|
|
لقاء/ عارف الشرجبي - دعا مدير عام مديرية جحاف محافظة الضالع أحمد محمود القيسي، إلى التصدي لكل الأعمال الإجرامية الخارجة على القانون التي يقوم بها دعاة الردة والانفصال..
وقال: إن حماية الثوابت الوطنية والوحدة مسؤولية جماعية يجب ان تقوم بها كل فئات المجتمع الحريصين على الأمن والاستقرار والسكينة العامة.. وأكد القيسي أن محاولات الاغتيال التي تعرض لها خلال الشهر المنصرم من قبل عناصر الحراك الانفصالي لن تخيفه أو تثنيه عن القيام في أداء واجبه من أجل الأمن والاستقرار ومقارعة دعاة الانفصال.. وانتقد أداء الأجهزة الأمنية في المحافظة لتقاعسها عن أداء مهامها، الأمر الذي شجع الخارجين على القانون التمادي في أعمالهم الإجرامية..
{ بداية نريد أن نتعرف على طبيعة الأوضاع الأمنية في مديرية جحاف خاصة والضالع عامة؟
- الأوضاع الأمنية بكل أسف تسير بشكل متردٍّ ليس في عاصمة المحافظة فحسب بل في كثير من المديريات.. ويمكنني القول ان الأجهزة الأمنية لم تقم بواجبها بالشكل الذي ينبغي بل لا وجود للأمن على أرض الواقع وإلاّ كيف نفسر حالة الانفلات الأمني وارتفاع معدل الجريمة والتقطع ونهب المواطنين والمسافرين وإغلاق المحلات التجارية نهاراً جهاراً دون أن يتم القبض على أيٍّ من الجناة خلال الفترة الماضية.
إنْ تغاضينا..
{ ما هي أبرز مظاهر الانفلات الأمني؟
- مظاهر الانفلات متعددة، نتج عنها ازدياد حالات التقطع والاغتيالات المنظمة ونهب المواطن أمام أعين الجهات المعنية التي وقفت عاجزة لا تحرك ساكناً حتى أصبح المواطن غير قادر على الخروج خوفاً على نفسه من طلقة من هُنا أو هناك، ولذلك نأمل من الجهات الأمنية القيام بواجبها في حفظ الأمن والاستقرار والسكينة في المحافظة لأن عناصر الحراك الانفصالي يريدون تدمير البلد وإحراقها بمن فيها إن تغاضينا عنهم.
متقاعسون!
{ وأين دور المجالس المحلية المنتخبة في حفظ الأمن؟
- للأسف بعض أعضاء المجالس المحلية مع مثيري الشغب والمخربين ومروجي الإشاعات.. أما المسؤولون والقيادات في المحافظات وبعض الوكلاء متقاعسون عن أداء واجباتهم للعديد من الأسباب ولعل عدم وجود المصداقية ممن مُنحت لهم المسؤولية والثقة قد ساهم في وجود مثل هذا الانفلات والتسيب الحاصل الآن، ولو كان هناك التزام واحترام للمسؤولية لما شاهدنا القتلة وقطاع الطرق ودعاة الانفصال يتجولون أمام المراكز الحكومية واقسام الشرطة دون خوف.. كما أن كثيراً من الذين درجوا على تربية معينة من العنف والقتل خلال حكم الحزب الاشتراكي قد جعلهم يتعطشون للدماء والقتل وإثارة الفزع بين المواطنين ولذلك نقول لهم اتقوا الله في الوطن والمواطن.
إعادة نظر
{ كيف ترى موقف الأحزاب والتنظيمات السياسية مما يحدث؟
- هناك أحزاب تعتبر جزءاً لايتجزأ من مثيري الشغب وثقافة الكراهية بين المواطنين، فاللقاء المشترك يعمل جاهداً على تحريض الناس واستعدائهم ضد الدولة وتعبئهم من أجل الخروج على الثوابت الوطنية ودوافعهم معروفة وتعبر عنها صحفهم ومؤتمراتهم وندواتهم إما نكاية بالسلطة أو حباً في الانقلاب عليها.. وهناك أحزاب خارج اللقاء المشترك لانجد لها أثراً ملموساً في توعية الناس بأهمية الحفاظ على الوحدة وتعمل حسب مصالحها.. وما يجدر قوله هو أن المؤتمر الشعبي العام الحزب الأكبر في الوطن لانجده في الضالع بجانب المواطن وتلمس همومه فأداؤه ضعيف ولا يعمل على التوغل في المجتمع وشرح أبعاد المؤامرة التي تحاك ضد الوطن ولذلك لابد من إعادة النظر في عمل المؤتمر بالمحافظة بما تتطلبه المرحلة وحتى لا نترك الساحة لأحزاب اللقاء المشترك تعيث فيها فساداً.
