محمد احمد اليافعي - قديماً قالوا "إن لم تستحِ فاصنع ما شئت" وصحيح كما يقولون " اللي أختشوا ما توا" ذلك تماماً ما ينطبق على تلك الفئة من المرضى والموتورين الذين يذرفون دموع التماسيح على الوحدة اليمنية أعظم الانجازات التاريخية ليس لأبناء الوطن المخلصين الشرفاء وحدهم، بل لكل وطننا العربي وأمتنا من محيطها إلى خليجها، والتي يفتخرون بها تماماً كما يفتخر بها كل يمني وحدوي غيور.
ومن العجب العجاب أن تخرج علينا مثل تلك الأصوات المأجورة التي لفظها الشعب إلى خارج الزمن، بمحاولاتهم اليائسة البائسة النيل من الوحدة أعظم المنجزات وأكبرها في تاريخنا الحديث يحاولون استهدافها ويراهنون بخبث وخسران على عودة الوطن اليمني إلى عصور الظلام والتشطير وإلى تلك الحقب التي عاثوا فيها فساداً في الأرض وتنكيلاً بالعباد، دون حتى حياء أو خجل من تاريخهم المأساوي.. يتباكون اليوم على الوحدة بكل صلف وهم لم يقدموا لها وللوطن والشعب أي شيء يذكر لا قبل الوحدة ولا عند قيامها ولا بعدها سوى فصول من الدمار والخراب والاستبداد، وفصولاً أخرى من العمالة والاسترزاق والإرتهان لأحضان الخارج هؤلاء العملاء الذين يتشدقون باسم الوحدة وهم يكشرون مخالبهم لنهش جسد الوطن والشعب لا لشيء سوى من أجل حفنة دولارات يدمرون من أجلها الوطن ويستهدفون بها ضرب الوحدة الوطنية متناسين بغباء وعن عمد غريب أن ذاكرة التاريخ والشعب لا تزال وستظل متقدة وتسجل بكل اعتزاز وفخر لهذا الشعب الجبار الذي قد يتسامح في أي شيء إلا الوحدة التي هب بكل إرادة وتصميم لإعادة تحقيقها في مايو1990م ومن أجل ترسيخها قدم عام 1994م قوافل من الشهداء والدماء الزكية رخيصة فداءً لوحدته الغالية والتي سيظل متمسكاً بها ومحافظاً عليها كما فعل طيلة عقدين من عمرها المديد مهما تكالبت عليها التأمرات وأطلت عليها ذئاب الغدر والخيانة والعمالة.
ويتساءل اليوم المواطن البسيط في كل أنحاء الجمهورية وليس المتابع المتخصص الخبير عن من يحق له أن يتحدث عن المناطق الجنوبية.. هل أولئك الذين احالوها إلى خراب ودمار وحولها إلى محافظات بائسة تفتقد لأي مقومات الحياة بعد أن نهبوها وأفرغوا خزائنها ومواردها وحولوها إلى جسد مرهق بالديون الدولية التي لا يعرف أحد أين ذهبت وفيما انفقوها.. أم الذين أعادوا لمناطق الجنوب الحبيب إلى ما نشاهده الآن من تنمية وبناء وإعمار بل اصبحت ورشة عمل لم تتوقف منذ إعلان الوحدة المجيدة في 22 مايو 1990م وحتى اليوم وبما يفوق بقية محافظات ومدن الجمهورية الأخرى حتى أصبحت عدن اليوم مدينة عصرية راقية تتجه لاستعادة مجدها التليد.
إن الوحدة اليمنية وقد بلغت رشدها وصارت قوية ومنيعة أكثر من أي وقت مضى، لا خوف عليها على الإطلاق كما أكد على ذلك فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية رئىس المؤتمر الشعبي العام من أي مخاطر أو من مغامر أو عابث أو عميل أجير، لأنها مصانة برجالها الذين صنعوها وحموها وبأبناء الوطن الوحدويين المخلصين الشرفاء. ولم يطل اليوم أولئك المأزومون الأقزام برؤوس الثعابين في محاولة بائسة ويائسة لبث سمومهم للنيل من الوحدة الخالدة إلا لأنهم قد ساءهم كثيراً أن يروا الوحدة اليمنية وقد صارت شامخة وعنوان للعزة والكرامة والشرف للوطن وأبنائه، وساءهم أيضاً حد الغيظ القاتل أن يروا المحافظات الجنوبية وقد زينتها مشاريع التنمية والإعمار والبناء، وصارت عدن عروس اليمن فتية متلألئة وإعادة اسمها الذهبي الذي ملأ الدنيا والآفاق على مدى عقود طويلة قبل أن تطالها أيادي الشمولين من العبث والحقد الذي قضى على الأخضر واليابس وأعادها إلى أسوأ عهودها.
وإن كان الشعب بكل فئاته على ثقة لصون وحماية وحدته من مؤامرات كل الأعداء والمأجورين، إلا أنهم يطالبون الدولة أن تضرب وبكل قوة وبيد من حديد كل من تسول له نفسه أن يقف في وجه الوحدة وفي وجه الوطن والشعب، ومن يحاول العبث بمقدرات الوطن وثوابته، وأن يطبق النظام والقانون الرادع على كل من يحاول زعزعة أمن واستقرار الوطن وكل من يرفع الشعارات الانفصالية والمناطقية.. لأن الوطن ووحدته وقيمه ومقدراته وثوابته هي فوق الجميع وأكبر من أي خائن متآمر عميل.
|