م. خالد عبدالله الجبري* -
لابد من تفويت الفرصة على عناصر التمرد وعدم السماح لهم بالظهور بمظهر المنتصر لأنهم بعد كل توقيف للحرب يقومون بتصفية حساباتهم مع كل من وقف إلى جانب الدولة خلال فترة الحرب وإلحاق الضرر بهم وإخراجهم من منازلهم وإذلالهم، مما رسخ الخوف في نفوس المواطنين من الوقوف إلى جانب الدولة في أي حرب قادمة خشية أن يُتركوا لقمة سائغة للحوثي بعد انتهاء الحرب.. ولابد من التنبه لهذه المسألة بعد الحرب السادسة من خلال دعم المواطنين وحمايتهم من أية محاولة لاستهدافهم وإلزام الحوثي باحترام قرار وقف الحرب وعدم التساهل والتعامل مع أى بلاغ من هذا النوع بجدية، والقيام بوقف هذه الظاهرة ومحاصرتها منذ البداية.. وإلزام المتمردين بتسليم الأسلحة والمنهوبات العامة والخاصة وإعادة ثقة المواطنين بالدولة وتفويت الفرصة على الحوثي من كسب أنصار جدد بسبب خوفهم من ممارسة أي أعمال إجرامية من قبله أو عناصره ضدهم.
- لابد من اختيار المدرسين في محافظة صعدة بشكل دقيق ومدروس وتأهيلهم وعمل الدورات التدريبية المكثفة لتوسيع مداركهم ومراقبة ما يتم تلقينه للطلاب وعدم السماح للعناصر المندسة ببث سمومها وأفكارها المريضة في عقول الطلاب.
- الاهتمام بالكوادر المؤهلة والمثقفة والتي كان لها دور كبير في التأثير على المواطنين بشكل ايجابي في توضيح سلامة النهج الذي تتبعه الدولة، وكشف المغالطات والإشاعات والأكاذيب التي تطلقها عناصر الحوثي واعطاء صورة مشرفة ومشرقة لرجال الدولة الذين استطاعت عناصر الحوثي وضع العقبات والعراقيل أمامهم وتشويههم بهدف التخلص منهم وساعدهم في ذلك بعض المتنفذين الذين يريدون الحصول على جميع المعدات والإمكانات والمشاريع التنموية التي تقدمها الدولة للمواطنين في المحافظة ووقوف هؤلاء الشرفاء لهم بمسئولية ووطنية كبيرة مما أدى إلى استبدالهم بأشخاص سيئين يخدمون مصالح الحوثي.. ولابد من إعادة فتح ملفات المخالفات ودراسة وتقييم أعمال من تم عزلهم وتكريمهم ووضعهم في أعمال أفضل من أعمالهم السابقة ومحاسبة المقصرين والمخالفين منهم وعدم الاكتفاء بعزلهم ودراسة التغييرات التي قام بها محافظ المحافظة السابق الذي تم تغييره وعدم تمرير القرار الشخصي وغير القانوني والمناطقي والحزبي منها.
- لابد من تشكيل لجان في كل المديريات تلتقي مع المواطنين وتتلمس همومهم ومشاكلهم وتطلب منهم اقتراح الحلول لكي تتضح أسباب المشكلة الحقيقية التي استغلتها عناصر الحوثي لدعم حركتها.. وليتسنى حل هذه المشكلة بشكل جذري.
- دراسة الأخطاء والمظالم والمخالفات التي تعرض لها البعض من أبناء المحافظة بسبب الوساطة واستغلال النفوذ واستغلال الوظيفة العامة وأدت إلى حرمانهم وظلمهم ما جعل الحوثي يستغلها ويستثمرها لدعم حركتهم الضالة.
- دعم المواطنين وخاصة المزارعين من أبناء صعدة الذين قام الحوثي بإفقارهم عاماً بعد آخر خلال سنوات الحرب من 2004- حتى الآن، والتي يشنها في موسم حصاد محصول التفاح والرمان وبقية المحاصيل واحتلال مزارعهم وقطع الطريق ومنعهم من تسويق منتجاتهم والحؤول دون وصول مادة الديزل إلى مزارعهم بهدف افقارهم وإثارة نقمتهم وسخطهم على الدولة والعمل على مساعدتهم لتجاوز المحنة التي واجهوها..
وتمثل أوجه الدعم بتوفير الديزل ولو بأسعار مدعومة وتعويضهم عن مزارعهم ومنازلهم التي تضررت ومدهم بالبذور والشتلات الجيدة ومساعدتهم على تسويق منتجاتهم.
- ضرورة تواجد الدولة في جيمع مديريات المحافظة وتقديم الخدمات لهم وحمايتهم وإعادة جسور الثقة بين المواطنين والدولة وزيارة هذه المديريات بشكل مستمر وإصلاح الاختلالات إن وجدت أولاً بأول.
- ضبط الأسعار في المحافظة واتخاذ الإجراءات الرادعة في حق المتلاعبين والمحتكرين للمواد الغذائية وتطبيق النظام والقانون والتركيز على إعادة هيبة الدولة وعدم السماح بالممارسات الطائشة وغير المسئولة.
