أحمد غيلان -
< ليست مشكلة اليمن أن يكون ثمة من لايعرف عن اليمن إلاَّ من خلال خبر متلفز أو تقرير مدبلج.. أو مانشيت صحفي ممكيج.. أو خطاب مؤدلج أو شعار زائف أهوج.. أو سلوك فردي منحرف أعوج..
- وليست مذمة لليمن أن يتسابق الصغار.. ويتطاول القصار.. ويتسلق المهووسون بالشهرة والانتشار.. لقدح كل ما هو سيئ ومسيئ لإلقائه في وجه اليمن واليمنيين بغية مجد أو ظهور لايزيد مريديه وطالبيه إلاَّ خسة واحتقاراً..
- ومهما تطاول المتطاولون، وتسلق المتسلقون، وزايد المزايدون وانحرف المنحرفون، ستظل اليمن شامخة كبيرة مقتدرة على تجاوز العثرات والصعاب، كما هو حالها على مر العصور.
- حين جاء الطوفان كانت اليمن، وبعد الطوفان ظلت اليمن، وحين تكالب على اليمن المستعمرون والطامعون من كل حدب وصوب كانت اليمن وظلت اليمن، وفي كل منعطف وعثرة تكون اليمن وتظل اليمن ذلك الوطن العملاق الذي لاتبيده كارثة ولا تحني رؤوس أبنائه محنة، ولا يمحو وجوده طارئ هنا أو هناك..
- اليمن مهد الحضارة وحاضنة التاريخ ومنبت العرب الأول.. واشراقة الإشراقات الحضارية القديمة والحديثة والمعاصرة..
- اليمن التي لم تَخْلُ حقبة زمنية من بصمة واضحة ونقية لأبنائها الأحرار والثوار والأبطال والمتحضرين منذ ما قبل سبأ وحمير، إلى مابعد بلقيس وأروى، ومنذ نقوش ماقبل الميلاد إلى نقش 22 مايو1990م.
- اليمن حاضرة الحواضر وأم الأمهات ومشرق كل إشراقة إنسانية حضارية، ومنارة فخر كل عربي أصيل منذ القدم، وحاملة المشروع الديمقراطي الإنساني الحضاري الذي نسابق به اليوم كما سابقنا به منذ القدم.
- ومثلما انبعث اليمنيون من أزماتهم ومحنهم في كل عصر ودهر، وكانوا في كل انبعاث لايقبلون بغير الصدارة، سينبعث اليمنيون اليوم وهم أقدر من أي وقت مضى على الانبعاث من بين ركام المشاكل والأزمات وحتى التآمرات التي لم ولن تزيدهم إلاَّ قوة وقدرة على الإنجاز والتماسك والاندفاع لحماية وتطوير مشروعهم الديمقراطي الإنساني الذي به ومن خلاله يسابقون الزمن وأهل الزمن.