محمد الجرادي - "الطرقات، التعليم" قضيتان راهن مواطنو »ريمة« على حلول عاجلة لمشكلاتها منذ اللحظات الأولى للإعلان عنها "محافظة" في يناير 2004م.
وفيما لمس المواطنون في مختلف المديريات أعمالاً جادة بشأن الأولى (الطرقات) ويجرى حالياً استكمال انجازها.. يبقى الوضع التعليمي محتفظاً بكل مشكلاته، بل ربما وصل الحال في عدد من المديريات إلى غاية السوء.
> في "السلفية" لم أصدق أن تكون مرارة شكوى المواطنين من سوء العملية التعليمية بهذا الحجم، الذي تضاعفه لامبالاة المعنيين والتربويين في المديرية أو المحافظة ككل، ويكاد الحال في السلفية هو نفسه في مديريات الجعفرية، بلاد الطعام، كسمة، مزهر.
> رسوم الكتاب المدرسي لم يفرط المعنيون في تحصيلها من المدارس، لكن يندر أن تجد فصلاً دراسياً في التعليم الأساسي تمكن طلابه من استلام أكثر من (3) كتب مدرسية مع أن وعود الإدارة التعليمية في المديرية كانت سبقت الذهاب إلى المدارس بتوفير الكتاب المدرسي كاملاً!
> شيء آخر هو فوق مايمكن تصوُّره، فالطلاب لايعلمون نتائجهم لعام دراسي سابق، عدد كبير منهم انتقلوا إلى صفوف جديدة وتم اعتماد تسجيلهم، لكنهم فوجئوا بعد انقضاء أكثر من شهرين من بداية العام بالإدارة تأمرهم بالعودة إلى صفوفهم السابقة بدعوى انهم "راسبون".
تخيَّلوا إلى أي مدى وصل الاهمال والتسيب، "الشهادة الكرتونية، لم يعد في قدرة إدارة المركز التعليمي توفيرها للمدارس، حتى كشف نتائج.. تعجز المدرسة ان تستعيض به عن الشهادة، وتتكرم بإشهاره في نهاية العام ليقف الطالب وولي أمره على نتيجة.
هذا الأخير هو ما حدث بالفعل في إحدى مدارس المديرية، وحين سألت هل تعيش بقية المدارس هذا الوضع.. أكد لي كثيرون ان الأمر لايختلف.
> وعلى الشق الآخر تتواصل مشكلة عدم كفاية المدارس بالمدرسين.. وخصوصاً المواد العلمية، وهذا مايقود إلى التساؤل عن الآلية التي تدار بها عملية التوظيف في المحافظة تعليمياً.. خاصة إذا ما علمنا أن هناك العشرات من أبناءالمحافظة من خريجي الجامعات أو المعاهد يقفون في طوابير الانتظار، عديدون منهم مضى على تخرجه أكثر من ست سنوات!
> أظنني لم أخُض في العمق فلربما هناك ماهو أقسى، والكلمة الفصل أنه لابد من وقفة جادة لقيادة المحافظة إزاء كثير من المشكلات الفادحة التي تتسبب الإدارة التعليمية بجزء كبير من ترحيلها وخلقها وتغذية مظاهرها.. بدون وازع ضمير تربوي يشير إلى أن شيئاً من حياة مازالت تدب فيه..
الأمل معقود في قيادة المحافظة، ونثق في أنها لن ترضى بوضع تربوي كهذا، حين تتلمس حقيقته، وتضع يدها على تراجعاته المخيفة.
|