موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت - نصرطه مصطفى- الميثاق نت

الخميس, 25-مارس-2010
نصر طه مصطفى -

كثر الجدل في الفترة الأخيرة حول قضايا الولاء الوطني وحب الوطن خاصة لدى الجيل الشاب، وتوالت الكتابات حول هذه القضايا وكذلك النشاطات المختلفة وانتشرت اللوحات المعبرة عنها في كل مكان،

ولاشك أن هذه الحيوية الإيجابية جاءت كنوع من رد الفعل على تصرفات وكتابات وانفعالات أرادت إقناعنا بدون أي مقدمات أن جزءا من هذا الشعب ليس يمنيا أو لم يعد يمنياً أو لم يكن يمنياً – لا ندري – مستغلة ظروفا ومصاعب وأخطاء حدثت وتكررت هنا وهناك لكنها مهما بلغت لا يمكن أن تكون مبرراً لتنصل هؤلاء عن الهوية وإثارة النزعات والتنظير للتجزئة والتقسيم... والأكيد أن هذه اليقظة الوطنية التي بدأت في الآونة الأخيرة باتجاه إحياء العديد من القيم النبيلة والتذكير بها والبحث عن كيفية تكريسها في نفوس الناشئة هي مسألة في غاية الحيوية والضرورة والأهمية رغم أنها جاءت متأخرة بعد أن أخذ الجميع يتنبه للخلل الحاصل والذي إن ترك دون أي معالجات مبكرة فسيتحول بالتأكيد إلى سرطان ينهش جسم الوطن فلا يتركه إلا جثة هامدة لا سمح الله.

لكن دعوني أقول: إن جزءاً من هذا الخلل قد نتفرد به نحن في اليمن بينما تظل أجزاء أخرى منه تبدو كحالة مشتركة في معظم دول المنطقة، لأن المتشائمين من مختلف الأطراف يعتقدون أننا في اليمن الأسوأ حالاً في كل شيء وهذا غير صحيح، فعلى سبيل المثال هناك طرف يعتقد أن حالة الاختلال في مسألة القيم والانتماء والولاء الوطني ليست موجودة إلا في اليمن من بين كل دول المنطقة، بينما الطرف الآخر يظن أن اليمن هو البلد الوحيد في المنطقة الذي يعاني من السلبيات في مختلف جوانب حياته المعيشية والسياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها... والحقيقة أن هناك إشكاليات نعيشها لكنها لا ينبغي أن تصيبنا بالإحباط... فالأكيد أن كل اليمنيين بلا استثناء يحبون وطنهم وإن كان البعض منهم قد لا يجيد التعبير عن ذلك رغم الصعوبات المعيشية التي يعاني منها غالبيتهم بفعل أسباب نتحمل كشعب ودولة جزءا منها بينما هناك أسباب لا نتحمل مسئوليتها وهي مفروضة بالتأكيد علينا شئنا أم أبينا.

يجب أن ندرك أن الذين كتبوا ويكتبون ويعملون باتجاه تنمية حب اليمن في نفوسنا إنما ينطلقون من الحرص والخوف عليه وكذلك الخوف والحرص على أجيالنا الناشئة وهم في ذلك إنما يفعلونه بنية حسنة... وبالقدر ذاته فإن الذين انطلقوا يكتبون منافحين عن حب اليمن لكنهم ينتقدون الأحوال المعيشية الصعبة ويوعزون إليها تراجع الروح الوطنية فهم كذلك ينطلقون بنفس القدر من حسن النية والخوف والحرص على اليمن لكني لست معهم في أن المواطن اليمني يمكن أن يتخلى عن حب وطنه بسبب معاناته من الفقر وشظف العيش رغم إيماني بأن الفقر كفر وبأنه لو كان رجلا لوجب قتله كما قال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه... وبالتالي لا يجب أن يخوض هؤلاء وهؤلاء فيما بينهم معركة لا فائدة منها، بل على الجميع أن يبحث بموضوعية عن أوجه الخلل التي يمكن أن تهز الولاء الوطني في لحظة ما، مثلما يجب البحث في الأسباب التي تجعل معظم الناس يتعاملون مع هذه المسألة بقدر من السلبية واللامبالاة، مع أنهم في الحقيقة لا يفرطون عند الشدائد كما أثبتت ذلك الكثير من المشاهد العظيمة في التاريخ القريب والبعيد، ولم يكن الفقر وشظف العيش حائلا دون ذلك في كل تلك المشاهد، لكن ذلك لا يعني استمرار الحال كما هو عليه الآن.

ومن هنا يمكن الحديث عن دور الحكومة الذي ينبغي أن يتجه في السنوات القادمة نحو إعطاء الإنسان اليمني الأولوية القصوى في اهتمامها ونشاطها من حيث إعادة بناء شخصيته فكريا وثقافيا وتعليميا وفي الوقت ذاته تحسين أوضاعه المعيشية وتأهيله من كل الجوانب، فنحن نبني آلاف المدارس لكننا لا نهتم بالمدرس، ونبني مئات المستشفيات والمستوصفات ولا نهتم بتأهيل الطبيب، وننشئ وزارة للثقافة ولا نعطيها أبسط الإمكانيات، ونقيم مؤسسات إعلامية بينما إعلاميوها يعانون أقسى الظروف، وتبنى مئات المساجد بينما كل خطيب يغني على ليلاه... وفي الحقيقة لا يمكن لبلد أن ينهض حضاريا وإنسانه يعاني، كما لا يمكن لحكومة أن يكتب لها النجاح والعاملون في جهازها الإداري لا يحصلون على ما يوفر لهم عيشا كريما، وهذا ليس حالنا وحدنا بل يجب أن نعلم أنه حال أغلب دول المنطقة، ولذلك كانت معاناتنا في هذه الدول واحدة ومن لا يصدق عليه أن يطلع على أحوالها من المغرب وموريتانيا غربا إلى العراق والخليج شرقا... ولذا لا يجب أن نقسو على أنفسنا أكثر من اللازم لكننا يجب أن نعمل بروح وطنية يقظة للنهوض بهذا البلد العظيم منطلقين من حقيقة أن الإنسان مثلما يمكن أن يكون مشكلة في لحظة ما فإنه الحل في الوقت ذاته.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)