حسن احمد اللوزي -
بإجماع كل الآراء فإن حضور ومشاركة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -حفظه الله ورعاه- يعتبر العامل الأقوى والفاعل في انجاح مؤتمر المانحين في العاصمة البريطانية لندن بهذه الصورة الرائعة والنتائج العملية المباركة والتي هي بحد ذاتها عبرت عن الدور الايجابي للجميع وعكست الثقة الكبيرة في قيادة بلادنا وتوجهاتها والسياسات المتبعة على الصعيدين الداخلي والخارجي والتي تسير بحكمة واقتدار الدبلوماسية الرئاسية.. والحكمة اليمانية وتسهر عليها اجهزة تنفيذية مسئولة وواعية حريصة على افعال التوجيهات والمثابرة على انجاز المهمات.
كما ان النجاحات حقٌ كامل لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وامانته المخلصة والدول المانحة وفي مقدمتها حكومة المملكة المتحدة والمؤسسات التمويلية المشاركة وعلى رأسها البنك الدولي وهو الأمر الذي اعطى هذا النجاح صفات عزيزة مركبة اشتملت على حقائق التعاضد الاخوي وقوة روح التعاون وتجلت بها قيم الاخوة الصادقة ومبادئ التكامل والشراكة الانسانية الفاعلة وكلها اليوم تعتبر قوة السناد والمؤازرة لبلادنا في ميادين الجهاد الاكبر والبناء والتنمية الشاملة على طريق الشراكة الاقليمية والعربية والدولية!!
ولسوف يؤكد التاريخ الجديد لهذه المنطقة والذي يتأسس اليوم بصورة واضحة وبإرادة جماعية خليجية ويمنية ومؤازرة عالمية بأنه الطريق الأمثل لاختزال المسافات في بناء الحاضر القوي والمستقبل الأفضل للجميع.. وليس لبلد واحد بعينه وبأن ما صار يؤمن به الجميع وهو الوصول للتكوين الاقليمي الاكبر لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جغرافياً.. وبشرياً.. ككيان اقتصادي.. وسياسي وامني هو في صميم المصلحة العليا لشعوب ودول شبه الجزيرة العربية والخليج ومصلحة الأمة العربية والاسلامية.. والعالم وخاصة وان كل المقومات الجوهرية متوافرة لتكون اليمن ضمن الدول الشقيقة في المجلس بعد ان توافرت الارادة القيادية التاريخية العظيمة في القمة الخليجية الاخيرة التي أخذت اسم الزعيم العربي الراحل المغفور له بإذن الله الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود في كنف دولة الامارات العربية المتحدة وعاصمتها ابوظبي حيث اكد البيان الصادر عن تلك القمة على مساعدة اليمن وتبنى مشاريعه التنموية واستكشاف مجالات الاستثمار في بلادنا.
ان سلم الارتقاء لهذا الصعود الاتحادي يبدأ بالسلالم الاقتصادية كما تبشر بها نتائج مؤتمر المانحين بلندن لتكون بالفعل ليس المنعطف الحاسم وانما ارضية الاقلاع الصلبة لتجسيد الرؤية الحقة والسير في الطريق الصحيح ونشدان المستقبل الأفضل لكل شعوب ودول شبه الجزيرة العربية ايذاناً لانطلاقة تاريخ جديد من التجسيد للأماني واحلام وطموحات ابناء المنطقة ولاعطاء درس جديد في قدرة قيادتها الحكيمة وقد جعلت قراراتها تنبع من ضمير ووجدان شعوبها ومترجمة ومتطلعة لتحقيق مصالحها العليا على صنع المعجزات.
ولاشك أن واقع اللحظة التاريخية اليوم كما نراها في جهاتها الاربع وفي ابعادها الثلاثة السياسية والاقتصادية والامنية لا تحتمل بعد اليمن عن مجلس التعاون لدول الخليج العربية زمناً آخر واكثر من ربع قرن مضى وهو زمن بكل المقاييس كان موضع اختبار كاف للوصول الى هذه النتيجة لأن السنوات التي مضت انضجت كل شيء وعولجت فيه كل الاحتمالات وجربت كل المسارات وصارت النتائج البينة تؤكد بجلاء ضرورة ان تكون اليمن عضواً مندمجاً في مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ شبه الجزيرة العربية لها رسالتها الحضارية التي تمتد في جذورها الى العمق الذي اثمر الخير كله مع تأسيس الدولة الاسلامية الأولى انطلاقاً من عاصمتها المركزية المدينة المنورة في عهد الرسول الاعظم "صلى الله عليه وسلم" والخلفاء الراشدين من بعده "رضي الله عنهم جميعاً".