عبرت عن قلقها لعجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرارات رادعة تجاه إسرائيل وممارسة شرعيته وفقاً لنصوص ميثاق الأمم المتحدة.. مؤكدة ان هذه الاعتداءات تجر المنطقة نحو مزيد من العنف والتطرف اللذين يهددان الأمن والاستقرار الدوليين.
مشيراً إلى موقف اليمن المبدئي والثابت في الوقوف مع الشعب الفلسطيني في النضال من أجل الوصول إلى كامل حقوقه المشروعة في الحرية والتحرير لأراضيه المحتلة وإقامة دولته الوطنية المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
استراتيجية عدوانية
> وفي بيانين منفصلين لمجلسي الشورى والنواب اعتبرا أن العدوان الإسرائيلي البربري الذي ينفذ حالياً على منطقة بيت حانون وامتداداتها في مناطق قطاع غزة بنزعة تدميرية أصولية إنما يأتي في سياق استراتيجية عدوانية طويلة المدى للكيان الصهيوني.. تهدف إلى تقويض أسس الحياة لدى الشعب الفلسطيني البطل واسكات روح المقاومة والصمود تمهيداً لتحقيق أهدافه العنصرية.
ودعا المجلسان الاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية إلى عقد دورة عاجلة استثنائية للوقوف أمام هذه الاعتداءات المستمرة على الشعب الفلسطيني وحث شعوبها على تقديم الدعم المادي والمعنوي لمواجهة هذا العدوان.. وإلى مزيد من التضامن في إطار الأسرة الفلسطينية الواحدة وإزالة كل عوامل الاختلاف لاسيما في هذا المنعطف الخطير الذي يقتضى العمل المشترك وتعزيز صف المقاومة للهمجية الصهيونية.
|