لؤي عباس غالب -
- الفقر والجهل والمرض ركائز ثالوث مخيف قامت الثورة اليمنية للتخلص منه وكنا نعتقد أننا والحمد لله قطعنا شوطاَ كبير في التخلص منه أو على وشك..إلى أن ظهرت مشكلة (تزويج القاصرات)... كمشكلة أصبحت تحمل ملامح ظاهرة والخوف كل الخوف ,إن لم تجد من يوقفها, أن تصبح ثقافة.
- تزويج القاصرات مسألة من نتاج ترويكة الجهل والفقر والمرض وهو كعادة سيئة شيء محتمل الحدوث في أي مجتمع وقد نتغاضى عنه كحالات استثنائية ولظروف خاصة أما أن تتزايد حالاته ويصبح قاعدة وثقافة فهذا شيء لاينبغي السكوت عنه.
- نؤكد ويؤكد الواقع أن احد أهم الأسباب الرئيسية لتزويج القاصرات في مجتمعنا هو الفقر فالفقر قد يجعل الشخص يتصرف تصرفات قد يكون هو نفسه غير مقتنع بها.
- ولا أبوح سرا إذا جزمت بأن كثرة الحالات التي عانت وتعاني وستعاني من هذه المشكلة هي ربما ما جعلتنا نصطف أمام أي محاولة أكانت بحسن نية أو بسوئها من اجل ترك الباب مفتوحا أمام تكرار حدوث هذه المآسي.. فما تكشف لنا عند طرح هذا القانون على مجلس النواب ورفض بعض النواب سن هذا القانون بحجة انه حرام ومخالف للدين وإرادة رب العالمين وما تلاه من ظهور للرافضين لإقراره من خارج المجلس بقولهم إنه حرام لكونه تحريماً لحلال.. هو ما أكد وجود بقايا شوائب ثقافة الجهل كركيزة ثانية من ركائز ثالوث الفقر والجهل والمرض .
فالوقوف أمام مصلحة أبناء وبنات اليمن هو عجز وجهل مطبق بفقه الواقع و واقع الحياة وحقيقة الإسلام ومرونته ونفي لجوهر الإسلام وملاءمته لكل زمان ومكان.
كل هذا يؤكد وجود بقايا شوائب من ترويكة الجهل والفقر والمرض وهذا يسوقني للقول إننا مازلنا بحاجة إلى ثورة من نوع آخر.. ثورة تنموية ثقافية تقضي على الظواهر والعادات السلبية السيئة خاصة تلك التي يتجاوز أثرها شخصا بعينه أو أسرة بعينها لتطال مجتمعا بكامله... وما قضية تزويج القاصرات إلا إحدى هذه المشاكل السلبية السيئة التي تخلف معاناة ومآسي تتجاوز الأفراد لتنعكس على جيل وتهدد مستقبل وطن.
والفقر والجهل هما سبب تفشي هذه الظاهرة ما يعكس مرضا (متفشيا) يستدعي تدخل مشرط جراح وهو في حالتنا هذه قانون تحديد سن أدنى لتزويج الفتاة الذي سيحمي أبناءنا وبناتنا من العبث ومن الفقر ومن قلة الوعي ومن ترويكة الجهل..ولا حول ولا قوة إلا بالله.