د/ سعاد سالم السبع -
اكتمل العقد الثاني لإعادة تحقيق وحدة اليمن السياسية، أما الوحدة الاجتماعية فهي قديمة قدم وجود اليمني على هذه الأرض، فاليمنيون متحدون دما ونسبا وقرابة من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، ولن يستطيع كائن من كان أن يكتشف أسرة يمنية واحدة في أية بقعة من بقاع اليمن ليس لها أصول أو فروع في كل شبر من أرض اليمن، ولن يستطيع أي يمني أن يعيش في أي محافظة داخل اليمن دون أن يفكر في أهله وأقاربه في المحافظات الأخرى، وفي الأفراح والأحزان يظهر التلاحم اليمني بصورة أكبر ..
هذه هي الحقيقة التي مهما راهن عليها دعاة الانفصال فلن يطمسوها ، لأنهم أنفسهم جزء منها يعيشونها ويتأثرون بها مهما بلغت بهم الأنانية، ومهما حاولوا بعنادهم إنكارها، نتمنى ألا يستمروا في اللعب بالنار، وأن يعودوا إلى رشدهم وسيصنع الشعب اليمني المعجزات تحت مظلة الوحدة.
لقد كللنا الوحدة الاجتماعية بالوحدة السياسية في 22 مايو 1990، وهي الوحدة التي جعلت أفراحنا وتواصلنا في النور بدلا عن الظلام ، وبهذه الوحدة أعلنا عن أنفسنا بفخر، وصار كل واحد منا لا يتردد في أن يقول: أنا يمني ، دمي ولحمي ومشاعري تشكيلة من الشمال والجنوب والشرق والغرب، لا نخاف التواصل ولا نتحرج من ذكر أصولنا وفروعنا لأننا من يمن واحد سياسيا واجتماعيا ، ويحق لنا أن نحتفل كل عام بعيد الوحدة ، لأنها أعادت لنا هويتنا المتسعة باتساع اليمن، ولملمت أشلاءنا التي فرقتها السياسة والسياسيون أثناء فترات التشطير، لن نقبل أن نعود قرابين في مذابح الحروب الشطرية ، التي عانى منها أجدادنا وآباؤنا سنوات الانفصال.
إن أجمل ما في احتفالات الوحدة اليمنية أن الفرح الكبير يمد أجنحته فيغطي سماء محافظة محددة كل عام ، وفي كل سنة تعطي الوحدة نكهة خاصة للمحافظة التي يقام فيها الاحتفال الكبير، وهذا العام هو عام المدينة الحاملة ، تعز مدينة الفن والجمال، التي نتوقع منها أن تتحفنا بأحلام متجددة من الأمل والفرح والجمال والإبداع، يعيد للقلوب بريق البهجة الحقيقية بمستقبل أفضل.
والذي يزيد من تفاؤلنا ويدعم أملنا هو ما يتم تداوله من أخبار حول ما وعد به فخامة الرئيس من مفاجأة سوف يعلن عنها في هذا الاحتفال من مدينة تعز التي شهدت سطوع نجم الرئيس في زعامة اليمن، ونتوقع أن يتلألأ نجم الرئيس مرة أخرى بصورة أروع وأعظم في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن. وقد صار الخبر محل توقعات كل المحللين السياسيين ، وكل الكبار والصغار ،وحتى الناس البسطاء الذين ليس لهم شأن بالسياسة ينتظرون هذه المفاجأة بفارغ الصبر .
حكمة الرئيس وخبرته وذكاؤه وحنانه ومعرفته بكل صغيرة وكبيرة في هذا البلد وعن هذا الشعب ستكون -ولا شك- هي الموجه الأول لإرشاده لنوعية المفاجأة التي سيطلقها، وما الأخبار والتوقعات التي يصدرها الناس إلا من باب التنفيس عن المعاناة، كل واحد يتمنى أن تكون المفاجأة سارة له وحلا لمشكلته هو، ولا شك أن مجموع مشكلات الناس هي مشكلات الوطن الواسع.
لذلك فعندنا أمل كبير أن يكون عيدنا العشرين بالوحدة اليمنية عيدا أخضر بلون جبال تعز بعد هطول المطر، وأن يكون منعشا بطعم الأمل المنتظر من قائد قوي وعظيم، همه الأول أن يرفع معاناة البسطاء من الناس، ويجمع القلوب ، ويوحد الصفوف، ويعالج الجراح، ويعيد للنفوس استقرارها ، ويبعد الشر والأشرار عن منجزاتنا الوطنية، وعن أعراسنا الوحدوية ويطلق مفاجأة من أجل الشعب، كل الشعب، تضع الجميع على خط التغيير نحو المستقبل الآمن..
>
[email protected]
كلية التربية - جامعة صنعاء