استطلاع/ نجيب علي -
أكدت منظمات المجتمع المدني أهمية الحدث الوطني 27 ابريل باعتباره يشكل علامة بارزة في تاريخ اليمن لإرساء دعائم العملية الديمقراطية المترافقة مع منجز قيام الجمهورية اليمنية في العام 1990م بقيادة فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.. مناشدةً في هذه المناسبة‮ ‬القيادة‮ ‬السياسية‮ ‬بعدم‮ ‬قبول‮ ‬مناقشة‮ ‬أي‮ ‬مقترح‮ ‬تقدمه‮ ‬بعض‮ ‬الاحزاب‮ ‬لأي‮ ‬تأجيل‮ ‬لانتخابات‮ ‬قادمة‮ ‬باعتبار‮ ‬الديمقراطية‮ ‬وفقاً‮ ‬للدستور‮ ‬والقانون‮ ‬حقاً‮ ‬مكفولاً‮ ‬للشعب‮ ‬وهو‮ ‬صاحب‮ ‬القرار‮.‬
كما أكدت أنه ليس أمام اليمنيين من خيار سوى الدخول في الانتخابات النيابية القادمة وذلك استمراراً للنهج الديمقراطي لليمن والمحافظة على منجزاته وفي مقدمتها الوحدة اليمنية التي قامت على أساس التنافس والديمقراطية.
في البداية يؤكد الاستاذ كمال عبدالله شجاع الدين- أمين عام منظمة مناهضة الاستقواء بالخارج (مناخ)- أهمية الـ27 من ابريل كحدث وطني مهم شكل علامة بارزة في تاريخ اليمن، إذ تم فيه إرساء دعائم الممارسة الديمقراطية وهي إحدى ثمار إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة‮ ‬بقيادة‮ ‬فخامة‮ ‬الأخ‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬رئيس‮ ‬الجمهورية‮.‬
لافتاً‮ ‬الى‮ ‬أن‮ ‬هذه‮ ‬المناسبة‮ ‬اليوم‮ ‬وفي‮ ‬ظل‮ ‬الظروف‮ ‬التي‮ ‬تمر‮ ‬بها‮ ‬بلادنا‮ ‬تعتبر‮ ‬دعوة‮ ‬صريحة‮ ‬لكافة‮ ‬القوى‮ ‬السياسية‮ ‬لاستشعار‮ ‬مسؤولياتها‮ ‬تجاه‮ ‬الوطن‮ ‬والوقوف‮ ‬الى‮ ‬جانب‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يخدم‮ ‬المصلحة‮ ‬الوطنية‮ ‬العليا‮.‬
ودعا أمين عام المنظمة الاحزاب التي على الساحة وبالذات المؤتمر الشعبي العام الى المضي باتجاه إجراء الانتخابات النيابية القادمة في موعدها المحدد 27 ابريل 2011م وعدم الالتفات الى الأصوات الشاذة التي قد تدعو لأي تأجيل آخر.
وأشار‮ ‬الى‮ ‬أنه‮ ‬مثل‮ ‬هكذا‮ ‬دعوات‮ ‬محاولة‮ ‬لإحباط‮ ‬العملية‮ ‬الديمقراطية‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬بشكل‮ ‬كامل‮ ‬وما‮ ‬حققته‮ ‬من‮ ‬خطوات‮.‬
وقال: على المؤتمر الشعبي العام الاستفادة من خطئه السابق في توقيع اتفاق فبراير، كما أن عليه الإدراك أن الانتخابات والاحتكام لصناديق الاقتراع تعد الحل الوحيد لإخراج اليمن من الأزمات الموجودة وأيضاً التي قد تواجهه.
