حسن عبد الوارث -
في هذه البلاد، لا صحةَ لمقاييس الإرصاد!!
وتستوي في ذلك حالة الإرصاد الجوية ، وحالة الإرصاد السياسية ، ومثلها الاقتصادية والاجتماعية ، وحتى الرياضية !!
فعلى صعيد الطقس ، إذا قيل لك إن الساعات الاربع والعشرين المقبلة ستشهد هطول الأمطار ، تُفاجأ بجفاف مصحوب بزوبعة من الغبار!!
وفي السياسة ، يُنبئونك بانفراج مصحوب بالحوار ، فإذا بالأزمة تزداد شدَّة والاتهامات تزداد حدَّة!!
وفي الاقتصاد ، تقرأ تصريحاً لوزير النفط بأن آباراً نفطية جديدة ستطفح قريباً ، وتظل تترقَّب طويلاً ، ولا تطفح سوى المجاري في شارع هائل وحي الصافية !!
حتى في الرياضة ، تسقط أعرق الاندية إلى الدرجة الثالثة ، ويفوز بالدوري أحد أندية الحواري!!
إن جميع مقاييس الإرصاد السائدة في الكرة الأرضية غير قابلة للاستخدام في هذه البلاد .. فالمقاييس الوحيدة الصالحة لدينا هي تلك المضبوطة على الساعة السليمانية، والمبرمجة على نظام تمام يافندم .. وللمزيد من التفاصيل انظر موقع : مخضرية "دوت" كوم!!
وغير مرة، يُنهي سفراء وديبلوماسيون - عرب وأجانب - فترات عملهم في بلادنا ويتهيَّأون للعودة إلى بلدانهم، ويحدث أن تسأل أحدهم عمَّا استفاده خلال فترة عمله في هذه البلاد، فيخبرك بأن ما يحدث لدينا يخالف كل القوانين والقواعد والمُسلَّمات المثبتة في القواميس والموسوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية !!
حتى أن ديبلوماسية أوروبية راحت تكتب انطباعاتها عن فترة إقامتها في اليمن ، فخاضت في أمور السياسة والاقتصاد والاجتماع والحضارة ، حتى خلصت إلى المشهد المروري ، فإذا بها تصف قيادة السيارة في طرق صنعاء بأنها حالة من " الدفاع عن النفس"!!