موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الإثنين, 17-مايو-2010
الميثاق نت -     عبدالملك الفهيدي -
لاشيء يبدع فيه المقاولون اليمنيون الذين ينفذون مشاريع رصف وتعبيد شوارع المدن أكثر من إخفاء احتيالهم على المواصفات والمقاييس المطلوبة لتنفيذ هذه المشاريع ،لكن ذلك الإبداع «ذي الخصوصية اليمنية» سرعان ما يظهر زيفه وتنكشف عورات المقاولين، وقصور الرقابة وغياب الضمير والذمة لدى المهندسين والمشرفين على تلك المشاريع بمجرد أن يمنّ الله على البلاد والعباد بالأمطار.

سائق التاكسي - الذي كنت استقله من شارع مازدا إلى عصر حيث مقر عملي- أصدر تنهيدة كبيرة عندما وقعت سيارته في إحدى الحفر والتفت نحوي وقال: الأمطار نعمة من الله لكن المقاولين يحولونها- في اليمن- إلى نقمة.

هذه العبارة تلخص واقعاً يتكرر كل عام أمام مرأى ومسمع الجميع وعلى رأسهم المسئولون في السلطات المحلية وفي مقدمتها أمانة العاصمة دون أن يحرك ذلك فيهم ساكناً، أو يجعلهم يشعرون بالتقصير بل إن بعضهم يكابر ويرفض أية انتقادات لأي ظواهر سلبية لا لشيء إلا لأنه لا يقبل الاعتراف بالفشل في تحمل مسؤوليته وعلى أقل تقدير يرفض الاعتراف بالتقصير.

الحديث عن مشاريع الطرق والجسور على مستوى المدن والأرياف اليمنية التي تنتهي صلاحياتها بمجرد «زخة» مطر قادم من السماء بات هماً يؤرق الجميع، لكن الهم يصبح أكبر حين يكون ذلك في عاصمة البلد التي تتعرى شوارعها، وتصبح أشبه بشيخ يلبس ثياباً «مرقعة» لكنها «رقع» من (الحفر والمطبات) التي لا يسببها الفقر وإنما الاحتيال والنصب وانعدام الأمانة والإخلاص، وغياب الرقابة.

ألا يسأل الوزراء والمسئولون أنفسهم عن السبب الذي يجعل شوارع العاصمة تصل إلى هذه الحالة من البؤس عقب هطول الأمطار والسيول الناجمة عنها؟! ألا يشعرون بالضيق حين تقع سياراتهم في (مطبات وحفر) الشوارع التي خربتها الأمطار ويضطرون لدفع مبالغ باهظة لإصلاح سياراتهم الفارهة ؟!ألا يجعلهم ذلك يشعرون بمسؤولياتهم ويحاولون إصلاح الوضع ومحاسبة المقصرين والمتسببين في ذلك؟! أم أنهم يستغلون هكذا حال للبحث عن مناقصات جديدة ينزلونها لترميم جديد للشوارع التي أسال السيل إسفلتها وترابها كما يقول أحد الزملاء ساخراً.

إن حكاية شوارع العاصمة بعد الأمطار أصبحت حالة مملة تبعث على الضيق والملل وتثير الكثير من التساؤلات عن غياب الرقابة الحكومية ورقابة السلطات المحلية في العاصمة وعدم اتخاذها أية إجراءات بحق المقاولين والمهندسين والمنفذين الذين يعبدون هذه الشوارع دون أدنى اعتبار للمواصفات والمقاييس رغم أن الدولة تنفق عليها ملايين ومليارات الريالات، التي لو تحولت إلى قطع معدنية واستخدمت في الرصف بدلاً عن قطرات الإسفلت التي تصب على الشوارع لكان حال شوارع العاصمة أحسن من أوضاعها الحالية التي لا تسر صديقاً ولا عدواً.

ودعونا نسأل الجهات المعنية عن التسمية التي يريدون أن يصفوا بها حال شوارع العاصمة التي كشفت الأمطار عوراتها هل هي فساد!؟، أم اختلاس؟!، أم احتيال ونصب؟!، أم عبث بالمال العام ؟!،أم غش وخداع؟!، أم انعدام أمانة وإخلاص؟!، أم غياب رقابة ضمير ومسؤولية؟!،أم تقصير في أداء الواجب؟! أم تلاعب بالمواصفات والمقاييس؟!.

ومهما تكن التسمية التي ستختار فإنها في النهاية لا تعني سوى كونها مظهراً من مظاهر الاحتيال والتلاعب الذي يمارسه المقاولون وصورة للعبث بالمال العام من قبل المهندسين والمخططين والمشرفين،ودليلاً على غياب الرقابة والمحاسبة الحكومية من قبل المسئولين والجهات المعنية بذلك.

وبعبارة أوضح فحال شوارع العاصمة بعد الأمطار ليست إلا صورة لانعدام الضمير والأمانة والولاء والانتماء الوطني، فمن يحتال على مواصفات ومقاييس تعبيد شارع -لأي سبب كان- إنما يشوه بذلك صورة الوطن خصوصاً حينما يكون ذلك التشويه لشوارع العاصمة التي هي وجه اليمن وأول ما يراه الزائر منه ،ومن يفعل ذلك لا يمكن أن يكون سوى ناهب لوطنه.

يا هؤلاء اخجلوا من أنفسكم ..إنه وطنكم ..وشوارع أبنائكم وأحفادكم، وتأكدوا أن أموال المناقصات التي تكنزونها في البنوك لا يمكن أن تشتري يوماً وطناً ...
وكل مطر وشوارعنا بلا حفر أو مطبات.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)