تراجع‮ ‬التجربة
من جانبه نوه الأخ ابراهيم مالك -رئيس التحالف الوطني لمنظمات المجتمع المدني- الى أن المتتبع للعملية الديمقراطية في اليمن منذ نشوئها في العام 1990م وتجسيدها بإجراء أول انتخابات نيابية في 27 ابريل 1993م مروراً بالانتخابات التي تلتها وما جرى من إقرار للتعددية‮ ‬السياسية،‮ ‬يجد‮ ‬أن‮ ‬الديمقراطية‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬أصبحت‮ ‬أنموذجاً‮ ‬يُحتذى‮ ‬به‮ ‬على‮ ‬مستوى‮ ‬المنطقة‮.‬
وقال‮: ‬على‮ ‬الرغم‮ ‬من‮ ‬وجود‮ ‬بعض‮ ‬القصور‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬الجوانب‮ ‬الا‮ ‬أنها‮ ‬تعتبر‮ ‬أنموذجاً‮ ‬ناجحاً‮ ‬مقارنة‮ ‬بالديمقراطية‮ ‬في‮ ‬الدول‮ ‬العربية،‮ ‬حيث‮ ‬انها‮ ‬قد‮ ‬حظيت‮ ‬بتقدير‮ ‬الأسرة‮ ‬الدولية‮ ‬التي‮ ‬تابعت‮ ‬خطواتها‮ ‬بإعجاب‮.‬
وأضاف‮: ‬إن‮ ‬الاسرة‮ ‬الدولية‮ ‬باركت‮ ‬وأيدت‮ ‬النجاحات‮ ‬التي‮ ‬أحرزتها‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬الديمقراطية‮ ‬على‮ ‬مدى‮ ‬20‮ ‬عاماً،‮ ‬حيث‮ ‬وصف‮ ‬المراقبون‮ ‬الدوليون‮ ‬هذه‮ ‬التجربة‮ ‬بالرائدة‮ ‬على‮ ‬مستوى‮ ‬المنطقة‮.‬
وشدد رئيس تحالف المنظمات على أن أي تأجيل لأية عملية انتخابية قادمة يعتبر رجوعاً بالديمقراطية 20 عاماً الى الوراء، لأن الديمقراطية ليست حكراً على أي حزب، يمارسها متى يشاء، وإنما الانتخابات - وفقاً للدستور والقانون- حق مكفول للشعب وهو صاحب القرار.
وقال: نأمل ألا تكون حقوق الشعب اليمني مرهونة بيد الاحزاب التي تفقد مصالحها من خوض انتخابات هي تعلم مسبقاً أنها ستفشل فيها لعدم قدرتها على وضع برنامج انتخابي تستطيع من خلاله إقناع الهيئة الناخبة .. لافتاً الى أن منظمات المجتمع المدني في هذه المناسبة تناشد القيادة‮ ‬السياسية‮ ‬بعدم‮ ‬مناقشة‮ ‬اي‮ ‬مقترح‮ ‬لأي‮ ‬تأجيل‮ ‬للانتخابات‮ ‬القادمة‮ ‬المزمع‮ ‬إجراؤها‮ ‬في‮ ‬27‮ ‬ابريل‮ ‬2011م‮..‬
‮ ‬كون‮ ‬الديمقراطية‮ ‬مصيرنا‮ ‬وكون‮ ‬الديمقراطية‮ ‬تجسدت‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬أنبل‮ ‬منجز‮ ‬تاريخي‮ ‬وهو‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬المباركة‮.‬
‮ ‬تنافس‮ ‬سياسي
ويوافقه الرأي الاخ محمد علي علاو- رئيس رابطة المعونة لحقوق الانسان والهجرة- حيث قال: يفترض أن يأتي 27 ابريل 2011م وجميع الاحزاب متوافقة على آلية إدارة الانتخابات والدخول في عملية ديمقراطية جديدة تعمل على تجذير نهج الممارسة الديمقراطية الذي اختارته اليمن كأسلوب‮ ‬لا‮ ‬بديل‮ ‬عنه‮ ‬للتنافس‮ ‬السياسي‮ ‬فيما‮ ‬بين‮ ‬البرامج‮ ‬الانتخابية‮.‬
وأضاف: نأمل أن تكون جميع الاحزاب على قدر المسؤولية والمستوى الذي يدرك ما وصلت اليه وما يتهدد اليمن من مخاطر داخلية وخارجية ..مؤكداً أنه ليس أمام اليمنيين من خيار سوى الدخول في الانتخابات النيابية القادمة وذلك ان أردنا الاستمرار في النهج الديمقراطي لليمن والمحافظة‮ ‬على‮ ‬منجزاته‮ ‬الوطنية‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتها‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬التي‮ ‬قامت‮ ‬على‮ ‬أساس‮ ‬التنافس‮ ‬والديمقراطية‮.‬
توقيت‮ ‬زمني
الى ذلك أكدت الاخت رجاء المصعبي -رئيس مؤسسة تنمية حقوق الانسان- على ضرورة عودة الاحزاب الى الانتخابات.. وقالت: نتمنى من كل من توسوس له نفسه الإضرار بالبلد أن يتوقف لأن اليمن تعب وتعبنا نحن ونريد أن نرتاح.
وأضافت‮: ‬نطلب‮ ‬ذلك‮ ‬لتتطور‮ ‬اليمن‮ ‬ونخرج‮ ‬من‮ ‬المهاترات‮ ‬السياسية‮ ‬الدنيئة‮ ‬ونرجع‮ ‬ببلدنا‮ ‬ديمقراطياً،‮ ‬وتقام‮ ‬الانتخابات‮ ‬في‮ ‬التوقيت‮ ‬الزمني‮ ‬المحدد‮ ‬بـ‮ ‬27‮ ‬أبريل‮ ‬2011م‮.