د. علي مطهر العثربي -
يرى المفكرون السياسيون أن من الحكمة والحنكة أن يتمكن المعارض السياسي من تحقيق الممكن في العمل السياسي انطلاقاً من أن السياسة هي : ((فن الممكن)) ولكم أن تدركوا من خلال البيان الشفاف الذي قدمناه لكم عبر اعداد متتالية من صحيفة »الميثاق« الخاص بإيضاح حقائق الحوار مع أحزاب اللقاء المشترك ، وسنترك الحكم على ذلك لكم من خلال القراءة العلمية والموضوعية المنصفة لتكون الهيئة الناخبة على علم وبصيرة بمن يسعى إلى إشعال الحرائق والفتن ، دون رادع من ضمير أو مراعاة لآداب الحوار أو الالتزام بالدستور والقانون أو احترام مبادئ الديمقراطية أو الاعتراف بحق الوطن عليهم ، وكنت قد أشرت في العدد الماضي الى ترحيب اللقاء باقتراح المؤتمر لاستئناف الحوار في 19 يوليو 2009م ، وعقب ذلك الترحيب وإبداء الحرص على تنفيذ اتفاق فبراير 2008م ، ما الذي فعله اللقاء المشترك نورد ذلك فيما يلي :
ليس من باب المزايدة او الانحياز القول أن احزاب اللقاء المشترك لا تفي بالتزاماتها ولا تحترم أداب الحوار ولا تعطي قدراً لأحد، فقد كان من المفترض أن يبادر اللقاء المشترك الى الحوار بعد الرؤيا المتكاملة التي قدمها المؤتمر الشعبي العام المزمّنة والمدعمة بالنصوص الدستورية والقانونية لانجاز مهمة الحوار، لأن المؤتمر الشعبي العام قد أعطي برهاناً عملياً على شعوره بالمسؤولية بحجم المهمة وفتح الباب أمام تلك الأحزاب لتتحمل معه المسئولية ، غير ان أحزاب المشترك بدلاً من الذهاب الى الحوار حسب ما عبر عنه الناطق الرسمي باسم تلك الاحزاب تعقيباًَ على رؤية المؤتمر المزمنة لم تفِ بذلك الالتزام ، فقد وجهت في 19 يوليو 2009م رسالة الى المؤتمر صعدت فيها من شروطها التعجيزية وصلفها المعهود، وكررت في رسالتها ما قالته في رسالتها السابقة التي كانت قد بعثتها الى المؤتمر في 13/7/2009م ذكرت فيها نفس البنود مع التلاعب في استخدام الألفاظ والمصطلحات ويمكن إيجازها فيما يلي :
- تنقية الأجواء السياسية وإزالة مظاهر الاحتقان الشعبي وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وقضايا الحريات بهدف تحقيق حسن النوايا وإزالة الاحتقان وإيقاف استمرار التدهور في الأوضاع وتأزيم الحياة السياسية .
- بحث الآلية المناسبة بالاشراك كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في مناقشة تطوير النظام السياسي بما في ذلك القائمة النسبية من اجل تحقيق الطابع الوطني للحوار ومشاركة الجميع ولأن الاتفاق سيكون بوابة الخروج بالوطن من الأزمة ، والقصد من ذلك اشراك المتمرد الحوثي والعناصر الانفصالية في الحوار.
- الاتفاق على ضوابط عامة للحوار.
- اقتراح اللقاء المشترك ان يلتقي أمناء عموم الأحزاب للتوقيع على ذلك الاتفاق المقترح يوم الثلاثاء الموافق 21/7/2009م ، وبالرغم من العنت والصلف الذي يمارسه المشترك فقد قبل المؤتمر بذلك وعقدت في 21 يوليو 2009م جلسة حوار تمهيدية بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك وقد تخلف عن حضور هذه الجلسة أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني بدعوى انشغاله وقد أسفر هذا اللقاء عن اتفاق بين طرفين الحوار على ان يقدم كل طرف رؤيته حول ضوابط الحوار وآلياته على أن تقدم في موعد الجلسة القادمة في 26/7/2009م ، عندما جاء موعد تلك الجلسة لم يحضر ممثلو اللقاء المشترك وبعثوا برسالة إلى المؤتمر في نفس اليوم كرروا فيها ما أوردوه في رسائلهم السابقة واتخذوا من حرب صعدة السادسة ومواجهة عناصر الإرهاب في زنجبار بابين ذريعة لعدم الوفاء بالتزاماتهم وهو النهج الذي يسير عليه تكتل اللقاء المشترك ، للمنصفين أن يستخلصوا من ذلك ان أحزاب المشترك لا ترغب في التوصل إلى اتفاق ينهى عبثها بتأزيم الحياة السياسية ، ومن ثم الدخول إلى إجراءات تنفيذ الاستحقاق الانتخابي في 27إبريل 2011م .
ان الرد العملي على تلك التصرفات والمماطلات ومحاولة منع الحكومة من ممارسة مسئولياتها الدستورية هو المضي العملي في الميدان ليتحمل المؤتمر الشعبي العام وحكومته مسئولياتهم الدستورية والقانونية والوفاء بتنفيذ البرنامج الانتخابي الذي بموجبه حاز المؤتمر على ثقة الجماهير مع الإبقاء على باب الحوار مفتوحاً لمن يرغب في الحوار والمشاركة في تحمل المسؤولية ، ولذلك كله أجمعت اللجنة العامة واستعرضت نتائج الحوار مراحله واصدرت بلاغاً صحفياً بينت فيه مجريات الحوار ومراحله بالتفصيل أكدت فيه على أهمية الالتزام بالدستور والقانون وقالت بان الثوابت الوطنية المتمثلة بالنظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية لا يمكن المساس بها ، ودعت أحزاب اللقاء المشترك بان تعمل على أقناع من يشترطون الحوثيين والعناصر الانفصالية بالالتزام بالثوابت الوطنية قبل المطالبة بإشراكهم في الحوار، وقد رد اللقاء المشترك على المؤتمر من خلال إنعقاد مجلسه الأعلى في 30 يوليو 2009م اكد فيه على إصراره بفرض شرط جديد وهو إشراك المتمرد الحوثي وعناصر الانفصال في الحوار ولكم أن تتصوروا الحوار مع الحوثي على ماذا على القبول بادعائه ليتحول الشعب الى مجرد عبيده ومع الانفصاليين على ماذا على الوحدة انها من الأمور التي أصبحت وصمة عار في سجل اللقاء المشترك الذي مازال يضرم نيران الفتن في كل مكان، مزيداً من التفاصيل في العدد القادم بإذن الله.{