مناضلون براتب ألفين
{ وماذا عن الدور الذي يفترض أن يقوم به المناضلون والمشائخ والشخصيات الاجتماعية لمواجهة أعمال التخريب؟
- هناك مناضلون وشخصيات اجتماعية ومشائخ لهم أدوار كبيرة في حماية الوطن ووحدته وهم على استعداد لبذل الكثير في سبيل الوطن ولكن بكل أسف تجدهم في بيوتهم بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعانون منها فكيف نطلب من هؤلاء القيام بواجباتهم في الوقت الذين معاشات بعضهم لاتزيد عن ألفي ريال فقط، ولذلك لابد على الدولة أن تتلمس احتياجات هؤلاء وتعيد لهم اعتبارهم وترتب أوضاعهم وتعمل على تحسين حياتهم المعيشية.. صراحة المواطن يشعر بالاحباط عندما ينظر إلى وضع هؤلاء الذين قدموا للوطن الكثير، يعيشون هذا الفقر والاملاق في الوقت الذي يتم مراضاة أصحاب المشاريع الصغيرة ومنحهم الوظائف والدرجات والهبات.. إذاً هناك خلل لابد من تداركه قبل أن يُستغل من قبل دعاة الانفصال ومن لفّ لفّهم.
شبه معزولين
{ إلى أي مدى يستجيب المواطن لدعوات الكراهية وثقافة التشطير التي يروج لها الحراك الانفصالي؟
- لايوجد عاقل يرغب في الانفصال أو العودة لعهود الظلم والجبروت التي كان الناس يعانون منها قبل الوحدة، وإذا كان هناك من يقف متفرجاً لتلك الدعوات فهو إما مُكْره أو خائف، ولذلك فدعاة التمزق شبه معزولين عن المواطن ولا يحظون بأي نوع من التأييد، ولكن يجب على كل الشرفاء والجهات المعنية ألا تدع الساحة فارغة أمام دعاة التمزق بل يجب أن تقوم بواجبها الوطني في فضح كل محاولات التمزق والتفرقة.. ولابد أن أشير إلى أن الخوف ليس على المواطن العاقل بل على الشباب والطلاب الذين مازالوا غير مدركين لأبعاد المؤامرة فهم لم يعيشوا معاناة الماضي التشطيري، وبالتالي يسهل جرهم واستدراجهم إذا تركناهم كالعجينة السهلة في يد أولئك النفر القليل.
متذرّعون
{ هل الدعوات الحقوقية التي يرددها الانفصاليون واقعية؟
- الشعب اليمني شعب عريق وطيب وينسى كثيراً مما يحدث له من مآسٍ وإلا لما وجد شخص واحد يستمع لمن اعتادوا القتل والتنكيل ببعضهم البعض كما كان يحدث أثناء حكم الحزب الاشتراكي ولذلك نقول: إن هؤلاء قد اعتادوا على القتل والتصفيات بأية حجة أو سبب مفتعل.. وأؤكد أن جزءاً كبيراً من المطالب التي كانوا يتذرعون بها قد عالجتها الدولة سواءً منها قضايا المنقطعين أو المتقاعدين وتم تسوية أوضاعهم بشكل جيد ومنح البعض أكثر مما يستحق سواءً بسنوات الخدمة أو بالترقيات وإذا كان هناك من لم يحصل على حقه لماذا لا يتابع الدولة سواءً في المحافظة أو في العاصمة، ولكني أقول إن الذين يثيرون الشغب هم ممن حصلوا على التسويات الكبيرة ولذا فهم لايريدون حل مشاكلهم بقدر ما يريدون إثارة النعرات والدعوات الانفصالية بحسب أجندة طُبخت معظمها في الخارج وتنفذ داخلياً عبر هؤلاء.
كرموا الأوفياء
ولا أنسى أن اقول ان هناك اشخاصاً وقيادات مدنية وعسكرية وسفراء حرموا من الترقيات ولكنهم ساكتون وهم في صف الدولة بعيدون عن دعاة التفرقة، وعلى الدولة الالتفات اليهم وإعطاؤهم حقهم من التكريم حتى لا يظلوا حبيسين خلف الجدران أو في سلة المهملات خاصة وهم مع الدولة والوحدة.. وعبر صحيفة "الميثاق" الغراء لابد من الإشارة الى ضرورة ان يفتح المجال أوسع أمام أبناء الضالع في الوظائف العامة والدراسة في الكليات الأمنية والعسكرية، لأن ذلك سوف يقطع الطريق أمام المشككين والمزايدين الذين يعزفون على هذه الاسطوانة المشروخة وسيجعل الجميع مع الدولة والوحدة مهما غرد البعض خارج السرب.
فرق شاسع
{ هل لنا بمقارنة بسيطة بين وضع الضالع قبل وبعد الوحدة اليمنية؟
- المقارنة بين وضع المحافظات الجنوبية والشرقية إجمالاً قبل وبعد الوحدة أمر صعب، فالوضع قبل الوحدة كان متردياً بشكل كبير، فالمشاريع التنموية والخدمية والتعليمية والصحية كانت غائبة، ولو نظرنا الى واقع التعليم في مديرية جحاف قبل الوحدة سنجده صفراً، فالمدارس كانت لاتزيد عن ثلاث أساسي تقريباً ولكن اليوم هناك عشرات المدارس الأساسية والثانوية، أما الجانب الصحي والطرقات والمياه والكهرباء فالفرق شاسع لصالح ما بعد إعادة تحقيق الوحدة المباركة ، ومن يقل غير ذلك فهو إما أعمى البصيرة والبصر أو مكابر وجاحد، ولذلك على وسائل الاعلام ايضاح الحقيقة للناس وخاصة لجيل الوحدة من الشباب الذين لم يعيشوا الحرمان والظلم الذي كان سائداً قبل الوحدة، سواءً في الضالع أو في بقية المحافظات الجنوبية والشرقية ولذا فالمقارنة بين الواقع قبل الوحدة وبعدها كالمقارنة بين الموت والحياة والعدم والوجود.
