د/عبدالكريم علي الإرياني -
وشعبنا اليمني يحتفل اليوم بالذكرى العشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية أتقدم بأحر التهاني والتبريكات إلى صانع الوحدة وقائد المسيرة التنموية فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وإلى الشعب اليمني الأبي بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا .
والصفحات التي تنشرها صحيفة الجمهورية بملحقين بهذه المناسبة مكرسة لمدينة تعز بين الأمـــس و اليوم، كلمات، وصور، وتعليقات من كتب تاريخية لذات المكان .. المحروسة تعز.
وكما توثق عمليات التغيير التي جرت في بابي تعز الشهيرين بــاب موسى و الباب الكبير، و المناطق التي كانت نائية و أصبحت عامرة بما فيها منطقة المسبح و منطقة الجند التي يقع فيها جامع الجند الشهير الذي بناه الصحابي الجليل معاذ بن جبل ، ومطار تعز الذي أصبح في شرقها بعد أن كان المطار القديم في غربها، وظهور أول صيدلية في اليمن في الأربعينيات كما جاء على لسان الأديب الراحل زيد مطيع دماج، و أول بنك وهو فرع للبنك الأهلي السعودي الذي كان قد فتح له فرعاً في الحديدة .
واحتضان تعز لثورة الجنوب وتواجد مقرات الجبهة القومية التي انعقد فيها أول مؤتمر لها في حارة المستشفى وشارك فيه أكثر من شخصية نضالية من أبناء المحافظات الجنوبية بالإضافة إلى مقرات جبهة تحرير الجنوب والأخريات مثل التنظيم الشعبي واحتضانها العديد من اللقاءات بين شطري اليمن . واستقبالها العديد من قادة وزعماء المنطقة .
كما يوضح تطور التعليم للمرأة اليمنية ، وبروز قياداتها من الفتيات الـتي كان لهن شرف السبق في الانخراط في التعليم، وكذا دور تعز الاعلامي وطبع أول صحيفة فيها ..
و معالم أخرى مازالت شامخة فيها مثل جوامعها الرئيسة وعلى رأسها جامع الأشرفية وجامع الجند وجامع المعتبية الذي يعتبر أحد جوامعها الرئيسة و الذي شيد بدون مئذنة – هذه الحالة تظهر في حضرموت في الجوامع التي بنتها الطائفة الاباضية – و السبب يوضحه الكاتب الأديب الراحل زيد مطيع دماج في أحد كتبه مع أن هناك جوامع صغيرة ولكن لها مآذنها.
كما أن تلك المعالم مصحوبة بتعليقات من العديد من الكتب و المراجع و الدوريــات و الصحف التي كانت نفسها مرجعاً بحد ذاته لبعض الصور بحيث أعطت الصورة التعليق واقعية أكثر سواءً كانت عربية مثل مجلة العربي الكويتية أم أجنبية مثل ناشيونال جوغرافيك ولايف الأمريكيتين في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.. ليعرف القارئ مدى التطور الذي حصل في هذه المدينة التي كان لها الشرف في احتضان النضال الوطني ضد الإمامة، وشهد ميدان العرضي أو ما يسمى حالياً بميدان الشهداء استشهاد كوكبة كبيرة من الأحرار اليمنيين.
وقد احتوى العديد من المعلومات و الصور التي تجعلنا نعود بالذاكرة إلى عقود خلت و يوثّق لتاريخ اليمن ويعدأ نموذجاً يستحق الاقتداء به من قبل الباحثين لتوثيق تاريخ المدن اليمنية الأخرى.
باختصار.. يوثق معالم قد اندثرت ومعالم حديثة شيّدت مع تغير الزمان والمكان، وهذا حال الدنيا في أي بقعة من بقاع الأرض وليس في تعز فحسب.
* المستشار السياسي لفخامة رئيس الجمهورية