احمد محمد راجح -
هل علينا العيد العشرون لإعادة تحقيق وحدة الوطن العزيزة على قلوبنا، ما يجعلنا نقف وقفة إجلال وتقدير لكل أولئك الرجال الذين قدموا التضحيات الجسام وعلى رأسهم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حتى تم تحقيقها، وما أعقب تحقيقها من إيجابيات وسلبيات وما شابها من شوائب - إن وُجدت - يجعلنا اليوم نقف وقفة صادقة لمراجعة مختلف المراحل التي مرت بها الوحدة وتمر بها لندرسها دراسة فاحصة لنستخلص العِبَر مما حدث خلال الفترة المنصرمة.. إذ بهذه العملية التقييمية سنعمل على تجذير وتعزيز الوحدة كما أن بالتقييم نستطيع تجاوز الأخطاء وفي نفس الوقت نعمل على تقوية عوامل تجذيرها في فكرنا وسلوكنا وكذلك في فكر وسلوك النشء، وبذلك نكون قد أدينا جزءاً من المسؤولية الوطنية والتاريخية التي تحتم علينا تجاه الاجيال القادمة التي ستقوم بدراسة كل العوامل والمؤثرات لترى بنفسها إنْ كنا عند مستوى المسؤولية التاريخية والوطنية،أم أننا قد أخفقنا ولم نكن عند ذلك المستوى، أما إذا ظللنا نستخدم الوحدة في الكيد السياسي فإننا لن نصل الى طريق ليس ذلك فحسب، بل إن ذلك يهدد كيان الشعب اليمني خاصة ونحن نعيش في ظل مجتمع يعاني فقراً مدقعاً وتدهوراً اقتصادياً وحروب إرهاب وفساداً مستشرياً وكلها عوامل مؤججة تدفع بمزيد من التوترات السياسية والاجتماعية التي تؤسس بدورها لثقافات مجتمعية بديلة كلٌّ في إطار البيئة المحيطة به، في الوقت الذي ينبغي تأصيل ثقافة الوحدة ونشرها لتكون هي المسيطرة على مختلف تصرفاتنا لأنها ثابت من الثوابت الوطنية التي يجب أن تُحمى بالدستور والقانون وألا تُترك نهباً لكل مزاجي يعبث بها متى أراد وفي أي شبر على أرض الوطن الغالي..
إن التقييم الموضوعي المنصف والعمل به هو إحدى الضمانات التي تحمي ثوابتنا الوطنية وتنأى بها عن كل متربص بالوطن، لأننا بذلك التقييم نكون قد حصنَّا مجتمعنا ووحدتنا من الاختراقات التي يحيكها أعداء شعبنا، وحينها نستطيع أن نفصل بين الكيد السياسي الذي يوظف ضد الوطن، وهو ما يجب أن يقف الجميع ضده بكل مسئولية وصدق وأمانة وإخلاص