- مراقبة تسرب السلاح إلى المحافظة وعدم السماح بالاتجار به وتوزيعه أوتكديسه وترسيخ ثقافة الحوار وعلى الدولة عدم القبول بالمظاهر المسلحة التي نراها مقترنة تماماً وأصبحت جزءاً أساسياً يدل على هذه العناصر.
- ضرورة الشروع في إعادة الإعمار ويترافق مع مشروع تنموي شامل يغطي كل مديريات المحافظة لكي يتسنى لهذه المحافظة اللحاق ببقية المحافظات في الجمهورية على أن يتم استهداف جميع المواطنين وعدم السماح لأياً كان من ضعاف النفوس والمتنفذين محاولة الاستحواذ والحصول على تعويض أكثر مما يستحق ويؤدي إلى إثارة السخط والنقمة على الدولة.
- ترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية من خلال إقامة الرحلات الشابية بين المحافظات.. وبين المزارعين وبين المصدرين لتبادل المعارف والمهارات والإطلاع على التجارب الجيدة والناجحة وإقامة العديد من الندوات وورشات العمل وإقامة الأيام الثقافية والمهرجانات.. والمحاضرات يدعى إليها النخبة من المفكرين والوطنيين والوحدويين وعلماء الدين.
- دراسة أوضاع النازحين وتصنيفهم إلى مجموعات وتحجيم العناصر المرتبطة بالمتمردين والذين تم زرعهم داخل المخيمات لإمدادهم بالمعلومات والتمهيد للاستيلاء على المواقع التي كانوا يتواجدون فيها كما حدث في الحروب السابقة.
- تنفيذ المشاريع التي تعمل على إزالة آثار وتداعيات الحرب مثل مشروع التربية المنزلية عن طريق توزيع قروض للمزارعين للقيام بالمشاريع الصغيرة وإتاحة دورات تدريبية للمستفيدين يتم استعادة هذه القروض من الأرباح بعد ان يتم تدريبهم بشكل جيد وتوزيع أبقار وأغنام للأرامل يتم استعادتها بالتدريج ويبقى رأس المال دوار ويستفيد منه كل المواطنين لما لهذه المشاريع من أهمية كبيرة في توفير فرص عمل للشباب وللحد من الهجرة إلى المدينة.
- لابد من ضبط الأمن والاستقرار في المحافظة ومراقبة الأسعار وعدم السماح التلاعب بها وتكثيف المشاريع المدرة للدخل والعمل على تحسين الأوضاع المعيشية لأبناء المحافظة كونها محافظة حدودية ولابد من الاهتمام بها وبأبنائها والعمل على تحسين ظروف معيشتهم.
وأخيراً لابد من وضع العناصر الحوثية الموجودة في المكاتب التنفيذية تحت المجهر وعدم السماح لهم بالعبث والفوضى وعرقلة المشاريع التنموية وتشويه خدمات الدولة وإثارة نقمة وسخط الناس عليها والتحقيق في جميع المخالفات والتجاوزات في المحافظة وفي دخول المواد الممنوع إلى البلد من منفذ البقع ومنفذ علب خلال فترة الحرب وما قبلها ومحاسبة من قام بهذه المخالفات وعزلهم من الأماكن التي تم تعيينهم في حال إدانتهم وإعادة الشرفاء الذين دفعوا ثمن مواقفهم ورفضهم القيام بتلك المخالفات وتمسكهم بالنظام والقانون واقصائهم من أعمالهم بعد التأكد من سلامة مواقفهم ووطنيتهم ومكافأتهم وترقيتهم بدلاً من تجاهلهم وإهمالهم ونسيانهم وتركهم بدون عمل.
ملاحظة مهمة جداً جداً
إذا لم يتم محاسبة المتورطين بأعمال القتل وتنفيذ حكم الله وشريعة ابن عبدالله فيهم وفي جميع قطاع الطرق ومن نصبوا الكمائن للأبرياء من المواطنين وأبناء القوات المسلحة والأمن ونهبوا الممتلكات العامة والخاصة وتركهم يستعرضون عضلات القوة وتصفية الحسابات والانتقام في مناطقهم وافرج عن المعتقلين من أولئك المجرمين بالرغم من تورطهم بجرائم قتل والسماح بعودتهم إلى مناطقهم كما حدث في الحروب السابقة.
فإن ناقوس الخطر ينذر بتفشي الفوضى وتصاعد أعمال التمرد والتخريب على أكثر من صعيد وفي أكثر من جبهة ويقضي تماماً على المواطنين المتعاونين مع الدولة في بعض المناطق والذين يتناقضون عاماً بعد آخر خوفاً على أرواحهم وممتلكاتهم وأبنائهم من هؤلاء القتلة الذين استغلوا كل هدنة سابقة للانتقام منهم لضرب هيبة الدولة وترهيب الآخرين.
*مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة صعدة
| 
ماذا بعد الحرب السادسة ..؟