خيرات الوحدة
{ هل يمكن إعطاؤنا أرقاماً لعدد المشاريع وتكاليفها؟
- معظم المشاريع الخدمية الموجودة اليوم هي من خيرات الوحدة اليمنية المباركة.. لم يكن مثلاً يوجد طريق معبدة ولا حواجز مائية أو جامعات ولا كهرباء عمومية، أما اليوم فهناك مشاريع في جحاف مثلاً تقدر كلفتها بأكثر من 390 مليون ريال وأخرى بـ240 مليون ريال، إما قيد التنفيذ أو تم انجازها، وهناك مشاريع مياه بأكثر من مليار ريال ومشاريع أربع محطات كهرباء وآبار ارتوازية وشبكة مياه وحواجز مائية وخزانات وكرفانات لحصاد المياه لحاجز "العزلة" بمبلغ 170 مليون ريال وآخر بكلفة 57 مليو ريال، وغيرها من المشاريع داخل المديرية التي تكلف المليارات، أما إذا نظرنا الى المشاريع على مستوى المحافظة فهي بمئات المليارات منذ قيام الوحدة حتى اليوم.
كمين غادر
{ ماذا عن محاولات اغتيالك؟
- خفافيش الظلام لا يروق لها أن تعيش في الضوء لأنها تعشق الظلام والذين حاولوا اغتيالي هم من أولئك الذين يغيظهم أي رجل شريف يعمل لصالح بلده سواء أكان وزيراً أو مديراً أو مواطناً عادياً، وقد بدأت أول محاولات اغتيالي قبل عام في الشارع العام ثم بعدها بنحو ثلاثة أشهر عندما هاجموا المخربين منزلي ثم في 20 / 4 / 2010م حيث شن الانفصاليون هجوماً مكثفاً على المكتب من ثلاث جهات وعندما تم الرد عليهم بقوة هربوا الى منطقة السريع مما أثار الرعب والخوف بين المواطنين، أما المحاولة الثانية فقد كانت في 27 / 4 / 2010م أثناء ذهابي الى مقر المديرية الثامنة صباحاً، وقد كان المهاجمون متمركزين من أربع جهات وامطرونا بالرصاص من كل جهة حتى أصبحت السيارة كالمنخل من كثر الرصاص الذي وجه إليها، ورغم ذلك نجوت بقدرة الله من هذا الكمين الغادر واستطعنا ردعهم وإرغامهم على الفرار رغم أن عدد مرافقيّ أقل بكثير من الذين هاجمونا.
أداء ضعيف
{ هل هناك أضرار بشرية؟
- رغم كثافة اطلاق النار علينا لم يصب أحد بإصابات قاتلة الا أحد المرافقين وهو ابن أخي الذي أصيب بطلقة في ساقه، إضافة إلى السيارة.
{ ماذا كان رد فعل الجهات الأمنية في المحافظة؟
- بكل أسف تم إبلاغ الاخ المحافظ من قبلي فور الحادث وبدوره أبلغ الأمن ولكن للأسف الشديد لم يتمكنوا حتى اللحظة من عمل شيء رغم أننا أعطيناهم أسماء المهاجمين بالحرف وأماكن تواجدهم، وكل الذي عملته إدارة الامن هو إرسال سبعة جنود لمساندتنا أثناء الهجوم وبعد ذلك ظل الامر على ما هو عليه، وهذا لاشك سوف يخلق حالة من التقاعس والخوف لدى المواطن العادي، وقد قام الاخ المحافظ مشكوراً صباح الخميس 29 أبريل باستدعاء المشائخ والاعيان في المحافظة والوكلاء ووكيل وزارة النقل وعدد من الشخصيات في المحافظة ووقفوا عند الحادث ودانوه جميعاً ووجهوا الجهات الامنية لضبط تلك الجماعة المارقة وتسليمها للعدالة.
الوطن أغلى
{ كلمة أخيرة تريد قولها؟
- ان كان لي من كلمة فهي نصيحة لدعاة الانفصال ومروجي ثقافة الكراهية بأن يثوبوا الى رشدهم، لأن الوطن أغلى من الجميع وايضاً أدعو المناضلين والشرفاء في الوطن إلى التصدي لكل من يحاول النيل من الوطن وثوابته، وإذا كان هناك تقصير من الدولة بحق أولئك الشرفاء فأرجو أن لا يكون مدخلاً للسكوت على أصحاب المشاريع الصغيرة.. فالوطن بحاجة لكل الشرفاء الذين أعتبرهم كالنخيل السامقة التي تموت واقفة لا تنحني.{
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|