أحمد غيلان -
في اللقاءات الجماهيرية التي عقدها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية- رئيس المؤتمر الشعبي العام مع أبناء حضرموت لفت انتباه المتابعين - وأنا أحدهم - ذلك الحضور النسوي الجميل والمتألق، والذي لم يقتصر على اكتظاظ القاعة بالنسوة، بل تجاوز ذلك الى المداخلات والأطروحات الرائعة والمسؤولة والصادقة التي استمع إليها فخامته من أفواه صادقة وقلوب نقية تحدّثت عن هموم المواطنين وقضايا الشباب من الجنسين، وطرحت على فخامة الرئيس كثيراً من الرؤى ذات الصلة بالتنمية والفكر والثقافة والأدب والتربية وغيرها، وقد كان فخامته أكثر روعة وهو يتعاطى مع ما يُطرح عليه بصدق ومسؤولية وجدية.
وعلى الجانب الآخر يلفت انتباه الجميع الصوت النسوي الحاد والجاد الذي يحلّق بجناحي الصدق والموضوعية في أجواء تدور تحتها معركة إنسانية وطنية خاصة ذات صلة بتشريع قانون يحد من تزويج القاصرات.. وفي هذه الأجواء وجدنا حفيدات بلقيس وأروى يتجاوزن الاختلافات الفكرية والأيديولوجية والحزبية التي عصفت برؤى كثيرين من الرجال المتعصبين.. إذ وجدنا أمة الرزاق حمّد وحنان محمد فارع ورشيدة الهمداني وحورية مشهور وأمل الباشا وهالة القرشي وهناء الوجيه وأمل باشراحيل وذكرى الحاشدي ومنى صفوان وتوكل كرمان وجميلة علي رجاء وبلقيس اللهبي وذكرى وسعاد ولطفية ونوادر وسلوى و.. الخ من الأسماء النسوية ذات التوجهات والانتماءات السياسية والحزبية المختلفة، لكنهن تجاهلن اختلافات الأحزاب وبابوية القيادات الحزبية.. وتمترسات المعقدين والمعتقين والذين يتركون عقولهم تحت مخدات النوم ويسيرون وفق إرادات «رايموتكنترولية» ، بينما هؤلاء الرائعات وخلفهن مئات وآلاف وربما ملايين النساء أبين إلاّ أن يكُنَّ في صف واحد ينتصر للطفولة ولإنسانية الإنسان.
وقبل هذين الشاهدين كُنّا في المؤتمر العام الثاني للنقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية الذي انعقد بحضور المناضل عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر الأمين العام والشيخ يحيى الراعي رئيس مجلس النواب الأمين العام المساعد، وتشرفت بتقديم فعاليات جلسة افتتاح المؤتمر العام الذي كان من أبرز روائعه الحضور النسوي الجاد، الذي منحني فرصة التأكيد من على منصة تقديم المؤتمر العام أن اخواتنا وزميلاتنا وأمهاتنا ينافسننا بقوة وروعة وشرف وصدق، ويتفوقن علينا في كثير من الاحيان أداءً وصدقاً والتزاماً وموضوعية، وتلك حقيقة تؤكدها ميادين العمل والعطاء في التربية والصحة والإعلام والإدارة وحتى منظمات المجتمع المدني.
وكلاّ ليس من الحقيقة في شيء القول إن العطاء النسوي المثمر والخلاق يقتصر على ما حققته النساء اللواتي حصلن على فرص التعليم والتوظيف والمشاركة في الحياة العامة بكل تفاصيلها وظهرن كأسماء رائدة في المجتمع.. فغيرهن أكثر منهن بآلاف المرات من نساء الريف في الجبال والوديان والصحارى يتحملن مسؤولية تسيير حياة البيت والأسر والمجتمع بكل تبعاتها وتفاصيلها، ولولا جهودهن وعطاءاتهن لبارت الأرض وانقرضت الماشية وتشردت الأسرة وتوقفت الحياة.
إذاً فالعطاء والجدية والصدق والانضباط سمات تفوقت فيها المرأة اليمنية قديماً وحديثاً فضلاً عن سمات إنسانية نبيلة خصها بها الله سبحانه وتعالى.. ولا أجد حرجاً هنا من الإشارة الى أن كثيراً من شواهد الحياة تؤكد أن النساءأنقى سرائر وضمائر وذمم.. وليس في ذلك ما ينفي حقيقة ان خراب امرأة واوحدة قد يكون سبب خراب أسرة ومجتمع.. وهي حقيقة تتصدر موجبات الاهتمام والحفاوة بالمرأة وتربيتها وتعليمها وتشجيعها ودعمها في كل ميادين العمل والحياة لتبدع وتنتج وتعطي.
بقي أن أشد على أيادٍ صادقة تمتد للمرأة لتنتشلها من واقع يهمش قدراتها ويستهين بإمكاناتها ويحرم المجتمع والبلد من ثمار جهودها وخيرات عطاءاتها ونتاج إبداعها.. والمقام يستوجب تحية صادقة لمن يدعم ويساند تعليم وتدريب المرأة، والدفع بها الى ميادين التفوق ومواقع الألق مادامت متفوقة ومتألقة.. وباقة محبة للمبادرة الانسانية والوطنية التي أعلنها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بمنح المرأة 15٪ من المواقع القيادية في جميع المؤسسات.. مرحى لهذه النسبة ولمن يعمل على تطبيقها، ولتكن هذه النسبة فاتحة لنسبة أكبر تستحقها نساء اليمن بجدارة.